لاقت جريمة قتل قوات الاحتلال الإسرائيلية لمراسلة شبكة الجزيرة "شيرين أبوعاقلة" إدانات عربية ودولية واسعة، الأربعاء، وسط دعوات لمنع الانتهاكات بحق الصحفيين في الأراضي المحتلة.

وأدانت وزارة الخارجية القطرية الجريمة بأشد العبارات، في بيان، جاء فيه: "نعتبر اغتيال قوات الاحتلال للإعلامية شيرين أبوعاقلة جريمة شنيعة وانتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي وتعديا على حرية الإعلام".

ودعت الوزارة إلى تحرك عاجل لمنع سلطات الاحتلال من ارتكاب مزيد من الانتهاكات لحرية التعبير واتخاذ إجراءات لوقف العنف ضد الفلسطينيين والعاملين في وسائل الإعلام.

وفي السياق، دعت جامعة الدول العربية، في بيان، إلى ملاحقة مرتكبي حادث قتل "شيرين أبوعاقلة" أمام العدالة الدولية.

فيما عبرت بعثة الاتحاد الأوروبي في فلسطين عن صدمتها من مقتل "شيرين"، وعبرت عن "أعمق التعازي لأسرتها". ودعت البعثة إلى إجراء تحقيق "سريع ومستقل" لتقديم الجناة إلى العدالة.

وقال الناطق باسم الاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط "لويس بوينو": "صدمنا بمقتل شيرين أبوعاقلة أثناء تأدية عملها وندعو إلى إجراء تحقيق مستقل".

كما أدانت الأمم المتحدة بشدة مقتل مراسلة الجزيرة ودعت إلى إجراء تحقيق فوري. وقال المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط "تور وينسلاند": "أدعو إلى إجراء تحقيق فوري وشامل ومحاسبة المسؤولين عن قتل مراسلة الجزيرة شيرين أبوعاقلة".

ومن جانبه أدان وزير الخارجية العماني "بدر البوسعيدي" بشدة مقتل "أبوعاقلة" على يد القوات الإسرائيلية، واصفا الجريمة بأنها "عمل مستنكر ومرفوض". وعبر الوزير العماني عن مواساته وتعازيه لأسرة مراسلة قناة الجزيرة.

ووصف وزير الخارجية الأردني "أيمن الصفدي" قتل الصحفية الفلسطينية بأنه "جريمة بشعة واعتداء صارخ على حرية الصحافة ويجب محاسبة مرتكبيها".

فيما عبر زير الخارجية الهولندي " فوبكه هوكسترا" عن صدمته بمقتل "شيرين أبوعاقلة"، مشددا على ضرورة فتح التحقيق في ملابسات وظروف الجريمة.

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية "تشاو لي جيان": "نشعر بالصدمة ونعارض بشدة أعمال العنف ضد الصحفيين الذين يؤدون واجباتهم ونأمل أن يتم التعامل مع الحوادث ذات الصلة وفقا للقانون والعدالة".

يأتي ذلك فيما نددت منظمة "التعاون الإسلامي"، في بيان، بممارسات الاحتلال الإسرائيلي التي أودت بحياة "شيرين أبوعاقلة"، واصفة إياها بأنها "خرق واضح للقوانين الدولية وتاستدعي التحقيق الفوري والمحاسبة".

ونعت المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة (اليونيسيف) في الشرق الأوسط "جوليت توما" مراسلة قناة الجزيرة قائلة: "وداعا يا صوت فلسطين وشكرا جزيلا على الشجاعة والموضوعية والمهنية الصحفية".

كما عبرت منظمات إغاثية وصحفية عن صدمتها إزاء مقتل "شيرين أبوعاقلة"، ومنها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي شددت، في بيان، على ضرورة "توضيح التفاصيل الدقيقة لمقتل الصحفية الفلسطينية".

فيما نندت منظمة مراسلون بلا حدود بقتل "شيرين أبوعاقلة"، ووصفته بأنه "خرق خطير لمعاهدات جنيف وللائحة مجلس الأمن الدولي حول حماية الصحفيين".

وبينما دعا اتحاد الصحفيين الألمان إلى محاسبة قتلة "شيرين" في أسرع وقت ممكن وتوضيح ملابسات مقتلها، أدان الاتحاد العام للصحفيين العرب، في بيان، اغتيال الصحفية الفلسطينية، وحمل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عنه.

ومن جانبها، اعتبرت النقابة التونسية للصحفيين جريمة اغتيال "شيرين أبوعاقلة حلقة إضافية في سلسلة استهداف الإرهاب الصهيوني للصحفيين الشجعان بفلسطين"، بحسب بيان صدر عنها الأربعاء.

ونددت نقابة الصحفيين العراقيين بجريمة اغتيال "شيرين أبوعاقلة" وطالبت بـ"إجراء تحقيق دولي عاجل للكشف عن الجناة".

أما الاتحاد الدولي للصحفيين، فقد قدم خلاصة لشهادات الصحفيين الذين كانوا برفقة "شيرين أبوعاقلة"، تؤكد استهداف "قناصة إسرائيليين" للصحفيين الذين يرتدون سترات صحفية محددة بشكل دقيق.

وأكد الاتحاد، في بيان، أن شهادات الصحفيين "تؤكد أن "استهداف شيرين أبوعاقلة كان متعمدا ومنهجيا".

((3))

وقُتلت الصحفية "شيرين أبوعاقلة" برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في جنين، حسبما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان، أشار أيضا إلى إصابة الصحفي "علي سمودي" مراسل صحيفة "القدس" بجروح وصفت بالمتوسطة.

جاء ذلك في وقت أصيب فيه عدد من الفلسطينيين جراء اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدينة ومخيم جنين، وسط اشتباكات مسلحة بين شبان وجنود الاحتلال.

واعتدت قوات الاحتلال على فلسطينيين في مخيم جنين، بعدما حاولوا التصدي لاقتحام 40 دورية معززة بالوحدات الخاصة للمخيم الفلسطيني.

و"شيرين نصري أبوعاقلة"، صحفية وُلدت في القدس عام 1971 وهي مراسلة صحفية فلسطينية تعمل مع شبكة الجزيرة الإعلامية، وتنحدر من عائلة مسيحية مشهورة في بيت لحم.

درست "شيرين" في البداية الهندسة المعمارية بجامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن، ثم انتقلت إلى تخصص الصحافة المكتوبة، وحصلت على درجة البكالوريوس من جامعة اليرموك في الأردن.

وعادت "شيرين" بعد التخرج إلى فلسطين وعملت في مواقع عدة مثل وكالة "أونروا"، وإذاعة صوت فلسطين، وقناة عمان الفضائية، ثم مؤسسة مفتاح، وإذاعة "مونت كارلو"، ولاحقًا انتقلت للعمل في عام 1997 مع قناة الجزيرة الفضائية.