خمس دلالات لعمليتي بئر السبع والخضيرة

الثلاثاء 29 مارس 2022 04:12 ص

خمس دلالات خلف عمليتي بئر السبع والخضيرة

تصاعد أشكال المقاومة الفلسطينية يُفرغ قمّة شرم الشيخ الثلاثية بين السيسي وبن زايد ورئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت.

فشل الاحتلال في ضمان أمنه واستقراره بأراضي 48 أي استراتيجيات تدجين السكان الفلسطينيين وتذويب هويتهم الوطنية وانتمائهم إلى فلسطين التاريخية.

أن عمليتي بئر السبع والخضيرة وسياسات التنكيل والاعتقال وسرقة الأراضي وتجريفها تُسقط جميع الأقنعة الزائفة عن اجتماعات العار بين الاحتلال ودول عربية.

استمرار العمليات وامتدادها من اللد والنقب إلى أم الفحم والخضيرة يثبت أن سيرورة انتفاض نوعية تتشكل وتتصاعد، لا يعيقها حاجز جغرافي افتراضي أو جدار عنصري.

إذا صح أن وزير خارجية العدو أطلع "زملاءه" العرب في لقاء النقب على واقعة الخضيرة وأنهم "نددوا بالهجوم" تتأكد الحكمة القديمة: إذا لم تستحِ فاصنعْ ما شئت.

إذا تأكدت مسؤولية “تنظيم الدولة” عن عمليتَي بئر السبع والخضيرة فإن سحر رعاية التنظيم بالعراق وسوريا وغيرهما قد انقلب على سحرة إسرائيل المشاركين بتوظيف الظاهرة!

* * *

دلالات عديدة يمكن استخلاصها من عملية مدينة الخضيرة في منطقة حيفا والتي أسفرت عن مقتل عنصرين من الشرطة الإسرائيلية وتصفية منفذّي العملية الفلسطينيين اللذين ذكرت الأوساط الأمنية الإسرائيلية أنهما من بلدة أم الفحم داخل ما يُسمى “الخط الأخضر” والأراضي الفلسطينية المحتلة خلال نكبة 1948.

وهذه الدلالات تعيد التشديد على ما أبرزته مؤشرات عملية دهس وطعن شهدتها مدينة بئر السبع في النقب، وكانت حصيلتها مقتل 4 إسرائيليين وتصفية منفّذ العملية، في غمرة توتر متواصل تشهده المنطقة على خلفية تجريف أراضٍ فلسطينية ومخططات تهجير للسكان.

ولعلّ الدلالة الأولى الأبرز هي فشل دولة الاحتلال في ضمان المقدار المأمول من الأمن والاستقرار في أراضي الـ48، وهو التعريف المخفف لاستراتيجيات تدجين الفلسطينيين وتذويب هويتهم الوطنية وانتمائهم إلى فلسطين التاريخية، فضلاً عن تفكيك الكثير من عناصر مفهوم المواطنة عن طريق انتهاك الحقوق المدنية وممارسة سياسات التمييز العنصرية وتهويد “الدولة”.

دلالة ثانية تتصل بالأبعاد العقائدية الأعمق لمثل هذه العمليات داخل “الخط الأخضر”، فقد تردد في الأوساط الإسرائيلية، وكذلك في بعض التنظير الصهيوني الراهن، أن انتفاضات فلسطينيي 48 خلال هبّة رمضان الماضي كانت مؤقتة ومن قبيل ردات الفعل التضامنية مع القدس المحتلة وحيّ الشيخ جراح والحرب الإسرائيلية الوحشية ضدّ قطاع غزّة.

غير أن استمرار العمليات وامتدادها من اللد والنقب إلى أم الفحم والخضيرة يثبت أن سيرورة انتفاض نوعية آخذة في التشكل والتصاعد، ولا يعيق تصاعدها حاجز جغرافي افتراضي أو جدار عنصري عازل بين “الخط الأخضر” و”خط الهدنة” أو أي خطوط أخرى مصطنعة.

الدلالة الثالثة هي أن عملية الخضيرة، وقبلها عملية النقب، ومعها سياسات دولة الاحتلال في توسيع المستوطنات وإنشاء ميليشيات إرهابية على غرار “سرية بارئيل” والإيغال في سياسات التنكيل والاعتقال ومصادرة الأراضي وتجريفها، وسوى ذلك من سياسات استعمارية إرهابية خارجة عن القانون، إنما تُسقط جميع الأقنعة الزائفة عن قمّة العار التي جمعت وزير خارجية الاحتلال مع وزراء خارجية الولايات المتحدة ومصر والإمارات والمغرب والبحرين.

أكثر من ذلك، فإن تصاعد أشكال المقاومة الفلسطينية يُفرغ القمّة الثلاثية التي انعقدت مؤخراً في شرم الشيخ بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي عهد الإمارات محمد بن زايد ورئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت.

فإذا اتضحت معطيات أكثر لتأكيد إعلان “تنظيم الدولة” مسؤوليته عن عمليتَي بئر السبع والخضيرة، فإن السحر الذي اكتنف رعاية التنظيم في العراق وسوريا وأماكن أخرى من العالم يكون قد انقلب على السحرة الإسرائيليين من المشاركين في توظيف الظاهرة، وتلك دلالة رابعة. فالتنظيم لم يعلن المسؤولية عن أي عملية في فلسطين المحتلة منذ العام 2017، وقد وفّر دولة الاحتلال عملياً، وثمة مغزى بالغ الخصوصية في احتمال تمدد التنظيم إلى داخل العمق الإسرائيلي.

وإذا صحت، أخيراً، تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي حول إطلاع “زملائه” العرب في لقاء النقب على ملابسات واقعة الخضيرة وأنهم “نددوا بالهجوم”، فإن الدلالة الخامسة سوف تكون تثبيت الحكمة القديمة: إذا لم تستحِ، فاصنعْ ما شئت.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

عملية الخضيرة، عملية بئر السبع، فلسطين، إسرائيل، الاحتلال، أراضي 48، الهوية الوطنية، استراتيجيات، تدجين،

3 عمليات في قلب إسرائيل.. دلالات ورسائل مقلقة لتل أبيب