كشف موقع "إنتلجنس أونلاين" الاستخباري الفرنسي، أن هناك العديد من شركات الأمن الفرنسية التي تسعى بشتى السبل للعودة إلى العراق ومباشرة أعمالها هناك، وتتطلع إلى عقود إعادة الإعمار التي أعلنت عنها بغداد مؤخرا.

وأضاف الموقع أن تلك الشركات تسعى لاقتناص العقود المرتبطة بمشاريع البنية التحتية الكبيرة التي أعلنت عنها بغداد مؤخرا، وبعثت آمالاً كبيرة بين المتخصصين الأمنيين الفرنسيين، ولا سيما شركتي "GEOS" و"Amarante".

وبعد إعلان العراق نجاحه في طرد مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" من البلاد عام 2017، بعد سنوات من القتال ضد التنظيم، فإنه أعرب عن رغبته في تدشين العديد من مشاريع إعادة الإعمار عبر الاستعانة بخبرات شركات عالمية، لكن لم يتم بعد تحديد ماهية وشكل وآلية إعادة الإعمار هذه.

وأعرب "إنتلجنس أونلاين" عن اعتقاده بأن شركة الأمن الفرنسية "GEOS" برئاسة "ديدييه بوليلي"، تحاول أن توطد أقدامها في العراق، إذ تخطط الشركة عبر شركات تابعة لها لفتح مركز أعمال كبير لها في بغداد.

لكن "GEOS" ليست الشركة الأمنية الفرنسية الوحيدة التي تأمل في جني الفرص في الدولة الشرق أوسطية، حيث إن منافستها "Amarante International"، برئاسة "ألكسندر هولاندر" لديها طموحات مماثلة.

ووفق "إنتلجنس أونلاين"، من المحتمل أن تجد الشركتان نفسيهما تتنافسان على عدة عقود أمنية لشركات فرنسية في بغداد، وستكون هذه المشاريع مرتبطة بشكل أساسي بالمشاريع الكبيرة لشركة "توتال إنيرجي" في العراق وموقع بناء مترو بغداد المستقبلي.

وتأتي هذه المنافسة "على الرغم من أن هذه المشاريع قد لا تنطلق قريبًا لأنها تبدو متعثرة بسبب المفاوضات السياسية في بغداد، حيث من غير المتوقع تشكيل حكومة قبل يونيو/ حزيران المقبل".

وتعمل "GEOS" بالفعل في العراق مع السفارة الفرنسية والتحالف المسؤول عن إعادة تأهيل مطار الموصل (شمال)، منذ عام 2019.

ومنذ عام 2017، كانت شركة "Amarante" المنافسة لـ"GEOS" مع شريكها "GardaWorld" مسؤولة عن حماية البعثة الاستشارية للاتحاد الأوروبي في العراق، والمكلفة بتعزيز قدرات الأمن الداخلي للنظام العراقي.

كما أعربت الشركة عن اهتمامها بعقد حماية وفد الاتحاد الأوروبي في أربيل والذي لم يتم منحه بعد.

شركة فرنسية أخرى أقل شهرة في العراق هي "AICS Protection"، برئاسة "كريستوف بونامي"، الذي زار العراق مؤخرًا. وتقوم الشركة بحماية مجموعات الدفاع والبناء إلى جانب شريكها المحلي "الساجر لخدمات الأمن" برئاسة "سعد عبادي"، وفق الموقع الفرنسي.

وقامت الشركة، على سبيل المثال، بتأمين معرض الدفاع العراقي الذي أقيم في الفترة من 2 إلى 5 مارس/آذار في بغداد.

وهناك شركات فرنسية أخرى كانت لها أعمال في العراق، مثل شركة "Anticip" بإدارة "ريتشارد ترزان"، والتي وفرت ذات مرة الحماية للسفارة الفرنسية.

ومطلع العام الجاري، كشف قائد القوات البرية العراقية، الفريق الركن "قاسم المحمدي"، عن عقود جديدة للتسليح تهدف إلى تعزيز قدرة القوات في مواجهة التحديات المختلفة.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن "المحمدي" قوله؛ آنذاك، إن العراق بصدد استيراد طائرات مسيرة ومدفعية متطورة من فرنسا لدعم صفوف القوات البرية التي تشكل أكثر من 72% من تعداد القوات العراقية.