استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

استثمار الأسد في مرسوم العفو

الأحد 8 مايو 2022 06:40 ص

استثمار الأسد في العفو

محاولة النظام إشغال الرأي العام عن مجزرة التضامن قلب السحر على الساحر.

كشفت صور آلاف المواطنين الذين جاؤوا بانتظار معتقليهم الكم الهائل من المعتقلين داخل سجون النظام وكان ينكر وجودهم أصلاً.

مرسوم العفو لا يؤسس لطريق مصالحة أو حل سياسي ما لم يترجم بخطوات عملية للإفراج عن مئات آلاف المعتقلين وتبين مصير عشرات آلاف المختفين بسجون النظام.

بعد أنباء مجزرة حي التضامن التي ارتكبها النظام السوري عام 2013 وصنعت قضية رأي عام ضد جرائمه أصدر رئيس النظام مرسوم عفو عن الجرائم الجنائية والإرهابية.

إفراج النظام عن عدد ضئيل من المعتقلين لم يتجاوز 400 شخص معظمهم معتقلون حديثاً مقارنة بمئات آلاف في السجون منذ بداية الثورة يشي بأن النظام غير جاد بحل قضية المعتقلين.

* * *

بعد يومين من تفجّر الأنباء عن مجزرة حي التضامن في دمشق التي ارتكبها النظام السوري عام 2013، والتي صنعت قضية رأي عام ضد جرائمه تسببت بإرباك شديد له، أصدر رئيس النظام بشار الأسد مرسوم عفو عن الجرائم الجنائية والإرهابية التي لم تتسبّب في وفاة أشخاص.

كذلك اتخذ النظام مجموعة من الإجراءات، بدا أنها تستهدف إشغال الرأي العام. فغيّر وزير الدفاع، ثم عيّن رئيساً للأركان في جيشه، بعد أن كان هذا المنصب شاغراً لسنوات. إلا أن المرسوم الأبرز كان العفو الذي حاول الاستثمار من خلاله على عدة مستويات.

فمن ناحية تمكّن من إشغال الرأي العام السوري عن المجزرة بموضوع المعتقلين، كما حاول أن يصوّر الموضوع داخلياً على أنه مصالحة وطنية، ودولياً على أنه إحدى خطوات بناء الثقة مع المجتمع الدولي، تطبيقاً لمبادرة المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسن "خطوة بخطوة"، التي كان رفضها سابقاً.

ويحاول النظام من خلال المرسوم تجنّب عقوبات إضافية على خلفية مجزرة التضامن. إلا أن الغموض الذي اكتنف تأويل التعليمات التنفيذية للمرسوم، والتي لم يتوضح خلالها من المعتقلين الذين سيشملهم المرسوم، وعدم إصدار قائمة بأسماء الذين سيتم الإفراج عنهم، إضافة إلى إفراج النظام عن عدد ضئيل من المعتقلين لم يتجاوز 400 شخص حتى الآن معظمهم من المعتقلين حديثاً، مقارنة بمئات آلاف المعتقلين في السجون منذ بداية الثورة، يشي بأن النظام غير جاد بحل قضية المعتقلين من خلال هذا المرسوم.

كما أن محاولة النظام إشغال الرأي العام عن مجزرة التضامن قلب السحر على الساحر، إذ كشفت صور آلاف المواطنين الذين جاؤوا بانتظار معتقليهم الكم الهائل من المعتقلين داخل سجون النظام والذين كان ينكر وجودهم أصلاً، فعمد إلى تفريق حشود المواطنين وتهديدهم عبر أجهزته الأمنية لعدم التجمّع.

كما أن العدد القليل من المفرج عنهم، وإفساح المجال أمام السماسرة للتدخل كوسطاء من أجل إدراج أسماء معتقلين ضمن قوائم المفرج عنهم، يشي بأن النظام يحاول أن يستثمر المرسوم مالياً، ويبتز المواطنين مقابل الإفراج عن أبنائهم.

مهما يكن من أمر هذا المرسوم، فهو لا يؤسس لأي خطوة على طريق مصالحة أو حل سياسي، ما لم يترجم بخطوات عملية يتم خلالها الإفراج عن مئات آلاف المعتقلين ويتبين من خلالها مصير عشرات آلاف المختفين في سجون النظام.

* عبسي سميسم كاتب صحفي سوري

المصدر | العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

سورية، النظام السوري، العفو، بشار الأسد، المعتقلون، مجزرة حي التضامن، مرسوم عفو، الجرائم الجنائية والإرهابية،

مركز حقوقي: الأسد أفرج عن 527 معتقلا فقط من بين 132 ألفا