الإمارات ترحب بتصريحات «أردوغان» الإيجابية وتدعو لتجاوز الخلاف حول مصر

السبت 12 ديسمبر 2015 06:12 ص

أبدى الدكتور «أنور قرقاش»، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي استعداد بلاده لتحسين العلاقات مع تركيا التي تأزمت على خلفية الموقف من الوضع بمصر بعد عزل الجيش للرئيس السابق «محمد مرسي» في 3 يوليو/تموز 2013.

وقال «قرقاش»: «الخلاف التركي الإماراتي حول التطورات المصرية آن الأوان لتجاوزه، المنطقة لا تتحمل مثل هذه الخلافات ومصر من مفاتيح الاستقرار، وشعبها قرر مساره».

وأكد «قرقاش» في سلسلة تغريدات عبر حسابه على «تويتر» أن دولة الإمارات ترحب بالإشارات الإيجابية من الرئيس التركي، «رجب طيب أردوغان»، حول علاقات تركيا بدولة الإمارات، مشددا على ضرورة إنهاء الخلاف التركي الإماراتي حول التطورات المصرية.

وقال «قرقاش»: «الإشارات الإيجابية من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول علاقات بلاده مع دولة الإمارات مرحب بها ومن الضروري البناء عليها»، مضيفا أن «العلاقات الطيبة والإيجابية مع أنقره هي ما ننشده، والأساس احترام الشأن العربي من خلال مبدأي السيادة وعدم التدخل والذي يجب أن يحكم تصرفاتنا».

وكان «أردوغان» قد أكد أمس الجمعة أن علاقة بلاده كانت قوية جدا مع السلطات الإماراتية، مضيفا: «بصفتي رئيسا لتركيا أقول إنه لا بد من إزالة أسباب التباعد في أسرع وقت ممكن، وهناك سبب واحد (للتباعد)، وهو الأحداث في مصر، إلا أنه يجب حل ذلك بالطرق الدبلوماسية، وليس بالحديث ضد بعضنا البعض».

وقد ظهرت الخلافات بين البلدين للعلن بشكل واضح عقب عزل الجيش المصري للرئيس السابق «محمد مرسي»، حيث اتهمت الإمارات، التي دعمت الرئيس الحالي «عبدالفتاح السيسي»، الرئيس التركي بالتدخل في الشؤون الداخلية المصرية، وتخلل هذه الفترة اتهامات متبادلة بين البلدين.

وبعد فترة من الهدوء، فتحت وسائل الإعلام الإماراتية النار على «أردوغان» مجددا أثناء تغطيتها الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث أطلقت وصف «الديكتاتور» على الرئيس التركي.

واتهمت وسائل الإعلام الإماراتية بشكل متواصل تركيا بدعم تنظيم «الدولة الإسلامية» بالسلاح، والسماح بدخول المقاتلين الأجانب من خلال أراضيها، وهو ما نفته الحكومة التركية مرارا.

كما اتهمت الإمارات تركيا بإرسال الأسلحة إلى أحد أطراف الأزمة الليبية، وهو ما نفته أنقرة واتهمت بالمقابل أبوظبي بإرسال الأسلحة إلى قوات اللواء «خليفة حفتر».

وقال رئيس الوزراء التركي «أحمد داود أوغلو» في وقت سابق: «هذا ادعاء كاذب تماما، إنه مجاف للحقيقة، ولكي أكون صادقا فإن هذا افتراء يأتي من أولئك الذين يتدخلون في ليبيا ويرسلون مساعدات الأسلحة، هذا الافتراء قادم من مصر والإمارات العربية المتحدة».

كما وجهت تركيا في السابق اتهامات مختلفة إلى الإمارات بشكل غير رسمي منها تعاون الإمارات مع الصرب في مواجهة الجهود والمساعدات التركية، التي تقدم إلى المواطنين في منطقة البلقان، وتمويل كتاب غربيين من أجل الإساءة إلى تركيا واتهامات لجهات إماراتية بالعمل مع بعض رموز المعارضة التركية والتجسس على قيادات من «الإخوان المسلمين» وحركة «حماس» والمعارضة السورية المقيمين بالأراضي التركية.

ومؤخرا، استنكر وزير الخارجية الإماراتي الشيخ «عبد الله بن زايد آل نهيان»، إسقاط تركيا للطائرة الحربية في سوريا، على حد قوله.

وقال «بن زايد»، إن بلاده تستهجن الأعمال الإرهابية التي شهدتها الكثير من الدول في الآونة الأخيرة، وخاصة الطائرة الروسية التي سقطت فوق سيناء بجمهورية مصر العربية، والحادثة الأخيرة التي وقعت للطائرة الروسية العسكرية التي أسقطتها تركيا.

وجاءت تصريحات «بن زايد» على خلفية إسقاط مقاتلتان تركيتان من طراز «إف-16»، طائرة روسية من طراز «سوخوي-24»، لدى انتهاك الأخيرة المجال الجوي التركي عند الحدود مع سوريا بولاية هطاي (جنوبا) في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وأشاد وزير الخارجية الإماراتي بالعلاقات المميزة بين بلاده وروسيا، وتطورها في السنوات الماضية، في الوقت الذي تمر فيه العلاقات التركية الروسية بأزمة خطيرة حيث تبنت موسكو مجموعة عقوبات اقتصادية ضد تركيا تتراوح من الحظر على بعض المواد الغذائية إلى القيود المفروضة على القطاع السياحي وإلغاء الإعفاءات من تأشيرات الدخول الممنوحة للأتراك، فيما أعلن رئيس الوزراء التركي «أحمد داود أوغلو» عن احتمال فرض عقوبات ضد روسيا إذا اقتضت الضرورة ذلك.

  كلمات مفتاحية

الإمارات تركيا مصر أنور قرقاش عبدالله بن زايد ليبيا خليفة حفتر روسيا إسقاط طائرة محمد مرسي عبدالفتاح السيسي

«عبدالله بن زايد» يستنكر إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية ويعتبره «عملا إرهابيا»

تصاعد الحرب الإعلامية بين الإمارات وتركيا يهدد بأزمة دبلوماسية أكبر

قادة الإمارات يهنئون «أوغلو» بفوز «العدالة والتنمية» في انتخابات تركيا

السعودية والإمارات وتركيا يتحدون لإسقاط «الأسد» رغما عن واشنطن

هل بدأ موسم التقارب الإماراتي التركي؟

مصادر لـ«الخليج الجديد»: وزير خارجية تركيا يتلقى دعوة رسمية لزيارة أبوظبي قريبا