تعاون عراقي فرنسي في مجالات الطاقة

الجمعة 27 مايو 2022 09:43 م

أكدت باريس وبغداد، الجمعة، نيتهما تعزيز التعاون في مجال الطاقة، في وقت يريد الأوروبيون الحد من شرائهم النفط والغاز الروسيين على خلفية الحرب في أوكرانيا.

وشددت فرنسا أيضا على "تمسكها بعراق مستقر" فيما لا يزال هدفا لـ"تدخلات أجنبية" مع عملية جديدة للجيش التركي في شمال هذا البلد تستهدف الأكراد، فضلا عن تنامي النفوذ السياسي لإيران المجاورة.

وخلال اجتماع في باريس، أكدت وزيرة الخارجية الفرنسية الجديدة "كاترين كولونا" ووزير النفط العراقي "إحسان إسماعيل" "أهمية تعزيز التعاون بين فرنسا والعراق في مختلف مجالات الطاقة".

ولفت الوزيران إلى "تداعيات العدوان الروسي ضد أوكرانيا على التوازن العالمي على صعيد الطاقة وإمدادات أوروبا"، وفق ما قالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية.

وصل الوزير العراقي إلى باريس، الأربعاء، في زيارة تستمر أربعة أيام، يسعى خلالها إلى استثمارات جديدة في أنشطة بلاده في مجال الطاقة.

ويملك العراق، وهو ثاني دولة في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، احتياطيات هائلة من النفط، لكن عقودا من الصراع والفساد والمنشآت المتداعية تقوض قطاع الطاقة. 

وقال "إسماعيل" لوكالة فرانس برس "لدينا صناعة نفطية ضخمة ونريد مزيدا من الأطراف الفاعلين ومزيدا من المنافسة".

وأكد الوزير أن "الطاقة الإنتاجية للعراق تبلغ 4.8 ملايين برميل يوميا وينتج ما بين 4.4 و4.5 ملايين برميل يوميا".

وأوضح أن "الهدف هو الوصول إلى 8 ملايين برميل بحلول نهاية عام 2027 وإلى 5 ملايين برميل بحلول عام 2025". 

وقال "نستخدم نحو مليون برميل ونصدر الباقي. في الوقت الحالي نصدر 3.4 ملايين برميل". 

أجرى "إسماعيل" خصوصا محادثات مع مسؤولين من جمعية أصحاب العمل الفرنسية "ميديف"، ومع الرئيس التنفيذي لمجموعة "توتال إنرجي" الفرنسية "باتريك بوياني".

وعبرت "كولونا" وضيفها عن عزم البلدين على "تمتين علاقتهما" بعد زيارتين قام بهما الرئيس "إيمانويل ماكرون" لبغداد في أغسطس/آب 2020 وأغسطس/آب 2021، بحسب المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية.

وأضافت "آن كلير لوجاندر" أن قنصلية عامة لفرنسا سيتم افتتاحها "قريبا" في الموصل التي تم عام 2017 تحريرها من تنظيم الدولة الاسلامية.

إعادة النظر في العقود

من جهته، تشاور "ماكرون" هاتفيا مع الرئيس السابق لإقليم كردستان العراق "مسعود بارزاني"، أحد أبرز الوجوه في أربيل والحزب الديموقراطي الكردستاني.

وقالت الرئاسة الفرنسية إنهما ناقشا "الوضع السياسي في العراق وكردستان العراق"، إضافة إلى "الوضع الأمني والتدخلات الأجنبية" في البلاد.

وقدم "ماكرون" تعازيه بعد مقتل طفلين الخميس بقصف صاروخي نسبه جهاز مكافحة الإرهاب في كردستان إلى متمردين أكراد أتراك.

وخلال زيارته لباريس، تطرق الوزير العراقي إلى الخلاف بين الأكراد العراقيين والحكومة المركزية في بغداد التي تطالب بأن تمر عبرها كامل صادرات النفط على الأراضي العراقية، وتريد أيضا إعادة النظر في العقود التي وقعتها سلطات إقليم كردستان في شكل أحادي.

وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، أعرب الوزير "إسماعيل" عن نية بغداد "تغيير" العقود السارية، مع "حفظ حقوق جميع الأطراف".

لكن إربيل ترفض هذا الأمر وترى أن من حقها استثمار النفط في أراضيها دون الرجوع إلى بغداد.

ولم تشأ شركة "توتال إنرجي" التعليق على لقاءات الوزير العراقي، علما أنها وقعت عقدا بقيمة 10 مليارات دولار في 2021 في العراق، معلنة عودتها إلى البلد الذي بدأت فيه أنشطتها في عشرينات القرن الماضي.  

ويشمل العقد الذي وقع في سبتمبر/أيلول بناء وحدات لاستخراج وتجميع ومعالجة الغاز في ثلاثة حقول مختلفة بهدف توليد الكهرباء. 

ويهدف أيضا إلى الحد من انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة من حرق الغازات المتسربة أثناء استخراج النفط الخام. 

كذلك ينص الاتفاق على إنشاء وحدة ذات سعة كبيرة لمعالجة مياه البحر بهدف زيادة قدرات ضخ المياه في الحقول جنوب العراق، دون زيادة استخراج المياه العذبة في البلاد التي تعاني شح المياه.

ويلحظ العقد أيضا بناء محطة لتوليد الطاقة الكهربائية من الشمس بقدرة 1 غيغاواط ستزود شبكة منطقة البصرة (جنوب). 

المصدر | أ ف ب

  كلمات مفتاحية

العراق فرنسا الطاقة

العراق يوقع اتفاقا "متعثرا" مع توتال الفرنسية لتنفيذ مشاريع نفطية

الجيش العراقي يعزز مدفعيته بأنواع متطورة من أمريكا وفرنسا.. ما السبب؟

شركات الأمن الفرنسية تبذل قصارى جهدها للعودة إلى العراق

قطر تجري محادثات لشراء حصة بمشاريع طاقة في العراق بـ27 مليار دولار

موقع: قطر تستعد لدخول قطاع الطاقة العراقي.. فرص ضخمة ومخاطر كبيرة