حذرت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية، الإثنين، من أن "موجة مؤلمة من الإغلاقات" بدأت تضرب منشآتها، معلنة حالة القوة القاهرة في مينائي الزويتينة والشرارة النفطيين.

وقالت المؤسسة الحكومية في بيان "جاءت هذه التوقفات بسبب دخول مجموعة من الأفراد إلى ميناء الزويتينة ومنعت المستخدمين (العاملين) من الاستمرار في مباشرة الصادرات الأمر الذي جعل من تنفيذ المؤسسة لالتزاماتها التعاقدية أمرا مستحيلا".

وجاء في البيان "اضطر العاملون بشركات الزويتينة، ومليتة والسرير والخليج يوم الأحد الموافق 17 أبريل/نيسان 2022 إلى إيقاف شامل وتدريجي للإنتاج" في إشارة إلى وحداتها التي تُصدر عبر ميناء الزويتينة.

وقالت إن إغلاق المنشآت سيؤثر على "إنتاج الكهرباء بمحطات الزويتينة وشمال بنغازي جزئيا علاوة على أن نقص المكثفات سيؤدي إلى نقص إمدادات غاز الطهي" في شرق ليبيا.

كما قالت المؤسسة إن مجموعة من الأفراد لم تحدد هويتهم مارست ضغوطا على العاملين في الشرارة مما أجبرهم على وقف الإنتاج تدريجيا وجعل من المستحيل على المؤسسة تنفيذ التزاماتها التعاقدية.

وقال رئيس المؤسسة "مصطفى صنع الله" في البيان "نحث عموم الشعب الليبي على تكوين رأي عام محلي يهدف للحفاظ على تدفق النفط للأسواق العالمية والاستفادة من طفرة الأسعار الحالية".

وتعرض إنتاج النفط الليبي لعمليات إغلاق متكررة خلال عقد شابته الفوضى منذ انتفاضة 2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي وأطاحت بمعمر القذافي، وتوقف الإنتاج بالكامل لعدة أشهر خلال القتال في عام 2020.

وانهارت العملية السياسية مرة أخرى هذا العام بعد انهيار الانتخابات المقررة في ديسمبر/كانون الأول وتحرك برلمان شرق البلاد لتعيين حكومة جديدة برئاسة "فتحي باشاغا".

والأحد، أعلن أعيان في وسط وجنوب ليبيا، إيقاف إنتاج وتصدير النفط من حقول بمناطقهم لحين تسليم حكومة الوحدة الوطنية برئاسة "عبدالحميد الدبيبة"، السلطة للحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة "فتحي باشاغا"، فيما أدان الأخير تحويل المؤسسة الوطنية للنفط، إيرادات البيع لحكومة "الدبيبة".

وفي بيان مصور أمام حقل "الفيل" النفطي (جنوب)، أعلن مجموعة من أعيان جنوب ليبيا، إيقاف إنتاج وتصدير النفط من حقول بمناطقهم، اعتبارا من الأحد، لحين تسليم حكومة "الدبيبة" السلطة للحكومة المكلفة من مجلس النواب.

وحقل "الفيل" النفطي هو أكبر حقل بحوض "مرزق" جنوب غربي ليبيا، وينتج 125 ألف برميل يوميا.

وبموازاة ذلك، أعلن أعيان وسكان منطقة "الزويتينة" (وسط) "إيقاف إنتاج وتصدير النفط من ميناء الزويتينة النفطي (أهم موانئ البلاد) والحقول التابعة له بشكل كامل"؛ للأسباب نفسها.

وتشهد ليبيا حالة انقسام سياسي، وسط مخاوف من الانزلاق لحرب أهلية على خلفية تنصيب مجلس النواب في طبرق "باشاغا" رئيسا لحكومة جديدة، بدلا من حكومة يرأسها "الدبيبة" الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة تأتي عن طريق برلمان جديد منتخب.

وتأتي تلك التطورات، في سياق تحركات يقوم بها أنصار "باشاغا" للضغط بملف النفط من أجل استلام السلطة، في مقابل تحشيد عسكري من أنصار "الدبيبة" في طرابلس.