رسالة من الأمير «تركي الفيصل» لواشنطن: الإطاحة بالأسد تهزم «الدولة الإسلامية»

الأربعاء 5 نوفمبر 2014 11:11 ص

وجّه الأمير «تركي بن فيصل» - رئيس الاستخبارات الخارجية السعودية السابق، وشقيق وزير الخارجية الحالي – رسالة تحذيرية صريحةً إلى إدارة الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» خلال خطابه أمام «المجلس القومي للعلاقات الأمريكية العربية» في واشنطن 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أكد فيها أن الحل الوحيد لهزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها هو توجيه ضربات جوّية للإطاحة بحكومة الرئيس «بشار الأسد».

وبشيء من التفصيل؛ تحدّث الأمير «تركي» عن خطة مكتملة البنود للإطاحة بالرئيس «بشار الأسد»، مستهلاً كلامه بالحديث عن حملة القصف؛ والتي كان من المقرر لها سبتمبر، أيلول 2013م، لكن الرئيس «أوباما» ألغاها في اللحظة الأخيرة بعد ضغوطاتٍ مكثّفة من هيئة الأركان المشتركة والشعب الأمريكي. وفي الوقت الذي أعلن فيه «أوباما» أنه كان يؤخر أوامر البدء بالهجوم ليتشاور أولاً مع الكونجرس فُوجيء بسيلٍ من المعارضة العامة لحرب أمريكية أخرى في العالم العربي والإسلامي ما دفعه لإلغاء الخطة. وفي تلك الأثناء؛ كان هناك ما يزيد على 75 هدفًا قد حددتها الأنظمة لاستهدافها بالقصف. كلٌ من الرئيس «أوباما» ووزير خارجيته «جون كيري» أخبروا السعودية وجميع حلفائهم في المنطقة أن الحملة ضد «الدولة الإسلامية» كانت وشيكة، وأن إرجائها يعني مزيدًا من الخلاف بين واشنطن ودول مجلس التعاون الخليجي.

واسترسل الأمير «تركي» في توضيح أبعاد خطته بالمطالبة بإنشاء منطقة حظر طيران فورًا بطول الحدود السورية مع تركيا والأردن، وتشكيل حكومة تحظى بالمصداقية يقودها مجلس ائتلاف سوري يدير كافة المناطق السورية. وفي الوقت الذي أظهر فيه تأييدا بالكلام فقط لفكرة تضمين عناصر من حكومة الأسد «بشرط عدم تورطهم في دماء» في الحكومة، إلا إنه أوضح أن «الأسد» وكافة القيادات الحكومية وقيادات القوات المُسلحة لابد أن تُبعد.

وحمّل الأمير مسئولية ظهور تنظيم «الدولة الإسلامية» وغيره من العناصر الإرهابية كـ«جبهة النُصرة» المُرتبطة بــ«القاعدة» لإدارة الرئيس الأمريكي «أوباما»، مُعللاً ذلك بتجاهلها مطالب السعودية على مدار ثلاث سنوات بتسليح المعارضة المعتدلة.

إيران هي أصل الداء

ووصف الأمير «تركي» تنظيمي «الدولة الإسلامية» و«جبهة النُصرة» بأنهما مجرد ”أعراض“ لمرض خطير بحاجة لأن يُجتث من جذوره لوضع حدٍ لتهديدات الجهاديين في المنطقة. ورأى من وجهة نظره أن الداء ذاته يكمن في الدور الإيراني الداعم للمتمردين الشيعة على مستوى المنطقة، والمدافع عن حكومة «الأسد». وتحدث بالتفصيل عن دعم إيران لحزب الله اللبناني وتجهيز الحرس الثوري الإيراني كحوائط صدٍ ضد الإطاحة بالأسد، كما اتهمها بالعمل سرًا على تكوين مليشيات شيعية على غرار «حزب الله» لتعمل في البحرين واليمن.

وتحدّث رئيس الاستخبارات السابق عن دور إيران في دعم رئيس الوزراء العراقي «نوري المالكي» في قمعه للأقلية السنيّة، واتهم صراحة إيران بعرقلة التدخل الأمريكي البري ضد «الدولة الإسلامية» في العراق بحجة أن ذلك يهدد سيادة العراق على أراضيه في الوقت الذي تتحرك فيه عناصر الحرس الثوري الإيراني بكل حريّة داخل مناطق العراق.

وفي محاولة لتعزيز وجهة نظره وأنه كان على صواب؛ استشهد الأمير بخطاباته السابقة التي ألقاها أمام «المجلس القومي للعلاقات الأمريكية العربية» على مدار ثلاثِ سنوات، والتي حذر فيها من أن أشلاء الضحايا لن تقتصر على سوريا وحدها بل قد تمتد إلى دول مجاورة - منها على سبيل المثال لا الحصر - لبنان وإسرائيل والأردن وتركيا والعراق مالم يتمّ تسليح القوات المناهضة لبشار الأسد وبقوة «من باب إحداث تكافؤٍ على الأرض»، مُضيفًا بلهجة عتاب: «لو استمعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لمطالب السعودية بتسليح المتمردين السوريين قبل ثلاث سنوات ما كنّا لنواجه مثل الدولة الإسلامية اليوم».

رسالة الأمير «تركي» لم تحظَ بالاهتمام المطلوب والتّبنّي عالميًا في واشنطن؛ فقد قالها الأمير في خطاب مُطوّلٍ في وقت مبكر من ذلك اليوم الذي شهد مؤتمر «المجلس القومي للعلاقات الأمريكية العربية»؛ والذي طالب فيه «شاس فريمان» – السفير الأمريكي السابق لدى الرياض – بتوحيد الجهود العربية والإسلامية لهزيمة «الدولة الإسلامية».

وطالب كافة الدول الإسلامية في الشرق الأوسط – سنّة وشيعة – بالانضمام إلى القوات لهزيمة «الدولة الإسلامية» وكافة الجماعات المُسلحة والجهادية، مُحذّرًا من أن البديل لهذا التوحد – حال عدم تحققه – هو الدخول في حربٍ جديدة تستمر ثلاثين عامًا لن تترك أخضرًا ولا يابسًا في العالم الإسلامي، ومُخلّفةً سنواتِ من الفوضى.

وانتقد «فريمان» بشدة الإدارات الأمريكية المتعاقبة لتدميرها ما وصفه بـ«الاستقرار الهشّ في المنطقة»؛ مُشيرًا أن البداية كانت بغزو العراق عام 2003م والإطاحة بصدام حسين، ومُحذّرًا من القوى الخارجية لا يتأتى لها هزيمة «الدولة الإسلامية» مالم تتحقق مصالحة وتحالف بين كل الدول الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط لهزيمة العدوّ المُشترك على كافة الأصعدة السياسية والفكرية.

المصدر | ميدل إيست بريفنج

  كلمات مفتاحية

تركي الفيصل الدولة الإسلامية بشار الأسد

السعودية والإمارات وتركيا يتحدون لإسقاط «الأسد» رغما عن واشنطن

أردوغان: الإطاحة بنظام «الأسد» من أولويات السياسة التركية

وزير الخارجية السعودي: النظام السوري هو الراعي الأول للإرهاب في سوريا

«حسنين هيكل» ينصح «بشار الأسد» بتحويل الثورة السورية إلى «إرهاب يحاربه العالم»

السعودية تطالب المجتمع الدولي بتقديم النظام السوري للعدالة

زعيم «جبهة النصرة» يحذّر من «خطة تسمح ببقاء النظام السوري»

رسالة سرية من «أوباما» لـ«خامنئي» حول قتال «الدولة الإسلامية»

مسؤولون أمريكيون: ليس لدينا معلومات حول إصابة «البغدادي»

«سي إن إن»: «أوباما» يرى إزاحة «الأسد» ضرورية لهزيمة «الدولة الاسلامية»

نظام الأسد يسمح لشاحنات نقل سعودية بدخول سوريا

«تركي الفيصل» لـ«لوموند»: الحرس الثوري الإيراني يتباهى بالسيطرة على 4 عواصم عربية

«الفيصل»: الاتفاق النووي مع إيران سيشعل المنطقة .. ومن حقنا امتلاك نفس القدرات

روسيا: نتواصل مع «طالبان» لقتال «الدولة الإسلامية»