لعبة مستوردة تحمل شعار نجمة داود تثير الجدل في مصر

الاثنين 9 مايو 2022 07:31 ص

أثارت لعبة مستوردة تحمل شعار نجمة داود اليهودية حالة من الجدل في مصر، في وقت أعلنت الغرفة التجارية، أنها تبحث عن الجهة التي استوردت اللعبة، كاشفة أن اللعبة مستوردة من دولة الصين.

وبدأ الأمر حينما فوجئ أب مصري يدعى "محمد فؤاد" أن لعبة ابنه المستوردة التي اشتراها بقيمة 50 جنيها (ما يعادل 3 دولارات) مطبوع عليها بشكل بارز نجمة داود وهي أبرز رموز الديانة اليهودية.

وأعاد "فؤاد" اللعبة إلى المتجر الذي اشتراها منه، موضحا أنه لجأ إلى مواقع التواصل الاجتماعي ليحذر الآباء من اللعبة المنتشرة في الأسواق، كونها تمثل خطرا كبيرا على الأطفال من وجهة نظره، مضيفا أن الكيان الصهيوني يسعى لترسيخ وجوده بين الأجيال الجديدة بمثل تلك الوسائل، حسب اعتقاده.

خبر وجود لعبة منقوش عليها نجمة داود في الأسواق المصرية لاقى تفاعلا واسعا لدى رواد منصات التواصل الاجتماعي، فحذر بعضهم من خطورة اعتياد الأطفال رؤية رموز دينية يهودية لأن ذلك سيمتد بالوقت إلى تقبل الوجود الصهيوني في محيطهم، واصفين الأمر بدسّ السم في العسل.

في حين رأى آخرون أن التطبيع السياسي والاقتصادي مع إسرائيل مخاطره أكبر من لعبة للأطفال تباع بالأسواق.

وفي الأثناء، تكرر تساؤل عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن هوية مستورد مثل هذه اللعبة المثيرة للجدل، وهل يدرك خطورة الأمر أم أنه فعلها بحسن نية.

أمام التفاعل عبر المنصات الاجتماعية حول اللعبة المنتشرة في الأسواق، تحركت شعبة الأدوات الكتابية وألعاب الأطفال بالغرفة التجارية المصرية مطالبة بوقف استيراد اللعبة وسحب الكميات المعروضة منها بالسوق المحلية.

وقال سكرتير شعبة الأدوات الكتابية وألعاب الأطفال العام بالغرفة التجارية "بركات صفا"، إن اللعبة محل الجدل مستوردة من دولة الصين والكميات الموجودة منها في الأسواق المصرية ليست كبيرة.

وأوضح "صفا"، في تصريحات صحفية، أن الغرفة التجارية ستبحث عن مستورد هذه اللعبة.

ما هي نجمة داود؟

هي نجمة تأخذ الشكل السداسي، وينسبها اليهود إلى النبي داود، وتتوسط علم إسرائيل.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1879 تم اعتماد النجمة السداسية شعارا للكيان الصهيوني في المؤتمر التأسيسي الأول لـ"دولة إسرائيل"، وفي عام 1948 اختيرت لتصبح جزءا من علم الاحتلال.

وتؤكد مراجع بحثية أن النجمة السداسية ليست مقترنة بالديانة اليهودية وسبقتها إليها أديان أخرى مثل الهندوسية، إذ يستخدمها الهندوس للدلالة على الكون ويطلقون عليها اسم "ماندالا".

كذلك كانت النجمة السداسية أحد رموز الديانات المصرية القديمة فكانت رمزا لأرض الأرواح كما كانت رمزا للإله "حورس"، وفق تأكيد الباحث المصري "علي محمد عبدالله" في كتابه "اليهود: من عهد داود إلى دولة إسرائيل".

وفي كتابه "موسوعة المفاهيم والمصطلحات الصهيونية"، رأى المفكر المصري الراحل "عبدالوهاب المسيري" أن نجمة داود ظهرت إلى الوجود أول مرة عام 1648م في مدينة براغ التي كانت في ذلك الوقت جزءا من الإمبراطورية النمساوية.

وأوضح أن براغ تعرضت لهجوم من قبل جيش السويد، وكان اليهود ضمن مجموعات عرقية متعددة دافعت عن المدينة؛ وتم تمييز كل عرق براية محددة، واستقر العرق اليهودي على شكل النجمة السداسية، إذ اقترح أحد القساوسة أخذ أول حرف من حروف اسم "داود" وهو على شكل مثلث كتبه مرة بصورة صحيحة وأخرى مقلوبة ومن ثم أدخل الحرفين ببعضهما بعضا.

ووفقا لـ"المسيري"، أعجب اليهود بالفكرة فاتخذوا النجمة السداسية رمزا دينيا لهم، "وبهذا بدأ مشوار الخداع فيما يتعلق بنجمة داود وأصلها"، على حد قوله.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر الغرفة التجارية نجمة داود ألعاب الأطفال

تضامن إلكتروني مع صحفية مصرية اعتقلت بعد انتقادها دخول الإسرائيليين سيناء