الأمير سلمان بن عبدالعزيز يبدأ زيارته الرسمية لفرنسا

الاثنين 1 سبتمبر 2014 07:09 ص

بدأ ولي العهد السعودي الأمير «سلمان بن عبد العزيز» اليوم الاثنين زيارة رسمية لفرنسا، من المقرر أن يلتقي خلالها الرئيس الفرنسي «فرانسوا هولاند» ووزير خارجيته «لوران فابيوس»، إضافة إلى عدد من رؤساء الشركات وأرباب العمل الفرنسيين.

تأتي زيارة ولي العهد السعودي إلى فرنسا في ظل تهديدات إرهابية متواصلة في العراق، بالإضافة إلى الأزمة السورية التي تلعب كل من السعودية وفرنسا دورا بارزا فيها، إضافة إلى وضع الأراضي الفلسطينية.

وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية (أ.ف.ب)، فإن الملفات الأمنية يبدو أنها ستكون في صلب المحادثات الثنائية، خاصة بعد التصريح الذي أدلى به الملك«عبدالله بن عبدالعزيز» السبت الماضي والذي حذر فيه أوروبا والولايات المتحدة من خطر الإرهاب المتراكم.

وكان الملك قد أكد خلال لقاء جمعه مع سفراء غربيين مقيمين في المملكة، أن الإرهاب يمكن أن يصل إلى أوروبا في غضون شهر واحد فقط وإلي أمريكا فى شهرين في حال لم يتم تعبئة كل الإمكانيات لمكافحته والقضاء عليه بشكل جذري.

توافق الرؤى

ويرى «محمد آل زلفاه»، العضو السابق في مجلس الشورى السعودي أن القضايا الأمنية ستأتي في مقدمة المحادثات بين الزعيمين خاصة مع الانسجام الكبير بينهما في الرؤى إزاء ملفات عديدة، كالملف السوري واللبناني وما يجري بالعراق، فضلا عن الملف النووي الإيراني.

وأضاف «آل زلفاه»  في حوار مع «فرانس24» إن «القيادات السعودية تفكر منذ سنوات، بالاعتماد على حلفاء غربيين آخرين، وليس على أمريكا فقط. وفرنسا مرشحة جدا أن تكون هذا الحليف الجديد والإستراتيجي للرياض، لأن نظرتها إزاء ما يحدث في الشرق الأوسط وفي إيران تتطابق تماما مع نظرة الرياض».

وفي الشأن السوري، أكد «آل زلفاه» أن باريس والرياض ترفضان رفضا قاطعا مشاركة الرئيس «الأسد» في محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»، وأن العاصمتين على قناعة بأن لب المشكلة هو النظام السوري بحد ذاته، لأنه هو الذي جلب الإرهاب إلى المنطقة بتصرفاته. على حد قوله.

 

الموقف من طهران

ومن المتوقع أن يكون الملف الإيراني حاضرا في المحادثات بين فرانسوا هولاند والأمير «سلمان بن عبدالعزيز»، خاصة وأن السعودية ثمنت كثيرا الموقف الفرنسي «الصارم» إزاء سياسة طهران، بحسب «آل زلفاه» الذي أكد أن باريس هي العاصمة الوحيدة التي لا تزال تشكل عقبة حقيقية ضد مشروع تخصيب اليورانيوم، بعدما أبدت واشنطن نوعا من المرونة إزاءه مقابل تعهد طهران بعدم تدخلها في الشؤون السورية واللبنانية.

وأكد «آل زلفاه» أن العلاقات بين السعودية وأمريكا «متوترة بعض الشيء هذه الأيام، لأن الرياض غير مقتنعة كثيرا بالدور الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، خاصة في لبنان وسوريا»، أي بعبارة أخرى واشنطن لا تضغط على إيران إلا لما هو في مصلحتها الخاصة وليس لمصلحة دول المنطقة، بما فيها السعودية.بحسب قوله.

كما أضاف أن السعودية ترى في إيران «العدو الرئيسي والخطير في المنطقة بسبب تدخلها في شؤون لبنان وسوريا. وهذا التصرف لم ولن تقبله فرنسا التي تسعى جاهدة إلى استتباب الوضع في لبنان وإنهاء الأزمة في سوريا برحيل الأسد. وهذه الرؤية تتطابق مع رؤية الرياض وتدافع عنها».

 

التسليح اللبناني

ولفتت الوكالة الفرنسية أن ملف تسليح الجيش اللبناني سيكون حاضرا في المحادثات الفرنسية السعودية.

وتكتسب قضية صفقة تسليح الجيش اللبناني بأهمية خاصة لدى المملكة التي تمول هذه الصفقة تحت مبرر مساعدة الجيش اللبناني على القضاء على الإرهاب الذي يهدد أمن لبنان وهذا يؤكد دور السعودية في الساحة اللبنانية كطرف رئيس في التجاذبات والتوترات الجارية.

يشار إلى أن السعودية قدمت هبة للجيش اللبناني بقيمة 3 مليارات دولار من  أجل شراء السلاح الفرنسي في ديسمبر/كانون الأول الماضي خلال زيارة الرئيس الفرنسي للسعودية.

 

تعاون عسكري قوي بين البلدين

وعلى المستوى الاقتصادي، تسعى فرنسا للفوز ببعض الصفقات العسكرية، ومنها الصفقة المتعلقة بإعادة تسليح القوات البحرية السعودية، وتزويد الجيش بمدرعات و«رادارات» من الجيل الجديد، وتسليح الحرس الوطني السعودي بإمكانيات عسكرية متطورة.

وتسعى فرنسا إلى رفع قيمة مبادلاتها التجارية مع السعودية، من خلال التوقيع على صفقات أخرى، مثل تزويد المملكة بالقطارات الفائقة السرعة (تي جي في) وبتكنولوجيات متطورة أخرى تمس مجال البيئة والطاقة النووية السلمية.

 

8 مليارات دولار قيمة التبادل التجاري

وتأتي زيارة الأمير «سلمان» إلى فرنسا بعد الزيارة التي قام بها الرئيس «فرانسوا هولاند» إلى السعودية في ديسمبر/كانون الأول 2013 الماضي، برفقة عدد كبير من الوزراء وعلى رأسهم وزير الدفاع «جان إيف لودريان» ومستثمرين ورؤوساء شركات. ومن بين النتائج التي أفضت إليها هذه الزيارة تكليف شركة «ألستوم» ببناء مترو الأنفاق في مدينة الرياض والتوقيع على صفقات تجارية مع الحرس الوطني السعودي والبحرية السعودية.

يُذكر أن المملكة السعودية هي الشريك الاقتصادي الأول لفرنسا في الشرق الأوسط، فقد بلغت التبادلات التجارية بين البلدين 8 مليارات دولار، من بينها 3 مليارات على شكل صادرات فرنسية إلى المملكة عام 2013.

المصدر | أ.ف.ب

  كلمات مفتاحية

ولي العهد السعودي يجتمع مع وزيري الخارجية والدفاع الفرنسيين

بيان مشترك سعودي - فرنسي بخصوص قضايا المنطقة

الأمير سلمان: السعودية تقدم الدعم والمساعدة للجمعيات الإسلامية في العالم

سياسية فرنسية تطالب بقطع العلاقات مع السعودية وقطر

السعودية تستضيف تمرينات «نمر3» العسكرية المشتركة مع القوات الفرنسية

الملك «سلمان» يستقبل وزير خارجية فرنسا

فرنسا والسعودية: اتفاق إيران يجب أن يضمن عدم زعزعة استقرار المنطقة

السعودية وفرنسا توقعان عقودا بقيمة 12 مليار دولار ودراسة جدوى لإقامة مفاعلين نووين

«مجتهد» يكشف تفاصيل وقيمة صفقة تطوير الأسطول الغربي للسعودية مع فرنسا

مصيف العائلة المالكة السعودية يثير جدلا في فرنسا

الملك «سلمان» يحجز فندقا كاملا في أنطاليا التركية بـ18 مليون دولار