أثار وزير تونسي سابق جدلا واسعا بعد دعوته لنصرة الشعب الأوكراني، وهو ما اعتبره بعض منتقديه دعوة لـ"الجهاد" في هذا البلد، الذي يسعى حاليا لاستقطاب متطوعين من جميع أنحاء العالم لصد الغزو الروسي.
وقال وزير الشؤون الدينية السابق "نورالدين الخادمي" إن "من واجب التونسيين الوقوف إلى جانب المسلمين الذين يتعرضون للاضطهاد في أوكرانيا في ظل الحرب التي تشنها روسيا".
وأضاف "الخادمي"، في فيديو بعنوان "الحرب على أوكرانيا في ميزان الشريعة"، أن "أوكرانيا فيها 400 ألف مسلم، واهتمامنا بهم هو ضرب من ضروب الاهتمام بالمسلمين في هذه الحرب التي لها أثرها على المسلمين، وهناك نصوص كثيرة تأمر بالتعاطف والتراحم"، مشيرا إلى حديث منسوب للنبي "محمد" صلى الله عليه وسلم، قال فيه: "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم".
واعتبر الوزير التونسي الأسبق أن "من حق الأوكرانيين غير المسلمين علينا أن ننصرهم باعتبارهم قد ظلموا لأن هذا واجب إسلامي أيضا".
واعتبر البعض تصريحات "الخادمي" "فتوى للجهاد في أوكرانيا"، ومنهم الإعلامي "صابر الوسلاتي"، الذي قال في برنامجه الإذاعي الساخر "صبريار" إن "الخادمي أصبح مفتيا عند الناتو، مستغربا دعوته لنصرة الأوكرانيين غير المسلمين، رغم أن بابا الفاتيكان نفسه لم يدعُ لذلك".
وفي السياق، كتب الناشط السياسي والعضو السابق في هيئة الانتخابات التونسية "سامي بن سلامة": "أي شخص يحمل الجنسية التونسية ويدعو للجهاد في أوكرانيا يجب اعتقاله ومحاكمته فورا".
وأضاف الناطق باسم اتحاد الشغل "سامي الطاهري": "أنا مع سامي بن سلامة، كل تونسي (الخادمي مثالا) يدعو إلى الإرهاب في أوكرانيا، سياسي أو إمام أو رئيس جمعية يجب إيقافه فورا ومحاكمته في إطار ملف التسفير".
وإزاء ذلك، نشر "الخادمي" بعد أيام من بث تسجيله الأول، فيديو أكد فيه أن تصريحاته السابقة عبارة عن "مداخلة عادية وليست فتوى دينية أو موقفا سياسيا".
وأكد الوزير التونسي الأسبق أن دعوته تدخل في إطار "الإغاثة والتوعية والتقنين، أي إحداث ما ينفع البلاد والعباد"، مضيفا: "العقيدة الإسلامية تأمر بالتآزر والتعاون، ونحن ندين العدوان سواء على المسلمين أو غيرهم، اهتمام العلماء يكون عبر حث الناس على إنهاء الحروب والتآزر".
