مجزرة التضامن تسلط الضوء على أبعاد جديدة بالأزمة السورية

الخميس 5 مايو 2022 03:12 م

اعتبر "أور أوميت أونجر" البروفيسور في دراسات الهولوكوست والإبادة الجماعية في جامعة أمستردام والباحثة السورية "أنصار شحّود" في الجامعة ذاتها أن الكشف عن مجرزة حي التضامن بالعاصمة دمشق والتي ارتكبتها قوات النظام السوري في 2013 حققت إنجازا غير متوقع وهو استنكارها ورفضها من قبل العائلات القريبة من نظام "بشار الأسد".

وذكرا في دراسة نُشرت بالعربية والإنحليزية تزامناً مع تسريب فيديو مريع عن "مجزرة التضامن"، أن المجزرة التي تم توثيقها بالفيديو فتحت أيضا نقاشا داخليا وخارجيا حول نظام ارتكب، على مرّ السنوات العشر الماضية، أفظع الجرائم وأبشع الانتهاكات، دون محاسبة أو عقاب، بحسب صحيفة "الجارديان".

وأشارا إلى أن ذلك يأتي في الوقت الذي بدأت فيه دول عربية عديدة تطبيع علاقاتها مع النظام السوري، وأيضا في الوقت الذي تعيد فيه دول غربية كثيرة حساباتها مع قضية اللاجئين السوريين وملف الهجرة بشكل عام والاتجاه لترحيلهم باعتبار أن دمشق مدينة آمنة، حسبما نقل موقع "العربي الجديد".  

 والمتهم الأول في تنفيذ مجزرة حي التضامن "أمجد يوسف" الضابط بالجيش السوري والذي تقول "أنصار" إنه  اكتسب وزناً وأصبح بعضلات مفتولة، وترهّلت وجنتاه بعد ثماني سنوات على ارتكابه تلك الجريمة.

واعتبرت "أنصار" أن "أمجد" صنيعة محيطه فوالده ضابط مخابرات وكان يحاول الانتقام لشقيقه الذي قتل على يد المعارضة، موضحة أن الطرفين تقاتلوا وقاتلوا بعضهم، دون أن يعرفوا عن بعضهم شيئاً وهذه هي معضلة سوريا الآن. 

وذكرت أن "السوريين قادرين على العيش معاً مجدداً، لكنهم بحاجة ماسّة للتعامل مع الماضي دون إقصاء الآخر ودون تجاهل سرديّته. عليهم الاعتراف بالخطأ. لن نستطيع العيش معاً إن لم نتصارح بما اقترفناه". 

ورأت "أنصار" أن الحديث عن الماضي دون حقد أو نقمة، أو محاولة لتهميش الآخر المختلف عنّا، من شأنه أن يهزم الجهاز الأمني الذي يخاف من الحقيقة. 

وقالت إن "المشكلة أن مفهوم الضحية، الذي يمكن تعميمه على الأكثرية في الحالة السورية، يُقدَّم بطريقة انتقامية وليست حقوقية. الضحية تمتلك حقوقاً، وليس الانتقام هو السبيل لنيلها".

إلا أن السوريين كما تعتقد "أنصار" لا يمتلكون أرضية مشتركة. ثمة نبذ مناطقي برأيها، والكلّ يدفع ثمن أفعال البعض. 

وحتى إن كانت انتهاكات النظام لا تقارن بتجاوزات المعارضة، إلا أن هذه الأخيرة أخطأت، بحسب "أنصار"، في اقتحامها المسلّح لحي التضامن وإقدامها على الخطف، ما دفع إلى مزيد من العنف. خاصة وأن حي التضامن يضمّ أشخاصاً لم يتورّطوا في الدم السوري. 

ورأى  "أونجر" أن النقمة ستلعب دوراً كبيراً في سوريا، كما أن ثقافة المنطقة العربية لا تساعد على تحييد هذا الدور، لأنها ثقافة غير متسامحة عموماً.

وقال إن "لم يخرج من سوريا شخص كنيلسون مانديلا ستشهد تلك المدن التي فتك النظام بأهلها انتقاماً مريراً. مشيرا إلى أن غياب العدالة يولّد النقمة والحاجة للانتقام". والانتقام بمعناه المجازي الذي لا يخلو من المبالغة، يتحوّل إلى واقع. 

وأضاف "أمجد انتقم لأخيه، لكنه قتل في المقابل أكثر من 300 شخص! هنا خطورة الأمر. أن يتحول التعبير المجازي عن الرغبة بردّ الصاع صاعين إلى حقيقة". 

وتابع :"هذا ما شهدناه في حالة أمجد، وفي حالة أشخاص كثيرين غيره. فعله الانتقامي ينتمي إلى الفانتازيا".

 

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

سوريا مجزة التضامن باحثة سوريا

بالاسم والسن.. الجارديان تكشف تفاصيل 6 من ضحايا مجزرة التضامن

النظام السوري يحتجز مرتكب مجزرة حي التضامن.. ما هدفه؟

ارتكب 12 مجزرة أخرى.. الجارديان: سفاح التضامن على رأس عمله