وثائق بريطانية تكشف خلافا احتدم بين مبارك ولندن بسبب الإسلاميين

الخميس 31 مارس 2022 07:26 ص

كشفت وثائق سرية، أفرجت عنها رئاسة الوزراء البريطانية، عن خلاف احتدم بين لندن، والرئيس المصري الأسبق الراحل "حسني مبارك"، بسبب إيواء المملكة المتحدة إسلاميين معارضين.

وقالت الوثائق، التي نشرتها "بي بي سي"، الخميس، إن بريطانيا رفضت طلبات حكومة "مبارك"، المتكررة بطرد المتطرفين أو تسلميهم لمصر، واشترطت ضرورة توفر أدلة قاطعة على أن المطلوبين "إرهابيون حقيقيون".

واتهمت مصر لندن بإيواء 3 من منفذي مذبحة مدينة الأقصر، العام 1997، والتي قتل فيها 58 مصريا وسائحا أجنبيا، بينهم 6 بريطانيين.

لكن لندن توصلت بعد فحص القائمة المصرية للمطلوبين، إلى أن "ياسر السري" قدم طلبا رسميا للحصول على اللجوء السياسي، الذي حصل عليه فقط عام 2021، وأن "عادل عبدالباري" لديه حق الإقامة الدائمة في بريطانيا، وأن "أحمد إبراهيم النجار" ليس موجودا في البلاد.

ولاحقا، عرض مكتب رئيس الوزراء البريطاني الأسبق "توني بلير" على الخارجية مقترحا باسترضاء "مبارك" بسبب أهمية دوره في كثير من الملفات المهمة، وهو ما تم برسالة تؤكد دعم بريطانيا لمصر في مواجهة الإرهاب.

وأكدت الرسالة احترام الحكومة البريطانية لسيادة القانون، وقالت إن "كل طلب لجوء ينظر وفق حالة مقدمه. ومحاكمنا ستعاقبنا ما لم نلتزم بالقانون".

الملفت أن مشاورات داخلية مكثفة، وقفت دون إرسال الرسالة، خشية إثارة غضب الجانب المصري.

ولاحقا، سلم "ديريك فاتشت" وزير شؤون الشرق الأوسط في الحكومة البريطانية، رسالة لـ"مبارك" في فبراير/شباط 1998، تتضمن تعهدا من "بلير" بالتعاون مع مصر لمواجهة الإرهاب، دون تحديد الإجراءات التي ستتخذها بريطانيا.

وتحسب البريطانيون لما قد يصدر عن الرئيس المصري من ردة فعل، وبعد شهرين تقريبا، اكتشف البريطانيون ما اعتبروه مفاجأة خلال لقائه المرتقب بـ"بلير"، حسب الوثائق.

وكانت وزارة الخارجية البريطانية حددت أحد أهداف الزيارة بأنها "طمأنة مبارك على عزم بريطانيا على ملاحقة الإرهابيين الحقيقيين"، لكن المفاجأة أن الرئيس المصري الراحل لم يعط الأهمية التي توقعتها لندن للقضية.

وعلق السكرتير الشخصي لـ"بلير" بأن "مبارك" كان ودودا للغاية طوال اللقاء، ولم يتابع إشارته العابرة إلى المتطرفين الإسلاميين في لندن، بل اعتبر في المؤتمر الصحفي أنها ليست قضية مهمة، وبعد أيام، عرض إرسال طائرة لـ"بلير" لزيارة مصر.

و"مبارك" هو الرئيس الرابع لمصر بعد إسقاط حكم أسرة "محمد علي" بانقلاب عسكري عام 1952، وتولى السلطة في 14 أكتوبر/تشرين الأول 1981 خلفا للرئيس "محمد أنور السادات"، وحتى 11 فبراير/شباط 2011 عندما تنحى تحت ضغوط شعبية، وقد فارق الحياة، عن عمر يناهز 92 عاما، فبراير/شباط 2020.

المصدر | الخليج الجديد + بي بي سي

  كلمات مفتاحية

مصر مبارك بريطانيا توني بلير مذبحة الأقصر وثائق بريطانية

وثائق: بلير أساء لمبارك وواجه صعوبة في مصالحته