دفعت العملية العسكرية التي شنتها روسيا على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط المنصرم، عشيرة اللواء الليبي المتقاعدة "خليفة حفتر" إلى تجديد مفاوضاتها مع عشيرة منافسه رئيس الوزراء "عبدالحميد الدبيبة" 

ووفق موقع "أفريكا إنتلجنس" الفرنسي، فإنه بالفعل جرت مفاوضات بين مفوضين من الجانبين في العاصمة باريس؛ من أجل دفع "الدبيبة" للتخلي عن منصبه لصالح رئيس الوزراء المُنتخب من قِبل برلمان طبرق "فتحي باشاغا".

كان "الدبيبة" قد انتُخب في مارس/آذار عام 2021، في إطار ملتقى الحوار السياسي الليبي وبرعاية الأمم المتحدة، لكنه يرفض التنازل لـ"باشاغا". 

وذكر الموقع أن موقف "حفتر أصبح حرجاً بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا"، موضحا أن واشنطن والعواصم الأوروبية كانت تغض الطرف عن الدعم الروسي لـ"حفتر" قبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، ولا سيما نشره لمرتزقة "فاجنر" لدعم الجيش الوطني الليبي.

وعقّب الموقع أن الوضع تغير الآن، وأصبحت أمريكا والدول الأوروبية تعتبر أن رحيل مرتزقة الروس أولوية، وفي المقابل فإن عناصر "فاجنر" لا غنى عنهم للجيش الوطني الليبي، وكذلك الطائرات المقاتلة الروسية المتمركزة في الجفرة. 

مفاوضات سرية 

وكشف الموقع الفرنسي أن "حفتر"، المتحالف مع "باشاغا"، عهد إلى نجله "بلقاسم" بمهمة التفاوض مع عشيرة "الدبيبة" في باريس، من أجل حملهم على إقناع رئيس الوزراء بالتنحي من منصبه.

وأوضح الموقع أن "بلقاسم" سافر على متن طائرة خاصة إلى العاصمة الفرنسية عدة مرات منذ منتصف مارس/آذار 2022.

وبحسب "أفريكا إنتلجنس"، التقى "بلقاسم"، في اجتماع خاص بتاريخ 25 مارس/آذار 2022، "إبراهيم الدبيبة" الذي يعد أقرب مستشاري "الدبيبة"، وأحد أعمدة عائلة رئيس الوزراء.

كما التقى "بلقاسم"، في 20 مارس/آذار المنصرم، في باريس، بشخصية مهمة أخرى في الحكومة، وزيرة الخارجية "نجلاء المنقوش".

وذكر الموقع الفرنسي أن الفوز بدعم "المنقوش"، "سيكون انتصاراً كبيراً لباشاغا"، حيث أثبتت أهميتها في حكومة "الدبيبة" على الساحة الدولية، كما أنها تنحدر، مثل "حفتر"، من شرق ليبيا

ولفت الموقع إلى أن محادثات "بلقاسم" مع كل من "إبراهيم الدبيبة" و"المنقوش"، ظلت متوقفة بالكامل؛ ولكن من المقرر عقد اجتماعات أخرى في باريس خلال الأسابيع المقبلة.

وجاءت مفاوضات باريس المتوقفة، بعد قرابة 4 أشهر من مفاوضات مماثلة جمعت فريق "بلقاسم" مع "عبدالحميد الدبيبة" في أبوظبي. 

كان الهدف من هذا الاجتماع في أبوظبي التوصل إلى حل وسط في حالة تأجيل الانتخابات، لكن المحادثات فشلت، حسبما ذكر الموقع الفرنسي.

إقناع أنقرة

وبيّن الموقع الفرنسي أنه بالتوازي مع محادثات باريس، فتحت عشيرة "حفتر" قناة محادثات مع تركيا، الداعم الرئيسي لـ"الدبيبة".

وقال إن مسؤولاً تركياً التقى، يوم 22 مارس/آذار 2022، بممثلين عن "باشاغا"، بقيادة الرجل الثاني السابق في المجلس الرئاسي  "أحمد معيتيق".

وتتمتع أنقرة بموقف قوي في ليبيا، إذ عزَّز الرئيس "رجب طيب أردوغان" التعاون الاقتصادي معها وله فيها حضور عسكري استراتيجي.

ووفق الموقع، فإنه "في غياب الدعم التركي، لا يمكن لبشاغا أن ينتظر دخول العاصمة والجنود الأتراك لا يزالون في قواعد عسكرية في طرابلس ومصراتة".