مصر.. "جسد مريم ملكها" يثير جدلا على صفحات التواصل

الثلاثاء 22 مارس 2022 06:55 م

الأيام الماضية، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بوسم "#جسد_مريم_ملك_لها"، وطبقا للقصة المتداولة، فـ"مريم" امرأة تعاني نزيفا يستدعي استئصال الرحم، لكن أطباء عدة يرفضون إجراء العملية دون إذن من زوجها.

وأثار رفض أطباء استئصال الرحم للمصرية "مريم" التي تعاني من نزيف شديد إلا بعد إذن زوجها جدلا على صفحات التواصل.

وتزداد القصة تعقيدا، بسبب مماطلة زوج "مريم" في الموافقة، والتهرب منها، لخلافات سابقة بينهما. 

القصة تسببت في استياء كبير بين ناشطي التواصل الاجتماعي والمهتمين بقضايا حقوق المرأة، إذ استنكروا ألا يكون للمرأة سلطان على جسدها وصحتها عبر وسم "#جسد_مريم_ملك_لها".

والإثنين، ذكرت مبادرة "سبيك آب" بأن "مريم" في طريقها اليوم إلى غرفة العمليات، بعد جهود حثيثة أدت لتوفير العناية الطبية اللازمة لها.

 

تدخل برلماني

بدورها، تفاعلت عضو مجلس النواب المصري، "أميرة صابر"، مع قصة "مريم" عبر حسابها على موقع "فيسبوك" قائلة: "ثقافياً ومجتمعياً.. مفيش  (لا يوجد) منصف ينكر المأساة الخاصة بحرية النساء في التصرف في أجسادهن وده بيبان (وهذا يظهر) في الأرقام المؤسفة لختان الإناث على سبيل المثال، والأمر ده يستوجب حملات توعية واسعة وضخمة توعي النساء بحقوقهن الطبية والإنسانية".

وبحسب صحيفة "اليوم السابع"، طالبت عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب، بالتعجيل بمناقشة قانون المسؤولية الطبية والذي ينتظر مناقشته قريباً في مجلس النواب وبدأت لجنة الصحة بمجلس النواب في مناقشته بالفعل.

قانون غير موجود

وفي سياق ذي صلة، استغرب بعض الناشطين وجود مثل هذا القانون الذي وصفوه بـ"الظلامي والقروسطي" في بلد له حضارة وتراث عريق مثل مصر وطالبوا بإلغاء مثل تلك التشريعات.

ولكن في اتصال لموقع الحرة مع الخبير الحقوقي والمحامي المصري،"هاني سامح"، أكد عدم وجود أي قانون فعلي يمنح مثل تلك السلطة "إلى ذلك الزوج الظالم"، مضيفا: "الدستور والقانون ينصفان بشكل واضح المرأة ويجرمان اضطهادها لأسباب تتعلق بجنسها ويرفضان اعتبارها مواطنا من الدرجة الثانية أو الثالثة".

وعند سؤاله عن تصريحات النائبة "أميرة صابر"، أوضح "سامح": "ما يجري مناقشته في البرلمان هو قانون المسؤولية الطبية وهو أمر بعيد عن حادثة السيدة مريم التي وقعت ضحية تسلط بعض الذكوريين في مجتمعنا".

وإذا كان القانون المصري لا يبيح فعلا مثل تلك التصرفات، فإن بعض الأطباء يفرضون هذه الوصاية على جسد المرأة لأسباب عقائدية ودينية، ويمتنعون عن إجراء هذه الجراحات، خوفا من مخالفة تعاليم الشريعة الإسلامية. 

ويعلق أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، "أحمد كريمة"، قائلا إن جسد الإنسان في الشريعة هو ملك لله، وبالتالي "إزالة عضو ما من جسم الإنسان يجب أن تكون في أضيق الحدود بما لا يؤدي إلى أضرار صحية أو تشوهات خلقية أو شيء فيه أذى للجسد".

وفي حالة السيدة "مريم"، فهو يؤكد أنها "غير ملزمة بأخذ إذن الزوج عملا بمبدأ الضرورات تبيح المحظورات".

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

مصر جسد مريم ملكها

ضرب وابتزاز واغتصاب وتحرش.. دراما رمضانية مصرية تتضمن أعلى معدلات عنف ضد المرأة

أوقفوا العنف ضد المرأة.. رسالة من على سجادة مهرجان كان