الحريري يتحدى السعودية ويرفض طلبها حول الانتخابات

الجمعة 6 مايو 2022 01:34 م

برزت خلال اليومين الماضيين في لبنان، الأزمة المفتوحة بين رئيس الحكومة السابق، زعيم تيار المستقبل "سعد الحريري" وبين المملكة العربية السعودية، التي يقود سفيرها في لبنان "وليد البخاري" حراكاً لافتاً لتحفيز السنة في بيروت على المشاركة، بعد قرار تيار المستقبل مقاطعة الانتخابات البرلمانية.

وتشير مصادر سياسية رفيعة لـ"عربي بوست" إلى أن "الحريري" رفض طلباً سعودياً نقلته إحدى الدول الخليجية بالعودة لبيروت ودعوة جمهوره للاقتراع بكثافة لمنع سيطرة حزب الله على المقاعد السُّنية في البلاد.

يأتي هذا في وقت انطلقت فيه عملية اقتراع الناخبين المقيمين خارج لبنان والموزعين على مراكز اقتراع في دول عربية وغربية وآسيوية، بعد أحاديث عن إمكانية إلغاء الانتخابات نتيجة تراجع ملحوظ لبعض القوى السياسية في الشارع اللبناني.

وبحسب المصادر، فإن "الحريري" أكد أنه لن يزور لبنان قبل انتهاء الانتخابات، وأنه مُصرّ على موقفه من المقاطعة وعدم التفاعل مع الانتخابات لا بدعم مرشحين ولا لوائح.

كما أكد "الحريري" أنه لن يتدخل في خيارات مناصري تياره، لكنه سيقيل كل منتمٍ إلى تيار المستقبل يخالف قراره بتجميد العمل السياسي حتى إشعار آخر، ويشارك في العملية الانتخابية.

وهذا الموقف- وفقاً للمصدر- أدى إلى زيادة في توتر العلاقة بين "الحريري" والسعوديين الذين فتحوا قنواتهم ومنصاتهم الإعلامية منبراً للهجوم على "الحريري" وخياراته السياسية.

وتوقعت المصادر أنه بعد الموقف الرافض لـ"الحريري"، والذي يتأخر كل يوم، ستتجه العلاقة للتوتر أكثر بين الطرفين، في ظل العودة العربية والسعودية إلى لبنان، والتي تسعى لاستنهاض السُّنة ومنعهم من اعتزال المشاركة السياسية الذي سيكون له تداعيات خطيرة بسبب موقف شخصي من "الحريري".

بالمقابل، فإن مصدراً سياسياً مقرباً من السعودية قال لـ"عربي بوست" إن الدول العربية لم تطلب من "الحريري" موقفاً سياسياً مباشراً يدعو من خلاله للاقتراع للوائح مدعومة من الرياض والدول الخليجية.

وأشار المصدر إلى أن كل ما طلب منه؛ أولاً وقف التحريض على نشاط الشخصيات الرافضة للمقاطعة الانتخابية وعدم تخوينها وشيطنتها كما يجري مع رئيس الوزراء الأسبق "فؤاد السنيورة" والوزراء النواب السُّنة الذين التفوا حول خياره.

وثانياً الطلب من الجمهور السُّني المشاركة بكثافة في الانتخابات وعدم الركون للمقاطعة وترك البلاد خاضعة لحزب الله بهذا الشكل الفج.

يُذكر أن الرياض وعواصم عربية تقوم، منذ عودة السفير السعودي للبنان، بدعم لافت للحراك السياسي في الساحة السُّنية الذي يقوده "السنيورة"، والذي عمل على تشكيل لوائح وترشيح شخصيات بالتحالف مع القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي.

في المقابل، زادت حركة السفير السعودي، وبدا تأثيره واضحاً في خطبة عيد الفطر لمفتي الجمهورية الشيخ "عبداللطيف دريان"، والذي حذّر من "خطورة الامتناع عن المشاركة في الانتخابات ومن خطورة انتخاب الفاسدين"، معتبراً أن الانتخابات هي الفرصة المتوافرة أمامنا لتحقيق التغيير.

المصدر | الخليج الجديد + عربي بوست

  كلمات مفتاحية

لبنان السعودية الحريري حزب الله وليد البخاري

صحيفة لبنانية: السعودية مستاءة من تصرفات أنصار الحريري.. لماذا؟

الحريري ينسحب من انتخابات لبنان.. وحزب الله قد يملأ الفراغ