قتل نحو 143 طفلا أوكرانيا وأصيب 216 آخرين، منذ بداية التدخل العسكري الروسي، في الوقت الذي حذر رئيس بلدية ماريوبول من أنهم على شفا كارثة إنسانية، ويجب إجلاء سكان المدينة بالكامل.

وقالت عضو لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوكراني "ليودميلا دينيسوفا"، الإثنين، في بيان إنه "حتى الساعة الثامنة صباحا من 28 مارس/آذار الجاري، ووفقاً لسجل التحقيقات والمصادر الأخرى التي تحتاج إلى التحقق، قُتل 143 طفلاً وأصيب 216 آخرين منذ بدء الحرب في أوكرانيا"، وفقاً لوكالة أنباء "أوكرين فورم" المحلية.

وأضافت أنه "لا يمكن تحديد العدد الفعلي للأطفال القتلى والجرحى في الأعمال العدائية"، بسبب استمرار القوات الروسية في خوض قتال فعلي في المدن الأوكرانية.

إلى ذلك، قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الأحد، إن 1119 مدنيا لقوا حتفهم حتى الآن، وأصيب 1790 منذ أن بدأت روسيا هجومها على أوكرانيا.

وذكر المكتب في بيان، شمل الفترة ما بين بدء الحرب في 24 فبراير/شباط الماضي، وحتى منتصف ليل 26 مارس/آذار الجاري، أن من بين القتلى نحو 15 فتاة و32 صبياً، بالإضافة إلى 52 طفلا.

في شأن مقارب، قال رئيس بلدية ماريوبول "فاديم بويتشنكو"، الإثنين، إن المدينة الواقعة في جنوب أوكرانيا، على شفا "كارثة إنسانية"، ويجب إجلاء سكانها بالكامل.

وأضاف أن حوالي 160 ألف مدني محاصرون في المدينة بدون كهرباء.

وقال إن 26 حافلة كانت تنتظر إجلاء المدنيين، لكن القوات الروسية لم توافق على منحهم ممرا آمنا، قبل أن يتهم روسيا قائلا: "تلعب معنا".

وتنفي روسيا استهداف المدنيين، وتحمل أوكرانيا مسؤولية الفشل المتكرر في الاتفاق على ممرات آمنة للمدنيين المحاصرين.

وفي وقت سابق الأحد، قالت وزارة الخارجية الأوكرانية، على "تويتر"، إن سكان مدينة ماريوبول المحاصرة والتي تتعرض للقصف منذ أسابيع، "يكافحون من أجل البقاء، الوضع الإنساني كارثي".

وأضافت أن "القوات المسلحة الروسية تحوّل المدينة إلى غبار"، فيما ندد الرئيس "فولوديمير زيلينسكي" بحصار كامل على المدينة التي يحاول الجيش الروسي السيطرة عليها منذ بضعة أسابيع.

وقال مساء الأحد: "كل المنافذ للدخول إلى المدينة والخروج منها مقطوعة (..) من المستحيل إدخال مؤن وأدوية إلى ماريوبول"، مضيفاً أن "القوات الروسية تقصف قوافل المساعدة الإنسانية وتقتل السائقين".

وكشف عن أنه تم نقل حوالى ألفي طفل إلى روسيا مؤكدا أن "هذا يعني خطفهم، لأننا لا نعرف أين هم تحديداً.. بعضهم مع أهلهم، وبعضهم الآخر لا.. إنها كارثة".

ومنذ انطلاق العملية العسكرية التي وصفتها موسكو بـ"المحدودة"، في 24 فبراير/شباط الماضي، شكلت ماريوبول التي تطل على بحر آزوف، هدفاً استراتيجياً لموسكو، لا سيما أن الاستيلاء عليها سيتيح، ربط المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا في الشرق مع شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، جنوب أوكرانيا.

وفي 24 فبراير/شباط الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.

وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "ناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا في سيادتها".