كشف "محمد أشفق قاضي"، إمام أكبر مسجد في مدينة مومباي الهندية، و3 من كبار رجال الدين الآخرين من ولاية مهاراشترا -حيث تقع مومباي- أن أكثر من 900 مسجد غربي الولاية وافقت على خفض صوت الأذان بعد شكاوى من سياسي هندوسي محلي.

وقال قاضي، وهو أحد أكثر العلماء المسلمين نفوذا في المدينة الواقعة على ساحل الهند الغربي، إن "راج ثاكيراي"، وهو زعيم لحزب هندوسي محلي، طالب بأن تلتزم المساجد وأماكن العبادة الأخرى بـ"حدود الضوضاء المسموح بها"، وهدد بأنه إذا لم يفعلوا ذلك، فإن أتباعه سيحتجون أمام المساجد مرددين صلوات الهندوس.

وأضاف: "أصبح صوت الأذان لدينا قضية سياسية، لكني لا أريد أن يأخذ الأمر منحى مجتمعيا"، وفقا لما أوردته وكالة "رويترز".

فيما قال "ثاكيراي"، الذي يملك حزبه مقعدا واحدا فقط في مجلس الولاية المؤلف من 288 عضوا، إنه يصر فقط على تنفيذ أحكام المحكمة المتعلقة بمستويات الضوضاء.

ويرى زعماء مسلمي الهند (البالغ عددهم نحو 200 مليون مسلم) أن هذه الخطوة -التي تزامنت مع عيد الفطر- محاولة أخرى من الهندوس المتطرفين لتقويض حقوق المسلمين في حرية العبادة والتعبير الديني، بموافقة ضمنية من حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي القومي الحاكم.

وتندلع اشتباكات دامية بين المسلمين والهندوس بشكل متقطع في جميع أنحاء الهند منذ استقلالها، وكان أحدثها عام 2020 عندما قُتل عشرات في دلهي معظمهم من المسلمين، بعد احتجاجات على قانون الجنسية الذي قال المسلمون إنه يهدف إلى التمييز ضدهم.

والتقى كبار مسؤولي الشرطة في ولاية مهاراشترا زعماء دينيين، بينهم "قاضي"، في وقت سابق من الشهر الحالي للتأكد من خفض صوت المكبرات لأنهم يخشون وقوع اشتباكات في الولاية التي يقطنها ما يربو على 10 ملايين مسلم و70 مليون هندوسي.

والسبت، رفعت الشرطة دعوى جنائية ضد رجلين في مومباي لاستخدامهما مكبرات الصوت عند أذان الفجر، وحذرت أعضاء حزب "ثاكيراي" من التجمع حول المساجد.