الكونجرس يوجه طلقة تحذيرية ضد الاتفاق النووي مع إيران

الجمعة 6 مايو 2022 07:10 م

وجّه مجلس الشويخ الأمريكي، "طلقة تحذيرية" تجاه مساعي إدارة الرئيس "جو بايدن"، العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران.

ففي تصويت حمل دلالات لافتة، انضم 16 ديمقراطياً إلى الجمهوريين للاعتراض على اتفاق نووي لا يتطرق لدعم إيران للإرهاب، أو برنامجها للصواريخ الباليستية، كما دعا هؤلاء وعددهم 62 سيناتوراً، إلى عدم رفع "الحرس الثوري" عن لوائح الإرهاب، وعدم رفع أي عقوبات عنه.

ووصف مشرعون من كلا الحزبين هذه الخطوة بأنها "طلقة تحذيرية"، لفريق "بايدن" المفاوض، الذين اعترفوا سرا أن "اتفاقًا يتجاوز الحدّ من البرنامج النووي الإيراني، لم يعد ممكنًا"، حسبما ذكر موقع "بوليتيكو" الأمريكي.

وصوتت الأغلبية العظمى من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين، لتأييد إجراء ينص على أن "أي اتفاق نووي مع طهران يجب أن يعالج أيضًا دعم إيران للإرهاب في المنطقة، وأن الولايات المتحدة يجب ألا ترفع العقوبات عن الحرس الثوري الإيراني".

ونقل الموقع عمن وصفهم بأنهم "مطلعون على الإحاطات السرية"، حول هذا الموضوع، قولهم إن "ما حصل كان أول طلقة تحذير من الكونجرس بشأن صفقة بايدن مع إيران".

وأضافوا أن "أغلبية من الحزبين نقلوا إلى البيت الأبيض رسالة رمزية مفادها أن أي اتفاق نووي جديد أفضل من إحياء اتفاق 2015، الذي ألغاه الرئيس دونالد ترامب، ويريد فريق بايدن إحياءه".

ويقول العديد من المشرعين الآن، إن "الصفقة السيئة أسوأ  بالتأكيد من عدم وجود اتفاق"، حسب تقرير الموقع.

وعلى الرغم أن طرح مجلس الشيوخ، ليس ملزماً لإدارة "بايدن"، فإنه يرسل تنبيهاً مباشراً لها خاصة من حزب الرئيس الأمريكي نفسه، ويعكس معارضة متزايدة لجهودها إعادة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015.

ولعلّ أبرز اسم صوّت لصالح المشروع هو زعيم الأغلبية الديمقراطية في المجلس "تشاك شومر"، الذي انضم إلى زملائه المعارضين في دلالة واضحة على امتعاضهم من سير المفاوضات.

وتظهر تصريحات المشرعين أنهم ضاقوا ذرعاً مما وصفوه بإصرار الإدارة على المضي قدماً بالاتفاق من دون التطرق إلى أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة، كما أتى انفتاح البيت الأبيض على رفع "الحرس الثوري" عن لوائح الإرهاب، ليصب الزيت على النار.

ويدفع ببعض الديمقراطيين الذين تحفظوا في السابق عن توجيه انتقادات علنية لـ"بايدن"، بتحذيره من اتخاذ خطوة من هذا النوع.

وكانت إيران طالبت الولايات المتحدة، بإلغاء تصنيف "الحرس الثوري" الإيراني كـ"منظمة إرهابية أجنبية"، وذلك كجزء من اتفاق نووي نهائي.

وجادل حلفاء فريق "بايدن" بأن "التصنيف نفسه رمزي إلى حد كبير، وأن عقوبات وزارة الخزانة الأخرى على الوحدة العسكرية تقيد بشكل كبير مشاركتها الدولية"، وفق الموقع الأمريكي.

وأردف تقرير "بوليتيكو": "لكن العشرات من الديمقراطيين، لا سيما في مجلس النواب، حثوا إدارة بايدن على مقاومة شطب الحرس الثوري الإيراني، مشيرين إلى أن وحدة النخبة العسكرية تواصل استهداف الأمريكيين في المنطقة ولم تظهر استعدادًا لوقف أعمالها الخبيثة".

ورغم المعارضة المتزايدة في الكونجرس لجهود الإدارة العودة إلى الاتفاق النووي، فإن المشرعين يعلمون أن البيت الأبيض لن يطلب موافقة الكونجرس على الاتفاق في حال حصوله، على غرار ما فعلت إدارة الرئيس السابق "باراك أوباما".

كما أن انضمام ديمقراطيين بارزين إلى جمهوريين في تصويتهم لصالح مشاريع من هذا النوع يهدف إلى تحذير الإدارة، لكن من دون تقييدها، خاصة أنها مشاريع غير ملزمة.

ومع تصعيد أعضاء الكونجرس لمواقفهم المعارضة، يبقى موقف الإدارة متأرجحاً بين الانفتاح على احتمال حصول اتفاق والتلويح بخيارات أخرى، من دون تحديدها.

وهذا ما ورد على لسان المتحدث باسم الخارجية "نيد برايس"، الذي قال الأربعاء، إن "الولايات المتحدة تستعد لسيناريو يتضمن الالتزام المتبادل مع إيران بالعودة إلى الاتفاق النووي، وسيناريو آخر في حال عدم التوصل إلى اتفاق".

وأضاف "برايس": "بما أن العودة إلى الاتفاق غير مؤكدة، فنحن نحضر الآن أيضاً للسيناريو الآخر".

تأتي تصريحات "برايس" في وقت، أفاد موقع "أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الولايات المتحدة وإسرائيل تناقشان طرقاً للضغط على طهران في حال فشل مساعي العودة إلى الاتفاق النووي معها.

وحسب المسؤول، فإن مستشاري الأمن القومي للبلدين استعرضا في اجتماعها الأخير في البيت الأبيض، الأسبوع الماضي، كيفية اعتماد سيناريو الضغط هذا من دون دفع طهران لتصعيد برنامجها النووي وتخصيب اليورانيوم، بدرجة نقاء تصل إلى 90% لإنتاج قنبلة نووية.

وتأمل إيران في أن تتوج مفاوضات فيينا النووية غير المباشرة مع الولايات المتحدة، والمتوقفة منذ قرابة شهرين، برفع العقوبات عنها لتنفيس أزمتها الاقتصادية ووقف تدهور معيشة المواطن الإيراني.

وتوقفت مفاوضات فيينا في 11 أبريل/نيسان الماضي، وعاد المفاوضون إلى عواصمهم، مع ذلك، استمرت المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في العواصم عبر منسقها "إنريكي مورا"، الذي تبادل الرسائل بين الطرفين، فضلا عن نقل أطراف إقليمية أيضا هذه الرسائل.

لكن مساعي "مورا" لم تتكلل بالنجاح بعد في إزالة العقبات المتبقية لتوصل الطرفين إلى اتفاق.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الاتفاق النووي الكونجرس مجلس الشيوخ بايدن إيران الحرس الثوري

المفاوضات النووية بين إيران وأمريكا تصل إلى طريق مسدود.. ماذا بعد؟

مسؤول إيراني سابق: موقفنا المنطقي والعقلاني حال دون انهيار الاتفاق النووي

إيران تدين قرار الكونجرس الأمريكي غير الملزم الرافض للاتفاق النووي

وسط محاولة لإنقاذ اتفاق 2015.. منسق المحادثات النووية يزور إيران