الراية القطرية: تصريحات «مولر» تأتي فى إطار «المؤامرة» التي تسعى لـ«شيطنة قطر»

الأحد 24 أغسطس 2014 09:08 ص

أسماء العتيبي

قالت صحيفة الراية القطرية فى تقرير لها أمس السبت أن مزاعم وزير المساعدة الإنمائية الألمانية «جيرد مولر» حول تمويل قطر لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في العراق  لم تكن مجرد «زلة لسان»، أو سوء تفاهم، حسب اعتذار الخارجية الألمانية أمس، ولكنها كانت جزءا من «مخطط إسرائيلي» يتم فيه توزيع الأدوار على سياسيين ودبلوماسيين ووسائل إعلام عربية وغربية لتشويه سمعة قطر، بسبب موقفها الداعم للقضية الفلسطينية».

وأشارت الصحيفة إلى أن «مولر» عندما سئل فى مقابلة صحفية عن «من الذى يمول داعش؟» قال «إننى أفكر فى قطر»، مستنكرة  وصم الوزير الألماني قطر بدعم الإرهاب بهذه البساطة، دون أن يقدّم دليلا واحدا على تلك المزاعم.

وأضافت الراية القطرية فى تقريرها: «المدهش أنه لم يمر على تلك التصريحات عدة دقائق حتى تلقفتها وسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية والعربية، والتي اعتبرتها طوق نجاة لترويج مزيد من الأكاذيب حول قطر»، مرجعة ذلك لرفض قطر الوقوف في خندق إسرائيل في حربها على أهل غزة.

ولفتت الصحيفة إلى أن وسائل الإعلام «لم تكتف بنقل تصريحات الوزير الألماني الكذاب، ولكنها عمدت إلى تحريف تصريحاته وإضافة المزيد لها لشيطنة السياسة الخارجية لقطر وتصويرها على أنها الداعم الأكبر للإرهاب وزعزعة الاستقرار، قبل أن تَخرَس تلك الألسنة وتصاب بالخزي والعار الأخلاقي والمهني أول أمس باعتذار الخارجية الألمانية عن تصريحات مولر» على حد قول الصحيفة.

وتابعت الراية القطرية أن الخارجية الألمانية لم تكتف بالاعتذار لقطر عن تلك الترهات التي صرّح بها «مولر» ولكنها أكدت أن تلك التصريحات استندت إلى «تقارير صحفية وليس على أدلة ملموسة لدى الحكومة»، ووصف الناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية «مارتن شيفر» قطر بأنها «شريك ولاعب إقليمي مهم».

واعتبرت صحيفة «الراية» القطرية أن «تصريحات «مولر» ضد قطر لا يمكن فهمها خارج نطاق «المؤامرة» التي تسعى لـ«شيطنة قطر»، ولا يمكن فصلها عن مسلسل الأكاذيب الذي تحاول إسرائيل وقادتها ترويجه، وتجيّش من أجله سياسيين مثل «مولر» وغيره، ووسائل إعلام عربية بنكهة «عبرية» تهلل لجرائم إسرائيل ضد أهل غزة وتطالب قادة إسرائيل بمحو غزة وأهلها من الخريطة بزعم أنها بؤرة الإرهاب، فلا تعتبر جرائم إسرائيل ضد الأطفال والنساء والشيوخ سوى أنها حرب بالوكالة تخوضها إسرائيل ضد حركة حماس».

وأرجعت الصحيفة هذه الاتهامات و الاكاذيب لثبات موقف قطر الداعم للقضية الفلسطينية وانحيازها لحق الفلسطينيين للعيش بأمان، ورفض العربدة والمجازر الإسرائيلية التي تستمد قوتها من صمت وعجز وتواطؤ قوى إقليمية ودولية.

وأكدت الراية القطرية أن هناك حملة منظمة لتشوية قطر كشفتها ورقة بحثية صادرة عن «مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي»، أعدَّها كل من «يوئيل جوزينسكي» و«كوبي ميخال»، تحت عنوان «عمليات سريّة إبداعية ضد قطر لإجبارها على تغيير سياساتها الخارجية»، شُدد فيها على ضرورة إجبار قطر على تقليص دعمها لما أسمته «العناصر الراديكالية» التي تعوق سياسة إسرائيل في المنطقة.

وتابعت الصحيفة: «دعت الورقة إلى ضرورة «تشويه صورة قطر» في كل مناسبة، وأمام أي منتدى دولي، والتوسّع في إبراز دلالات تأييدها ما أسمته بــ«تنظيمات إرهابية»، ودفعها إلى الزاوية، وجعلها في وضع الدفاع عن النفس، وإرغامها على التفكير أكثر من مرة قبل الإقدام على دسّ يدها في شؤون المنطقة»، على حد تعبير الورقة.

وأكدت الصحيفة القطرية أن «الخطة الشيطانية التي أعدها المركز الإسرائيلي تضمنت وجوب العمل على حرمان قطر من استضافة مباريات المونديال في عام 2022، من أجل المس بسمعة الدوحة التي ترى في تنظيم هذا الحدث العالمي إنجازًا كبيرًا وإقرارًا بأهميتها». مشيرة إلى أن الخطة اقترحت طرح مسوغات عدة لتبرير المطالبة بإلغاء تنظيم «المونديال» في قطر، منها الزعم بتشغيل العمّال الأجانب في قطر ودعم الدوحة لجماعة «الإخوان المسلمين» وحركة «حماس».

ولفتت إلى أن «خطة تشويه قطر ظهرت بوضوح في دعوة الرئيس الإسرائيلي السابق، «شيمون بيرز»، خلال لقاء بوزير الخارجية الأمريكي، «جون كيري»، مؤخراً إلى التحرّك ضد قطر، والتي وصفها بإحدى «ممولات الإرهاب» الأكبر في العالم.. ورد وزير الخارجية الأمريكي الفوري على هذا الاتهام بأن قطر بعيدة عن تلك الاتهامات، وأنها «حليف إستراتيجي» يسعى لتعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة .

وأشارت الراية القطرية إلى إشادة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية «ماري هارف» بالدور الذي لعبته قطر في الوساطة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشأن المفاوضات غير المباشرة بين الوفد الفلسطيني وإسرائيل، لافتة إلى أن تلك الإشادة الأمريكية جاءت  رداً على اتهامات مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة لقطر بأنها تدعم ما تسميه إسرائيل بالإرهاب!.

وأكدت الصحيفة أن «الحرب الإعلامية والدبلوماسية التي تقودها إسرائيل ضد قطر لن تتوقف طالما ظلت قطر متمسكة بمبادئها وثوابتها تجاه القضية الفلسطينية.. فإسرائيل التي تضرب بكل المواثيق والقوانين والأعراف الدولية عرض الحائط بجرائمها ضد الإنسانية، تبدو كالشيطان الذي يعظ بالفضيلة ويرمي خصومة بما يحمله هو من خطايا».

واختتمت الصحيفة تقريرها بعدة تساؤلات جاء فيها: «هل تتراجع وسائل إعلام عربية شقيقة عن ترويج مثل هذه المزاعم؟ وهل تملك تلك الصحف والقنوات الفضائية شجاعة نشر ذلك الاعتذار والاعتراف بأنها انساقت وراء تلك الأكاذيب، أم ستستمر في تنفيذ مخطط إسرائيل في تشويه كل من يقف مع القضايا العربية العادلة؟»

المصدر: (راية القطرية)

  كلمات مفتاحية

جدعون كوتس: فرنسا تحت تأثير قطر

موقع مصري إماراتي: مواطنو قطر يشتكون الفقر وآلاف آلاف العائلات تنام دون عشاء!

أسباب «التحريض الإسرائيلي الممنهج» ضد قطر