أثارت صور نتاج أعمالا لترميم لضريح الإمام الحسين في مصر انتقادات واسعة على خلفيات عقائدية وهندسية، وسط احتفاء رسمي بتولي طائفة البهرة تكلفة الترميم، وصل إلى مستوى رئيس الدولة "عبدالفتاح السيسي".

ورافق سلطان الطائفة في الهند "مفضل سيف الدين" الرئيس المصري، الأربعاء، خلال افتتاحه مسجد الحسين، وسط مؤشرات على تنامي علاقات قيادات الطائفة بالنظام المصري.

واستندت الانتقادات العقدية، التي وُجّهت لعمليات الترميم، إلى كون طائفة "البهرة" فرقة ضالة عن الإسلام الصحيح، حسبما أعلنت دار الإفتاء المصرية في فتوى سابقة لها، باعتبار أنها من فرق الطائفة الشيعية الإسماعيلية المغالية.

واعتبر المنتقدون، من هذا المنطلق، تنامي العلاقات بين طائفة البهرة والنظام المصري مجافاة لروح الدستور، بل ولمسار المؤسسة الدينية الرسمية في البلاد.  

بينما استند المنتقدون من منطلق هندسي ما جرى من أعمال ترميم "عشوائي" في نحو 3 اشهر فقط، دون أدنى اعتبار لمعايير الترميم الأثري السليمة.

وأعادت صور الترميم الأخير لمسجد الحسين إلى الأذهان أعمال ترميم أخرى لمساجد أثرية في مصر، جرت بصورة عشوائية، وطمست الكثير من معالمها التاريخية.

واعتبر مهندسون أن الصورة التي ظهر بها ضريح الإمام الحسين بعد "ترميم البهرة" أشبه بنسخة "كربلائية" من أضرحة إيران، بما يعني طمس الهوية الصوفية المصرية عن الضريح.

ونال ما سُمي بـ "تاج الإمام الحسين"، داخل المسجد بعد التجديد، انتقادات كثير من المهتمين بالتاريخ، الذين أكدوا أن حفيد رسول الإسلام لم يكن يرتدي تاجا، ولم يكن سلطانا أو ملكا.

وشارك "السيسي"، في افتتاح مسجد الإمام الحسين بعد التجديد، الأربعاء، الأمراء من أشقاء سلطان البهرة وأنجاله، منهم الأمير القائد "جوهر عز الدين"، والأمير "جعفر الصادق سيف الدين"، وكذلك "محمد حسن"، ممثل السلطان بمصر، حسب وسائل إعلام مصرية.

وسبق أن ساهم البهرة في صندوق "تحيا مصر"، الذي أنشأه "السيسي"، بنحو 10 ملايين جنيه مصري، ونوَّه المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بـ "العلاقة الروحية" التي تربط بين أبناء الطائفة ومصر.

وكانت أرض اليمن هي المحطة الأولى لطائفة البهرة، لكنهم سرعان ما انتشروا في الهند عن طريق عملهم بالتجارة، ونجحوا في جذب عدد كبير من الهندوس إلى مذهبهم، وفي هذه المرحلة سمّوا "البهرة"، وأصبحت الهند المركز الرئيسي لطائفتهم.

ولكن إضافة للهند، فللبهرة انتشار في كل من اليمن وباكستان وكينيا وتنزانيا والكويت والإمارات ومنطقة نجران بالسعودية، ويصل عدد أتباع الطائفة إلى حوالي مليونين.