على خطى الأساطير.. كيف أعاد تشافي هيبة برشلونة؟

الثلاثاء 22 مارس 2022 12:56 م

فقد برشلونة هويته بشكل تدريجي منذ أن غادر "جوارديولا" دفة القيادة الفنية، وعلى الرغم من الظفر بالعديد من الألقاب المحلية، لم يحظَ النادي الكاتالوني بقائد يمكن الوثوق به، على غرار ما فعله أساطير التدريب "ميتشيلز" و"كرويف" ثم "جوارديولا".

ومنذ جلوسه على مقعد المدير الفني لبرشلونة في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وصولا إلى 20 مارس/آذار 2022، تاريخ "الأوركسترا" الفنية التي قدمها برشلونة في قلب "سانتياجو برنابيو" والفوز برباعية نظيفة على الغريم التقليدي ريال مدريد في "كلاسيكو الأرض"، نجح "تشافي هيرنانديز" في تغيير وجه الكتيبة الكتالونية خلال 134 يوما فقط.

وصل أحد أساطير النادي الكتالوني عبر تاريخه إلى "كامب نو" في الجولة الـ14 من الدوري الإسباني، وكان الفريق حينها يقبع في المركز التاسع، وبعيد جدا عن مقاعد التأهل لدوري أبطال أوروبا، ولا يقدم الأداء الذي يشفع له حتى بالهروب من مناطق الهبوط على سلم ترتيب الليجا.

ولم يمر سوى 4 أشهر ونصف، حتى صار برشلونة فريقا لا يكتفي بالمشاركة في صراع المربع الذهبي فحسب، بل يقف أيضا على بُعد 3 نقاط من الوصيف إشبيلية (مع احتفاظه بمباراة أقل من الفريق الأندلسي)، ورغم توديعه مبكرا دوري الأبطال من مرحلة المجموعات، فقد بات المرشح الأبرز للظفر بلقب الدوري الأوروبي "يوروباليغ".

ويتمثل الجانب الأبرز في تحسن "البلوجرانا" مع "تشافي" في الاستمرارية؛ إذ فاز الفريق في 11 مباراة وتعادل في 4 وخسر واحدة فقط، وسجل لاعبوه 37 هدفا، مقابل 14 هدفا اهتزت بها شباكه.

ولم تكن مهمة استعادة الهوية التي صنعها الأسطورة الهولندي الراحل "يوهان كرويف"، واستنسخها "بيب جوارديولا"، سهلة على الإطلاق؛ إذ تفاجأ "تشافي" خلال أسابيعه الأولى مدربا للفريق بالتراجع التكتيكي الذي ضرب الفريق آنذاك، ليستغرق منه الأمر بعض الوقت ثم بدأ الفريق بالتحسن.

وجاءت موقعة مدريد لتؤكد أن اللاعبين قد فهموا أسلوب مدربهم الذي كان سببا في النجاحات التي حققها الفريق في العقود الثلاثة الأخيرة، وتأكد للجميع أن البارسا قد استعاد بالفعل أسلوب الـ"تيكي تاكا" المعهود.

ولا يمكن إغفال دور الصفقات الجديدة في الطفرة الفنية التي أحدثها "تشافي" في الفريق، إذ لم تمنع أزمة الرواتب التي عانى منها الفريق الأول بسبب تداعيات تفشي جائحة كورونا، رئيس النادي "لابورتا" من دخول سباق سوق الانتقالات الشتوية بقوة لدعم الخيارات الفنية.

وأنفقت إدارة النادي نحو 55 مليون يورو، بالإضافة للمتغيرات، من أجل جلب الجناح الهجومي الواعد "فيران توريس" من مانشستر سيتي الإنجليزي، لينضم إلى النجم "أداما تراوري" القادم من وولفرهامبتون الإنجليزي على سبيل الإعارة، والنجمين الكبيرين؛ البرازيلي "داني ألفيش"، والجابوني "بيير إيمريك أوباميانج"، في صفقتي انتقال حر.

وعلى الرغم من الإضافة التي قدمها هؤلاء، فقد فاجأ "أوباميانج" الجميع وأثبت أنه صفقة رابحة، رغم الطريقة التي رحل بها عن أرسنال بسبب خلافات مع المدرب الإسباني "ميكيل أرتيتا"، ولكنه سرعان ما عبر عن قدراته التهديفية، ليسجل 9 أهداف في 11 مباراة مع الفريق، منها الثنائية التي قادت برشلونة للفوز الكبير 4-0 على ريال مدريد.

ومنذ وصول الدعم الشتوي، سجل برشلونة 40 هدفا في 17 مباراة خاضها هذا العام، بمعدل 2.3 أهداف في كل مباراة، مقارنة بمعدل النصف الأول من الموسم والذي توقف عند 1.2 هدف في المباراة. 

والآن باتت جماهير برشلونة تحلم بعودة كاملة للقوة الضاربة التي يمكن أن تستعيد بها سيطرتها المحلية والأوروبية، إن لم يكن هذا الموسم، فسيكون في الموسم المقبل الذي قد يشهد تعزيزات أكبر للقائمة التي ستكون تحت قيادة "تشافي".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تشافي برشلونة أوباميانج جوارديولا