باكستان: عمران خان يقع على سيف بوتين!

الاثنين 11 أبريل 2022 03:44 ص

باكستان: عمران خان يقع على سيف بوتين!

زيارة عمران خان لروسيا فتحت الطريق لحجب ثقة البرلمان عن حكومته، وربما لإخراجه من المشهد السياسي الباكستاني برمّته.

تقع باكستان على خط زلازل سياسية كبرى؛ وفي نزاع دائم مع جارة نووية، الهند؛ وللجيش، والمؤسسات السياسية فيها، علاقة وثيقة بـ”المحور الغربي”.

التقى مسؤولون أمريكيون بسفير باكستان قائلين إن العلاقة مع باكستان المستقبلية تتوقف على ما إذا عمران خان سوف يُعزل من السلطة في تصويت برلماني!

بدت مناكفة الغرب أهم لدى عمران خان من الحفاظ على علاقته بالجيش الذي انتقد قائده، قمر جاويد باجوا، الهجوم الروسي، واعتبر ما حصل “مأساة كبيرة” يتعرض لها بلد أصغر.

* * *

اختار رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان طريقة مثيرة لإعلان تأييده قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باجتياح أوكرانيا، حين قرّر زيارة موسكو في اليوم نفسه لبدء الهجوم الروسي، حيث التقط الصور التذكارية مع بوتين، غير عارف أن هذه الزيارة، ستفتح الطريق لحجب ثقة البرلمان عن حكومته، وربما لإخراجه من المشهد السياسي الباكستاني برمّته.

واضح أن سوء تقدير كبير كان وراء تلك الخطوة، وهو أمر لا يتناسب مع الإمكانيات المفترضة من شخص يرأس بلدا يقع على خط زلازل سياسية كبرى؛ وعلى نزاع دائم مع جارته النووية العملاقة، الهند؛ وللجيش، والمؤسسات السياسية فيه، علاقة وثيقة بـ”المحور الغربي”.

جعل قرار الزيارة باكستان تبدو وكأنها متوجهة إلى حلف مع روسيا والصين، في وقت يستنفر فيه العالم الغربيّ وحلفاؤه ضد الغزو الروسي، وكان طبيعيا، نتيجة هذه الأسباب، وغيرها، أن يحصل ما يشبه الإنذار الغربي، الذي ظهر على شكل رسالة مشتركة وجهها رؤساء 22 بعثة دبلوماسية، في الأول من مارس حثوا فيها باكستان على دعم قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة يدين العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا، وكانت الرسالة أمرا ندر حدوثه في التاريخ الحديث لباكستان.

رد خان على الرسالة أمام تجمّع سياسيّ مخاطبا الدول التي انتقدت زيارته بالقول: “هل نحن عبيد لكم… نفعل أي شيء تقولونه؟”، وتابع خان بعدها انتقاداته، حيث صرّح سائلا سفراء الاتحاد الأوروبي إن كانوا قد وجهوا رسالة مشابهة للهند، التي امتنعت مثل باكستان عن التصويت.

بدت مناكفة المحور الغربي أهم، بالنسبة لخان، من الحفاظ على علاقته بالجيش، الذي كان قائده، قمر جاويد باجوا، قد انتقد الهجوم الروسي، معتبرا ما حصل “مأساة كبيرة” يتعرض لها بلد أصغر.

صعّدت واشنطن، وحلفاؤها الغربيون، الضغوط على خان، والتقى مسؤولون أمريكيون بسفير باكستان قائلين إن العلاقة مع إسلام أباد المستقبلية تتوقف على ما إذا عمران خان سوف يُعزل من السلطة في تصويت برلماني، وهو ما ردّ عليه خان، بمناورة شارك فيها الرئيس الباكستاني عارف علوي، الذي أعلن حلّ البرلمان، وقيام انتخابات خلال ثلاثة أشهر، لكن المحكمة الباكستانية العليا ردت القرار، وقام البرلمان بحجب الثقة عن خان، الذي اعتبر ما حصل “مؤامرة خارجية” ضده.

يبدو أن قرار عمران خان بإعلان دعمه بوتين في غزوه لأوكرانيا كان مقامرة كبيرة بمستقبله السياسي، ولكن لا يمكن رد هذا القرار، سواء كان خاطئا أم صحيحا، إلى هوى خان بشخصية بوتين، وربما لم يفعل ذلك القرار سوى تسريع الإطاحة به، الذي يتحمل مسؤولية التراجع الاقتصادي، وفشل الحكومة في تحسين الأوضاع المعيشية للمواطن، وعدم إيفائه بوعود قطعها على نفسه بمحاربة الفساد.

بدلا من مواجهة هذه القضايا الاقتصادية والسياسية المستعصية فضّل عمران خان، الذي ينتقد الهند، وتواطؤ الغرب، على ما يعتبره استمرارا لاحتلال إقليم كشمير، أن يؤيد احتلال بلد آخر، فوقع، من حيث لا يحتسب، على سيف بوتين!

المصدر | القدس

  كلمات مفتاحية

باكستان، عمران خان، روسيا، بوتين، اجتياح أوكرانيا، زيارة موسكو، الهجوم الروسي، أمريكا، الغرب،

استقالة جماعية لأعضاء حزب عمران خان من البرلمان الباكستاني

لماذا يرحب قادة الخليج بعودة باكستان إلى ما قبل عمران خان؟