أعلن أعيان في وسط وجنوب ليبيا، إيقاف إنتاج وتصدير النفط من حقول بمناطقهم لحين تسليم حكومة الوحدة الوطنية برئاسة "عبدالحميد الدبيبة"، السلطة للحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة "فتحي باشاغا"، فيما أدان الأخير تحويل المؤسسة الوطنية للنفط، إيرادات البيع لحكومة "الدبيبة".

وفي بيان مصور أمام حقل "الفيل" النفطي (جنوب)، أعلن مجموعة من أعيان جنوب ليبيا، إيقاف إنتاج وتصدير النفط من حقول بمناطقهم، اعتبارا من الأحد، لحين تسليم حكومة "الدبيبة" السلطة للحكومة المكلفة من مجلس النواب.

وحقل "الفيل" النفطي هو أكبر حقل بحوض "مرزق" جنوب غربي ليبيا، وينتج 125 ألف برميل يوميا.

وبموازاة ذلك، أعلن أعيان وسكان منطقة "الزويتينة" (وسط) "إيقاف إنتاج وتصدير النفط من ميناء الزويتينة النفطي (أهم موانئ البلاد) والحقول التابعة له بشكل كامل"؛ للأسباب نفسها.

فيما قال مهندسان في ميناء الزويتينة، إن الصادرات من الميناء توقفت بعد دخول محتجين، صباح الأحد.

وتشهد ليبيا حالة انقسام سياسي، وسط مخاوف من الانزلاق لحرب أهلية على خلفية تنصيب مجلس النواب في طبرق "باشاغا" رئيسا لحكومة جديدة، بدلا من حكومة يرأسها "الدبيبة" الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة تأتي عن طريق برلمان جديد منتخب.

بدورها، طالبت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية، الأحد، بتغليب لغة العقل والحكمة والنأي بقطاع النفط عن الصراعات، "للحفاظ على ما تبقى من البنية التحتية المتهالكة والمهترئة أصلاً؛ بسبب تبعات الإغلاقات العشوائية طوال السنوات الماضية".

والخميس الماضي، أعلنت حكومة "الدبيبة" أن المؤسسة الوطنية للنفط أحالت 6 مليارات دولار على دفعتين لحساب وزارة المالية بمصرف ليبيا المركزي.

وقبل هذا الإجراء، كانت المؤسسة المشرفة على بيع النفط تمنع تزويد حكومة الوحدة بتلك الإيرادات؛ تنفيذا لتعليمات رئيس مجلس النواب "عقيلة صالح" وخطة دولية بقيادة الولايات المتدة تقضي بتجميد عائدات النفط لكي لا يستخدمها أي من الأطراف المتنازعة لصالحه.

وتعليقا على ذلك، قال "باشاغا"، في تغريدة عبر حسابه في (تويتر)، الأحد: "ندين وبشدة إهدار المال العام وتسخير ثروات الدولة الليبية لصالح حكومة خارجة عن الشرعية (يقصد حكومة الدبيبة) تسعى لبث الفتنة ونشر الفوضى للاستمرار في السلطة".

وأضاف: "سنواجه هذا الانحراف بالطرق السياسية بحزم وجدية".

وتأتي تلك التطورات، في سياق تحركات يقوم بها أنصار "باشاغا" للضغط بملف النفط من أجل استلام السلطة، في مقابل تحشيد عسكري من أنصار "الدبيبة" في طرابلس.