ن.تايمز: مصريون ينتقدون إزالة مقابر القاهرة لبناء كوبري

الاثنين 25 أبريل 2022 06:14 م

علّقت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على قرار الحكومة المصرية هدم المقابر التاريخية في المقطم؛ لإنشاء كوبري علوي يربط وسط القاهرة بالعاصمة الإدارية الجديدة، وتهجير آلاف الأسر.

وقالت إنه منذ دخول العرب لمصر في القرن السابع، دأب القاهريون على دفن موتاهم تحت منحدرات المقطم التي ترتفع فوق قلب المدينة التاريخي، لكن بحلول منتصف القرن العشرين، أصبحت هذه المقابر مأوى لآلاف الأجيال من حراس القبور وعمال الدفن والحفر وعائلاتهم، وعشرات الآلاف من فقراء القاهرة الذين وجدوا مأوى في الأضرحة الكبرى وبينها. 

وأوضح المؤرخ "مصطفى الصادق" للصحيفة الأمريكية: "أنت ترى هنا شجرة عائلة القاهرة. إن شواهد القبور تقول من كان متزوجًا لمن، وماذا فعلوا، وكيف ماتوا. سوف تدمر التاريخ والفن".

وأضاف "سيف ذو الفقار"، الذي دفنت عمته الملكة "فريدة"، الزوجة الأولى للملك "فاروق" حاكم مصر في هذه المقابر: "لماذا سيتم هدم هذه المقابر؟ هل ذلك لبناء جسر؟".

وكثيرا ما يعمل حكام مصر على هدم جزء من ماضيها التاريخي لبناء مستقبلها، في العصور الوسطى، هدم "صلاح الدين" المباني القديمة لبناء قلعته الضخمة، والتي أصبحت الآن واحدة من المعالم الرئيسية للقاهرة. وفي القرن التاسع عشر، قام أحد حكام مصر بنزع الحجارة من الأهرامات لبناء مساجد جديدة.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن القاهرة ليست المدينة الوحيدة التي هدمت مقابر لتطوير بنيتها التحتية، كما فعلت نيويورك لإنشاء بعض حدائقها الأكثر شهرة. لكن يقول ناشطون إن مقابر القاهرة مختلفة؛ لأن هدمها لن يدمر التاريخ فقط، بل حي نابض بالحياة يعيش فيه الآلاف.

على مدار العامين الماضيين، تم بالفعل هدم أجزاء من المقبرة وبعض الأضرحة.

لا راحة في الحياة ولا في الموت

وقالت "نبوية" (50 عاما) من سكان المقابر: "إنه ضد الدين إزالة عظام الموتى. لا تشعر بالراحة عندما تعيش. لن تشعر بالراحة حتى عندما تموت".

وتخطط الحكومة لنقل السكان إلى مساكن عامة مفروشة في الصحراء. لكن بعض المراقبين يقولون إن هذه الأسر الفقيرة لن تستطيع توفير الدفعة الأولى من ثمن الشقة والتي تصل إلى 70 ألف جنيه مصري (3800 دولار) أو الإيجار الشهري البالغ 400 جنيه (22) دولارًا، خاصة بعد اختفاء سبل عيشهم من الوظائف التي تعمد على العمل في المقابر أو المحلات التجارية القريبة منها.

كما سيتم نقل الموتى أيضا إلى الصحراء. وعرضت الحكومة على العائلات شراء مقابر أخرى أصغر في جنوب القاهرة.

واعتبر المسؤولون المصريون تدمير المقبرة ونقل سكانها إلى الصحراء لسنوات، جزء من جهودها لتحديث المدينة وتحسين مستويات المعيشة، لكن بعض الناشطين يقولون إن المطورين الخاصين كانوا يتطلعون إلى الأرض التي تقع عليها.

في أوائل الثمانينيات، قدرت "جليلة القاضي"، وهي مهندسة معمارية درست المقبرة على مدى عقود، عدد مساكن المقابر بـ179 ألف منزل، وهو آخر إحصاء معروف.

وقالت "جليلة" عن المسؤولين: "لم يتعاملوا مع المقابر على أنها مدينة للأحياء والموتى".

وأضافت: "في مصر، عندما تكون هناك مشكلة تبدو غير قابلة للحل، أو يصعب حلها، فإن الحل هو حذفها".

وقال "خالد الحسيني" المتحدث باسم شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية، الشركة الحكومية المطورة للعاصمة الجديدة، إنه سيتم الحفاظ على الأضرحة المسجلة كآثار تاريخية. 

وذكر رئيس متعهدي دفن الموتى، "أشرف زاهر"، إن هناك العديد من سكان المقابر سعداء بترك منازلهم المتهالكة من أجل شقق جديدة.

وأشار "زاهر" إلى أن الجسر الجديد سيخفف من حركة المرور أيضًا، على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كان هذا الأمر مهمًا للأشخاص الذين لا يهتمون إلى حد كبير ونادرًا ما يسافرون خارج الحي.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

القاهرة مقابر مصر العاصمة الإدارية

مصر: إزالة 14 عائمة سكنية على النيل

أنقذوا جبانات مصر.. تفاعل واسع مع هدم مقابر تاريخية بالقاهرة