أعلنت روسيا، الجمعة، استسلام جميع الجنود الأوكرانيين المحاصرين في مجمع آزوفستال بمدينة ماريوبول، وسيطرة القوات الروسية على المدينة كاملة، في حين تعهد الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي"، بمواصلة القتال ضد موسكو.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، إنه تم استسلام كل عناصر القوات الأوكرانية في مجمع آزوفستال، وعددهم 2439 شخصا.

وأضافت أن أنفاق المصنع، التي كان يختبئ فيها المسلحون، باتت تحت السيطرة الكاملة للقوات الروسية، وأن أكثر من 2400 من كتيبة "آزوف" من وصفهم بـ"النازيين"، وجنود القوات المسلحة الأوكرانية "ألقوا أسلحتهم واستسلموا".

و"كتيبة آزوف" هي وحدة نخبة أسسها قوميون أوكرانيون وشاركت في الدفاع عن مجمع "آزوفستال" إلى جانب وحدة من مشاة البحرية.

وكان المجمع الصناعي الضخم مع دهاليز تحت الأرض حفرت في الحقبة السوفييتية، آخر جيب للمقاومة الأوكرانية في مدينة ماريوبول الساحلية المطلة على بحر آزوف والتي تعرّضت لقصف روسي مركز.

وقال المتحدث باسم الوزارة "إيجور كوناشينكوف"، إنه تم إخراج ما يسمى "قائد النازيين" من المصنع بسيارة مصفحة خاصة، بسبب كراهية سكان ماريوبول ورغبة سكان البلدة في معاقبته على العديد من الفظائع، حسب قوله.

وقال "كوناشينكوف"، إن وزير الدفاع "سيرجي شويجو"، أبلغ الرئيس "فلاديمير بوتين"، بانتهاء العملية والسيطرة على ماريوبول.

ونشرت موسكو صوراً تُظهر مجموعات رجال يرتدون زياً قتالياً، بعضهم على عكازات وبعضهم مضمّد، يخرجون من المصنع، بعد معركة طويلة أصبحت "رمزاً للمقاومة" الأوكرانية للغزو الروسي.

وحسب كييف، دُمّر 90% من هذه المدينة، وسقط فيها ما لا يقل عن 20 ألف شخص.

وأظهر مقطع فيديو، استسلام صف من الرجال العزل وهم يقتربون من جنود روس خارج مصنع آزوفستال في مدينة ماريوبول الأوكرانية، ويبلغونهم بأسمائهم.

كما قام الروس بعدها بتفتيش كل منهم ومتعلقاته، وبدا أن القوات الروسية تطلب منهم إظهار أي وشوم.

ولم تتحدث كييف عن استسلام في "آزوفستال"، ولكنها أعلنت قبل أيام "انتهاء المعارك القتالية" هناك، داعية الجنود إلى الحفاظ على حياتهم.

ولم تقدم أوكرانيا منذ الإثنين، تفاصيل تُذكر عما تصفه بأنه محاولة لإنقاذ المقاتلين المتحصنين بمصنع آزوفستال للصلب، آخر معقل للمقاومة الأوكرانية في المدينة الساحلية المدمرة.

وترغب أوكرانيا في تنظيم عملية تبادل أسرى، غير أن روسيا أبلغت أنها تعتبر قسماً منهم على الأقل مقاتلين من "النازيين الجدد" وليس جنوداً.

من جانبها، أشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان إلى أن اتفاقية جنيف تشترط على الأطراف المتحاربة منحها "حق الوصول الكامل" إلى أسرى الحرب "أينما كانوا محتجزين"، بما يشمل إبلاغ العائلات التي "لا تزال أسئلة كثير منها معلقة".

وماريوبول أحد الموانئ البحرية الرئيسية في أوكرانيا التي تحتاج إليها روسيا لتعزيز سيطرتها على الأراضي التي استولت عليها على طول الساحل، وصولا إلى شبه جزيرة القرم التي ضمّتها في الغرب.

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي"، إن قواته المسلحة تواصل التقدم لتحرير منطقة خاركيف، واصفا ما يحدث في دونباس بالجحيم، وتعهد بمواصلة القتال لاستعادة المناطق التي سيطرت عليها روسيا.

في الوقت نفسه، قال وزير الدفاع الروسي، في اجتماع لقيادة القوات المسلحة الروسية، الجمعة، إن الجيش الروسي وسّع نطاق سيطرته في منطقة دونباس (شرقي أوكرانيا) بالتعاون مع القوات الانفصالية.

وقال إن ما يسمى جمهورية لوهانسك الشعبية على وشك التخلص من السيطرة الأوكرانية بالكامل.

وقبل انطلاق الحرب على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، اعترفت موسكو باستقلال منطقتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين، اللتين يسيطر على جزء منهما الانفصاليون الموالون لروسيا منذ 2014.

وأكد الوزير الروسي أن الأوكرانيين حاولوا في 8 مايو/أيار الجاري السيطرة على جزيرة الثعبان، وهي نقطة إستراتيجية في البحر الأسود سيطر عليها الروس في بداية الحرب، لكن الأوكرانيين لم ينجحوا في ذلك.

وبعد فشلها في السيطرة على كييف وخاركوف ثاني مدن أوكرانيا (شمال شرق)، تركز روسيا جهودها العسكرية في شرق البلاد وجنوبها.

وتسعى موسكو خصوصاً إلى السيطرة بشكل كامل على دونباس التي تخضع جزئياً لسيطرة انفصاليين موالين لروسيا منذ 2014.