قالت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، إن التدخل المباشر لحلف شمال الأطلسي "ناتو"، في الحرب الأوكرانية، سيؤدي حتما إلى "حرب نووية".
ولفتت المجلة، في تقرير لها، الجمعة، إلى أن المحاولة المستمرة من جانب أوكرانيا لجر "ناتو" إلى حرب ضارية مع روسيا، "مفهومة على أنها دعوة للعواطف، ووسيلة للتلاعب بعواطف الغربيين الذين أغضبتهم الوحشية الروسية حقًا".
وتابعت: "لكن أنصار المزيد من الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا لا يدركون مخاطر تصعيد الصراع، والخوف ليس أن يخسر حلف الناتو حربًا تقليدية، لكنه سيدفع روسيا إلى الزاوية التي سيكون الرد النووي منها هو الخيار الوحيد لموسكو".
ونبهت المجلة إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" كانت "محقة" في قولها إنها "لن تدعم منطقة حظر طيران" فوق أوكرانيا، لكن هذا لا يعني أن "الناتو" لن يدعم أوكرانيا.
وأوضحت المجلة أنه يمكن للمرء أن يتعاطف مع الأوكرانيين، لكنهم لسبب ما "توقعوا وصول سلاح فرسان الناتو فوق التلال الأوكرانية بسرعة"، في حين تم تضليل الأوكرانيين على مدى عقود بشأن فرصهم في الانضمام إلى "ناتو".
ووفقًا لـ"ناشيونال إنترست"، أظهر استطلاع جديد أن الدعم الأمريكي لمنطقة حظر الطيران تراجع بشدة عندما يتم إخبار المستجيبين أن منطقة حظر الطيران تعني أن "الجيش الأمريكي سوف يسقط الطائرات العسكرية الروسية التي تحلق فوق أوكرانيا، ما قد يؤدي إلى اندلاع حرب بين الولايات المتحدة وروسيا".
وقالت المجلة في تقريرها: "كان ذلك متوقعا، إذ إنه في وقت سابق من الشهر الجاري وقع 78 خبيرًا على خطاب مفتوح يعارض فرض منطقة حظر طيران في أوكرانيا، ما زاد من ثقل الحجة ضد وضع القوات الأمريكية في اشتباك مباشر مع الروس".
ورأت المجلة أن إعادة التسلح في الدول الأوروبية تقدم الآن فرصة ذهبية لإعادة تركيز الاستراتيجية الأمريكية الكبرى وتضييق المصالح الوطنية.
وأضافت: "يمكن لأوروبا أن تتحمل المسؤولية الأساسية عن الدفاع التقليدي لأوروبا، مع قيام القوات البحرية والنووية الأمريكية فقط بدور التوازن البحري".
وختمت المجلة: "يجب إيلاء المزيد من الاهتمام لتعقيدات حقبة تعدد الأقطاب قبل الحرب العالمية الأولى، عندما كانت التحالفات مترابطة معًا، وجرّت الدول الصغيرة قوى عظمى نحو كارثة مطلقة".
وكان الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي"، دعا الغرب في أكثر من مرة، إلى بحث فرض منطقة حظر طيران للطائرات والصواريخ والطائرات الهليكوبتر الروسية.
ويهدف إعلان منطقة حظر الطيران بصورة أساسية إلى حماية المناطق الحساسة، ومنع الطائرات من دخول المجال الجوي المحظور، عادة لمنع الهجمات الجوية أو عمليات المراقبة للمنطقة.
ويعني فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، ضرورة وجود قوة عسكرية، وتحديدا قوات الناتو، لفرضها بالقوة والاتشباك مباشرة مع أي طائرات روسية يتم رصدها فوق أوكرانيا إذا لزم الأمر.
في المقابل، أبدت الولايات المتحدة، رفضها مطلب كييف، لافتة إلى أن هذه الخطوة ستضع واشنطن في حرب، وقالت إن ذلك لن يحدث.
وعلى نفس المنوال، أكدت بريطانيا أنها لن تساعد في فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا؛ لأن قتال الطائرات الروسية سيؤدي إلى "حرب عبر أوروبا".
كما استبعد الأمين العام للناتو "ينس ستولتنبرج"، تورط الحلف، في فرض منطقة حظر طيران، وقال: "ليس لدينا نية للتحرك نحو أوكرانيا، سواء على الأرض أو في الجو".
