قالت كاتبة بصحيفة "واشنطن بوست" إنه بات في حكم المؤكد أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" خسر حربه في أوكرانيا، وبات الاقتصاد الروسي يعاني وتتزايد المعارضة داخل بلاده لتلك الحرب، علاوة على أنه وحد الغرب ضده، مردفة أن "هذه الحرب مدمرة لروسيا، وربما أصابت بوتين بالشلل".

وأضافت كاتبة العمود بالصحيفة الأمريكية "جينيفر روبين" أن حرب أوكرانيا نزعت عن "بوتين" هالة "الزعيم الذي لا يقهر".

وأردفت أن "فشل بوتين في أوكرانيا يقطع الأنفاس، كان من المفترض أن ينتصر في هذه الحرب في أيام، لكنه وبعد 3 أسابيع، لم يحتل كييف ولم يقطع رأس الحكومة الأوكرانية، وتكبد جيشه خسائر مذلة، مما دفعه إلى البدء في إقالة المستشارين بشكل جماعي لتفادي اللوم".

وأشارت إلى مقتل 4 من جنرالات "بوتين" في ساحة المعركة، وإلى استنكار الشخصيات الرياضية والثقافية الدولية الروسية حربه، وفقدان القِلة من الأثرياء التابعين له ثرواتهم نتيجة مصادرة حسابات مصرفية أجنبية وممتلكات ويخوت.

وأصبح الاقتصاد الروسي في حالة من الفوضى، حيث يفقد عقودا من التقدم وربما يلحق أضرارا دائمة بأسواق الطاقة في البلاد.

ومضت في القول إن "بوتين" وحّد الغرب ضده أيضا، ودفع حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى تعزيز إنفاقه العسكري، وأطلق عودة المشاعر المؤيدة للديمقراطية، وكشف عن ضعفه بحملته القمعية "الخرقاء" على وسائل الإعلام، وجعل نفسه فتى الملصقات لجرائم الحرب.

وتضيف أن الأمر انتهى بـ"بوتين" إلى تنشيط الروح القومية القوية للأوكرانيين، حتى أنه حوّل العديد من السكان الناطقين بالروسية إلى أعداء شرسين لروسيا.

وقالت الكاتبة إن الأوكرانيين سينقلون ذكرياتهم عن هذه الحرب من جيل إلى جيل؛ "مما يسمم آراء الأجيال القادمة عن روسيا بعد فترة طويلة من رحيل بوتين".

وأجملت بأن من الواضح أن هذه الحرب مدمرة لروسيا، وربما أصابت "بوتين" بالشلل.

واعتبرت أن "بوتين" أصبح الآن موضوع النكات، فبعد أن فرض "عقوبات" على السياسيين الأمريكيين، قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، "جين ساكي"، بسخرية متظاهرة بالجدية، إن عقوبات روسيا ضد شخصيات أمريكية شملت الراحل والد الرئيس "جو بايدن"، مضيفة: "لا أحد منا يخطط لرحلات سياحية إلى روسيا، وليس لدى أي منا حسابات بنكية لن نتمكن من الوصول إليها، لذلك سنمضي قدما".

وأشارت "روبين" إلى أن قدرة "بوتين" على تمثيل بلاده في المجتمع الدولي معرضة الآن للخطر، وربما بشكل دائم. وكلما أصبح سلوكه أسوأ، كان من الصعب "إعطاؤه" شيئا من أجل التوصل إلى اتفاق سلام.

وأكدت أنه "بعد أسابيع من الهجمات الروسية على المدنيين، من غير المعقول أن يفلت من المساءلة عن جرائم الحرب التي شهدها الكوكب بأسره".

وأضافت أن الاستسلام لمطلبه بأن تتخلى أوكرانيا عن قدرتها على التحالف مع الغرب سيكون خيانة مروعة للجهود البطولية للأوكرانيين.

وختمت بالإشارة إلى أن فشل "بوتين" الذريع، والإذلال الدولي الذي يلحق به، قد يشكل أكبر عائق أمام إنهاء حربه التي أخطأ في حساباتها بشكل فظيع.