واشنطن بوست: هذه سيناريوهات اتفاق إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا

السبت 19 مارس 2022 07:39 ص

سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الضوء، السبت، على بنود اتفاق إنهاء الحرب المحتمل بين روسيا وأوكرانيا، مشيرة إلى أن الكرملين يسعى للوصول إلى اتفاق بعد الحصول على بعض المكاسب للترضية، في ظل تعثر القوات الروسية والعقوبات الغربية التي تضرب الاقتصاد الروسي.

وذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها، أن وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف"، تحدث عن وجود "أمل في الوصول لحل وسط"، فيما أكد الرئيس الأوكراني "فلاديمير زيلينسكي"، أن الروس أصبحوا "أكثر واقعية" على طاولة المفاوضات.

وأضافت أن روسيا ستصر على مطلب "حياد أوكرانيا"، على اعتبار أن أحد أسباب الحرب هو رغبة أوكرانيا في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو" ورغبتها في الازدهار وتقرير المصير من خلال العضوية في الاتحاد الأوروبي.

وأشارت إلى أن وجود ديمقراطية مزدهرة على حدود روسيا، خاصة في أوكرانيا، يمكن أن تكون نموذجا مغريا للشعب الروسي، ما يهدد القبضة الاستبدادية الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين".

في المقابل، ستطالب أوكرانيا بالحصول على ضمانات أمنية غربية؛ لأنه بالنسبة لها أي تعهد بالحياد سيحتاج على الأرجح إلى اعتراف روسيا بأن القوى الغربية ستقدم لها المساعدة إذا تعرضت للتهديد مرة أخرى، بحسب التقرير.

وتوقعت الصحيفة الأمريكية أن تكون هذه الخطوة هي النقطة الأكثر صعوبة بالنسبة لموسكو؛ "لأنها ترقى إلى مستوى القبول التكتيكي لمشاركة الناتو في الدفاع المستقبلي عن أوكرانيا".

لكن "واشنطن بوست،" أشارت إلى أن روسيا يمكنها أن تقبل بذلك "إذا تم وضع بند يحد من أنواع الأسلحة المقدمة لأوكرانيا".

أما النقطة الثالثة في الاتفاق المحتمل فستدور حول شبه جزيرة القرم وإقليمي "لوهانسك ودونيتسك"، ورجحت الصحيفة أن تطالب موسكو، كشرط للتسوية، باستقلال المقاطعتين الانفصاليتين وباعتراف كييف والمجتمع الدولي بضمها للقرم، فضلا عن السيطرة الروسية الفعلية على شرق دونباس، وهو ما يرفضه الأوكرانيون.

وفي السياق، قال الأكاديميان "أرفيد بيل" و"دانا وولف"، في موقع "روسيا ماترز" التابع لجامعة هارفارد؛ إن "أوكرانيا يمكن أن تذعن للنقاط الرئيسية لهكذا اتفاق مع الحفاظ على السيادة"، وأشارا إلى أن الموافقة على الحياد، الذي ستفرضه أوكرانيا على نفسها، سيتطلب التخلي رسميا عن حلمها في الانضمام لحلف "ناتو".

وأعرب الأكاديميان عن اعتقادهما بأنه "في أسوأ السيناريوهات، قد تضطر أوكرانيا أيضا إلى الاعتراف بشبه جزيرة القرم كجزء من روسيا واستقلال لوهانسك ودونيتسك"، كما رجحا أن يطلب من "قوات حفظ السلام" الروسية البقاء في دونباس، على عكس إصرار كييف على أن روسيا يجب أن تسحب كل جندي من حدودها.

وبين "بيل" و"ولف" أنه "من الصعب على الشعب الأوكراني قبول مثل هذه الصفقة، لكن زيلينسكي، الذي أصبح ينظر إليه بطلا في أوكرانيا وخارجها، لديه المكانة الكافية لإقناع شعبه بهذا الاتفاق".

أما السيناريو الأسوأ، بالنسبة لروسيا، فسيكون هو قبول "بوتين" بسحب جميع القوات من أوكرانيا، بما في ذلك القوات الموجودة في دونباس، والتراجع عن اعتراف موسكو باستقلال "دونيتسك ولوهانسك"، على أن تبقى شبه جزيرة القرم جزءا من روسيا، لكنها ستكون منزوعة السلاح، وأن يُسمح لأوكرانيا بالانضمام للاتحاد الأوروبي، دون الانضمام للناتو.

ويعد هذا السيناريو بمثابة اعتراف روسي بالهزيمة، لكنه سيؤدي إلى رفع الغرب جميع العقوبات المفروضة على روسيا، كما ستوافق الدول الغربية على إجراء محادثات أمنية مع موسكو حول مستقبل الأمن والدفاع في أوروبا.

لكن الصحيفة الأمريكية استبعدت قبول "بوتين" بهذا السيناريو "نظرا لتأثير ذلك على مكانته في الداخل الروسي".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

روسيا أوكرانيا الكرملين سيرجي لافروف