قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الجيش الروسي يشن حرب إبادة في خاركيف الأوكرانية، بسبب عدم قدرته على السيطرة عليها، مؤكدة أن المشارح امتلئت بالجثث وأن النعوش لم تعد تكفي لها.

وأضافت أن القوات الروسية قصفت ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، والمعروفة بأنها عاصمة البلاد الثقافية، بوابل لا هوادة فيه من القذائف المدفعية والصواريخ والذخائر العنقودية والصواريخ الموجهة على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية.

وكانت مشرحة بخاركيف ممتلئة، حيث تكدس في الفناء الخارجي عشرات من أكياس الجثث السوداء والخضراء، وفق صحيفة "واشنطن بوست".

وأوضح مدير المشرحة، "يوري نيكولايفيتش": "نحن بحاجة إلى أكياس للجثث"، مشيرا إلى أنه "لم يتبق شيء.. لم يبق في المدينة نعوش".

ووجدت الصحيفة الأمريكية أيضا أدلة على استخدام القنابل العنقودية في المنطقة المحيطة بالسوق الرئيسي وسط المدينة، وهي أسلحة محظورة دوليا.

وقال "مكسيم تشيكوليك" (41 عامًا): "إنها جهنم"، بينما كان ينتظر خارج المشرحة لالتقاط جثة شقيقه البالغ من العمر 48 عاما، والذي قال إنه قُطع رأسه ونُزعت ذراعه بسبب القصف الذي طاله وهو يسير باتجاه المتجر لشراء المواد الغذائية الأساسية.

حتى في درجات الحرارة الجليدية، بدأت رائحة الموت الناتجة عن الجثث في الفناء المجاور للمشرحة تعكر هواء الشارع في الخارج.

قبل الحرب، كانت خاركيف تُعرف باسم العاصمة الفكرية لأوكرانيا مع أكثر من 30 جامعة، وهي مدينة مليئة بمئات الآلاف من الطلاب.

واليوم، دمرت الضربات الصاروخية جواهر القرن التاسع عشر المعمارية في وسط خاركيف، حيث تنفجر أنابيب المياه وتترك الثلوج تغطي النوافذ المتحطمة جراء القصف الروسي. كانت أجزاء من المدينة خالية بشكل مخيف من الناس. وتقول الإدارة الإقليمية إن حوالي نصف السكان، أي حوالي 700 ألف شخص، فروا.

وقتل ما لا يقل عن 500 مدني، وفقا لوكالة خدمات الطوارئ بالمدينة، لكنه من المحتمل أن يكون الرقم الحقيقي أعلى بكثير، حيث يستمر عمال الإنقاذ في الحفر بين الأنقاض، وفق ما نقلت الصحيفة.

لكن أكياس الجثث السوداء في الفناء مرقمة إلى ما لا يقل عن 1125 جثة.

وقال "نيكولايفيتش" إن المشرحة، وهي واحدة من أربع في المدينة، تستقبل حوالي 50 جثة يوميا، ارتفاعا من 15 أو 20 جثة قبل الحرب ووباء فيروس كورونا. لكن هذا يشمل بعض الذين ماتوا لأسباب طبيعية.

مهما كانت الحصيلة الرسمية، اتفق الجميع على وجود عدد لا يحصى من الجثث التي لم يتم انتشالها بعد.

من ناحية ثانية، أصابت الهجمات الروسية العديد من المعالم البارزة في خاركيف، بما في ذلك ساحة الحرية المترامية الأطراف، موطن "قصر الصناعة"، وهو مبنى مذهل يعود تاريخه إلى عام 1928 مدرج حاليا على قائمة اليونسكو "المؤقتة" لاعتباره موقعًا للتراث العالمي.

كما تم تحويل أوبرا خاركيف الأكاديمية ومسرح الباليه المجاور ومسرح خاركيف فيلهارمونيك المجاور إلى أطلال.