السعودية والإمارات وتركيا يتحدون لإسقاط «الأسد» رغما عن واشنطن

الثلاثاء 4 نوفمبر 2014 12:11 ص

رغم تضارب مصالحهم في مصر، تتجه كل من السعودية والإمارات وتركيا للتحالف لإسقاط نظام الرئيس السوري «بشار الأسد» مع تنظيم «الدولة الإسلامية» سويا،

وجاء التقرير الذي نشرته «انتليجنس أونلاين» الفرنسية «Intelligence Online» أمس تحت عنوان: «أنقرة والرياض يتحدان ضد واشنطنAnkara and Riyadh unite against Washington/» ليؤكد هذا التحالف الجديد وتوافق مصالح الأطراف الثلاثة هناك، حتي أن النشرة الفرنسية تحدثت عن تعمد طائرات السعودية والإمارات المشاركة في قصف أهداف «الدولة الإسلامية» في سوريا التجسس علي أهداف النظام السوري وقصف بعضها أيضا بالمخالفة للرؤية الأمريكية التي تقوم – ضمن التحالف الدولي لمحاربة «الدولة الإسلامية» – علي استهداف «الدولة الإسلامية» فقط.

فبعد الصراع الصامت بين السعودية وتركيا على ريادة الإقليم، مع الاتفاق بينهما على مواجهة إيران، ومرحلة التلاسن عقب انقلاب الجيش المصري علي الرئيس المصري «محمد مرسي» الذي كان قشة قصمت ظهر العلاقات بين السعودية وتركيا، بدأت العواصم الغربية ترصد تعاونا بين الرياض والإمارات معا مع تركيا لإسقاط «بشار الأسد» رغما عن واشنطن.

وشهدت العلاقات بين البلدين تقاطعا على صعيد الاتفاق على ضرورة إسقاط نظام الرئيس السوري «بشار الأسد»، بصرف النظر عن أن لكل دولة «أوراقها في الميدان»، إذ تصر الرياض وأبوظبي مع تركيا علي أنه لا حل لأزمة «الدولة الإسلامية» وحدها دون إسقاط نظام الرئيس «بشار الأسد» أيضا وأن التدخل العسكري لا يجب أن يقتصر علي قصف أهداف «الدولة الإسلامية» فقط ولكن قبول واشنطن بضرورة إسقاط «الأسد» أيضا.

وبحسب تقرير «Intelligence Online» ظهر مؤخرا تنسيق غير مباشر بين أنقره والرياض حول هذا الأمر ما أدي لاتساع الفجوة بين أمريكا التي تضع على رأس أولوياتها تدمير «الدولة الإسلامية»، وأجهزة المخابرات في الخليج وتركيا، التي تشدد علي إسقاط «بشار الأسد» كهدف في نهاية الحرب علي «الدولة الإسلامية».

وقال أن العمليات الرئيسية السعودية في التحالف تتضمن جمع معلومات استخباراتية جوية فوق سوريا؛ من خلال طائرات «إف-16» التابعة للمملكة، مع التركيز بشكل خاص على النظام أهداف النظام العلوي السوري، أكثر من أهداف «الدولة الإسلامية»، وان القوات الجوية الإماراتية والسعودية رفعت من مستوى تدريباتها مع تركيا في «قاعدة قونية» الجوية استعدادا لهجوم محتمل ضد دمشق.

ويبدو أن الموقف الأمريكي مما يجري في سوريا يغضب حلفائها في الخليج وفي تركيا علي السواء، وأن هؤلاء الحلفاء بدؤوا يتحركون وفقا لأجندات خاصة بهم تحقق أهدافهم ومصالحهم لا أهداف ومصالح واشنطن فقط، ولهذا بدأت الخلافات تدب بينهم وبين واشنطن، خاصة بعد استمرار تقدم قوات «الدولة الإسلامية» وعدم تأثيرها علي الأرض كثيران فضلا عن استيلاء «الدولة الإسلامية» علي شحنات عسكرية أمريكية أسقطتها طائرات أمريكية من الجو، وقيل أن «الدولة الإسلامية» وراء إسقاط طائرة 130 تحمل هذه المئون للأكراد.

ورغم هذا لا تزال هناك نقطة التقاء واحدة بين واشنطن وحلفائها السنة في الخليج وتركيا هي تدريب مقاتلي المعارضة السورية «المعتدلين» في تركيا، حيث لا تزال المخابرات الأمريكية والتركية والسعودية تعولان على حركة «أحرار الشام»، رغم أن المجموعة خسرت العديد من كبار قادتها في هجوم شنته «الدولة الإسلامية» في سبتمبر/أيلول الماضي، باعتبار أنهم القوة الوحيدة القادرة على إلحاق خسائر بالنظام في دمشق، بفضل طائرات الهليكوبتر التي أخذتها من الجيش السوري وطياريها المدربين.

ومنذ بداية الأزمة السورية تجلى الدعم التركي للمعارضة السورية في تغليب حضور «المجلس الوطني السوري»، أو عبر التعجيل بالعسكرة بتشكيل ودعم «لواء التوحيد»، الذي لعب دورا بارزا في معارك حلب والشمال، أو ألوية سنية كهيئة الدروع وهيئة حماية المدنيين أو «حركة حزم».

وساعد تركيا في إستراتيجيتها، قطر، حيث كرستا هيمنتهما على المجموعات المسلحة من خلال غرف العمليات في «أنطاكيا» التي كانت نقطة تجمع عسكري استخباري سياسي لكل القوى التي كانت تحارب النظام السوري وتنسيق الهجمات والدعم اللوجستي ومخازن الأسلحة كله عبر تركيا، والتي حرصت تركيا على إبقائها في قبضة «أحرار الشام» التي بدأت السعودية أيضا تتقارب معها وتتعاون معها لقلب نظام «بشار الأسد» عسكريا.

وقد عمل الأتراك منذ البداية مع السعوديين والقطريين على تمويل المجموعات المسلحة مع غلبة واضحة للسعودية في تمويل جبهة ثوار سوريا في الشمال، وتمويل الكويت والإمارات لأحرار الشام أكبر فصائل المعارضة.

من «الحرب البادرة» إلي التعاون

وسبق أن أشارت صحيفة «المونيتور» الأمريكية لهذا الصراع في تقرير تحت عنوان: «الحرب الباردة بين السعودية وتركيا للهيمنة على السنة/The Saudi-Turkey cold war for Sunni hegemony»، معتبره أنه جزء من تعدد أوجه «الحروب الباردة» التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط ، من «حرب شيعية - سنية» ساحتها العراق وسوريا ولبنان والخليج إلى «حرب باردة سنية - سنية» داخل الفضاء السني بين تركيا والسعودية، قبل أن تعود مصالح الطرفين للتلاقي ضد واشنطن.

فقد كان الصراع في سوريا والعراق يدور بين قوى متنافسة هي تركيا والسعودية وقطر للسيطرة على الفضاء السني مما كان يرجح دخولها في صراع لحسم مسألة الهيمنة داخل الفضاء السني الشرق أوسطي، حيث مصر وسوريا أبرز ميادين هذه «الحرب الباردة السنية - السنية».

بيد أن تلاقي مصالح الطرفين حول هدف عزل «بشار الأسد» باعتبار أن استمراره هو أس مشاكل سوريا وانتشار التطرف ومجئ «الدولة الإسلامية»، جعل الطرفان يتلاقيان سويا ويدخلان في صراع واضح ومعلن مع واشنطن التي لا تفضل تشتيت الحرب ضد «الدولة الإسلامية»، ولديها مصالح خفية بشأن بقاء نظام «الأسد» لحمايته أمن «إسرائيل» بدلا من نظام جديد متعدد القوي يربك الأوضاع في المنطقة – كما حدث في الحالة العراقية بعد غزو العراق – ويهدد في النهاية أمن «إسرائيل» كأحد أهداف السياسية الأمريكية في المنطقة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا السعودية مصر محمد مرسي الانقلاب سوريا بشار الأسد الولايات المتحدة التحالف ضد الدولة الإسلامية الدولة الإسلامية الإمارات الشيعة الأكراد إسرائيل

عبد اللهيان: آراؤنا مشتركة مع مصر بشأن سوريا والعراق .. وأجواء سلبية مع السعودية

«ضاحي خلفان»: «السيسي» رجل دين وسطي و«بشار الأسد» شاب خلوق وطيب

أردوغان: الإطاحة بنظام «الأسد» من أولويات السياسة التركية

وزير الخارجية السعودي: النظام السوري هو الراعي الأول للإرهاب في سوريا

«حسنين هيكل» ينصح «بشار الأسد» بتحويل الثورة السورية إلى «إرهاب يحاربه العالم»

السعودية تنفي إعادة التمثيل الدبلوماسي مع النظام السوري وتصفه بــ«فاقد للشرعية»

تسفي برئيل: هل تغير الموقف السعودي باتجاه إنقاذ الأسد؟

رسالة من الأمير «تركي الفيصل» لواشنطن: الإطاحة بالأسد تهزم «الدولة الإسلامية»

وزير الخارجية التركي يصل الرياض اليوم بدعوة من «سعود الفيصل»

«سي إن إن»: «أوباما» يرى إزاحة «الأسد» ضرورية لهزيمة «الدولة الاسلامية»

«أوباما» يوجه صفعة للوبي الخليجي لصالح «الأسد»

«داعش» والأسد: تلازم المسارين... والمصيرين

القمة الخليجية بالدوحة والملف السوري يتصدران افتتاحيات الصحف القطرية

الخوف من «الدولة الإسلامية» و«الإخوان» وراء التقارب السعودي الروسي؟

الإمارات ترحب بتصريحات «أردوغان» الإيجابية وتدعو لتجاوز الخلاف حول مصر

علاقات تركيا ومجلس التعاون ضمانة للاستقرار