نتنياهو يقتحم حائط البراق وسجود ملحمي للمستوطنين بالأقصى للمرة الأولى

الأحد 29 مايو 2022 12:58 م

اقتحم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق "بنيامين نتنياهو"، الأحد، حائط البراق، بالتزامن مع اقتحام ألفي مستوطن للمسجد الأقصى، وأدوا رقصات علنية في باحاته، وما يسمونه بـ"السجود الملحمي" للمرة الأولى داخل الحرم القدسي، وذلك قبل سويعات من الموعد المقرر لبدء مسيرة الأعلام.

وأدان الأردن هذه الاقتحامات، وحذر من تفاقم الأوضاع في ضوء السماح بما سماها "المسيرة الاستفزازية" للمستوطنين في البلدة القديمة من القدس المحتلة، في حين دعت الرئاسة الفلسطينية المجتمع الدولي لمحاسبة إسرائيل.

ونشر "نتنياهو"، تغريدة جديدة له على حسابه الرسمي على "تويتر"، ظهر من خلالها وقوفه أمام حائط البراق وكتب عليها "حائط المبكى إسرائيليا"، رافعا العلم الإسرائيلي.

وأكد "نتيناهو" أنه يحتفل بيوم توحيد مدينة القدس، وأن إسرائيل تحتفل بهذا اليوم سنويا.

كما ظهر "نتنياهو"، في مقطع فيديو، وهو يتجول عند الحائط، محاطًا بعشرات الإسرائيليين الذين يحملون أعلام الاحتلال وتناوبوا مصافحته والتقاط الصور معه.

وحائط البراق هو الجدار الغربي للمسجد الأقصى بالقدس، ويُعدّ جزءًا من سور المسجد، ويجاوره مباشرة بابه المسمى باب المغاربة.

وبالتزامن، جددت مجموعات من المستوطنين، ظهر الأحد، اقتحامها للمسجد الأقصى المبارك، وسط حماية مشددة من قوات الاحتلال.

وتعتبر هذه الفترة الثانية من الاقتحامات، والتي تحددها شرطة الاحتلال ضمن ما يعرف بـ"التقسيم الزماني والمكاني" للمسجد الأقصى.

وتزامن ذلك مع اعتقال قوات الاحتلال للمرابطة "منتهى أمارة"، ابنة شقيقة الشيخ "رائد صلاح" لدى خروجها من المسجد الأقصى.

وذكر موقع "واللا" العبري، أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت 21 فلسطينيًا من القدس منذ الصباح.

وشارك نحو ألفي مستوطن، صباح اليوم في الفترة الأولى باقتحام المسجد الأقصى المبارك، وسط حماية مشددة من شرطة الاحتلال.

وفي خطوة استفزازية وتصعيدية وصفها مراقبون بالخطيرة، رفع مستوطنون الأعلام الإسرائيلية داخل المسجد الأقصى ومحيطه، وأدوا رقصات علنية في باحاته، دون أي تدخل من شرطة الاحتلال.

وأظهرت لقطات المستوطنين وهم يتراقصون ويستفزون المقدسيين في منطقة باب السلسلة بالقدس المحتلة، وأيضًا أمام باب القطانين أحد أبواب المسجد الأقصى.

وأدى المستوطنون للمرة الأولى ما يسمّونه "السجود الملحمي" في باحات المسجد الأقصى، وتلقوا شروحًا عن "الهيكل المزعوم"، خاصة في المنطقة الشرقية وقبالة مصلى باب الرحمة وقبة الصخرة وأمام باب القطانين أحد أبواب الأقصى، وتصدى المرابطون لهذه الاقتحامات بالتكبيرات والهتافات.

يأتي ذلك بينما اقتحم مئات المستوطنين البلدة القديمة بالقدس المحتلة، ونظموا مسيرة استفزازية في شوارع البلدة وتوجهوا إلى منطقة باب العامود ملوّحين بأعلام دولة الاحتلال وسط انتشار مكثف لجنود الاحتلال في المنطقة.

ونظم المستوطنون تجمعًا استفزازيًّا في منطقة باب العامود ورددوا هتافات عنصرية بحماية شرطة الاحتلال التي اعتقلت شابًّا من شارع الواد بالبلدة القديمة عقب الاعتداء عليه بوحشية.

وقالت جمعية الهلال الأحمر في القدس إن مستوطنين اعتدوا على طاقم إسعاف تابع لها في البلدة القديمة خلال محاولتهم الوصول إلى مصاب في حي الواد.

وأضافت أن طواقمها تعاملت مع 3 إصابات نتيجة الاعتداء بالضرب من المستوطنين.

وكانت شرطة الاحتلال قد نصبت، منذ ساعات الصباح، حواجز عسكرية عند أبواب القدس القديمة وسط إجراءات تفتيش وتدقيق في هويات المواطنين المارين من منطقة باب العامود، كما نصبت حواجز عسكرية داخل أسواق البلدة وعلى الطرقات المؤدية إلى المسجد الأقصى.

وتسبق هذه الاقتحامات والاستفزازات انطلاق "مسيرة الأعلام" التهويدية، التي يعتزم المستوطنون تنظيمها في ذكرى احتلال مدينة القدس.

من جانبه، ندد الأردن بسماح السلطات الإسرائيلية باقتحامات المتطرفين وتصرفاتهم الاستفزازية، وقالت إنها تُعد انتهاكا للوضع التاريخي والقانوني القائم، وللقانون الدولي.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية "هيثم أبوالفول"، إن الحرم القدسي الشريف بكامل مساحته (144 دونما) هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وإن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة شؤون الحرم وتنظيم الدخول إليه.

وطالب الناطق الرسمي باسم الوزارة الأردنية، إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بالكف عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك، واحترام حرمته.

وشدد على ضرورة وقف جميع الإجراءات التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم، واحترام سلطة إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك.

كما أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، اقتحامات المستوطنين، وفي مقدمتهم حاخامات ورموز مدارس دينية يهودية للمسجد الأقصى.

كما استنكرت في بيان إقدام المقتحمين على أداء صلوات تلمودية أثناء سيرهم في باحات الأقصى أمام القوات الإسرائيلية التي تحميهم من دون أن تحرك ساكنا.

وحمّلت الخارجية الفلسطينية، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن هذه الاقتحامات ونتائجها، وتداعياتها على المنطقة، وطالبت المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية بتحمل مسؤولياتهما تجاه القدس ومقدساتها.

من جهتها، قالت الرئاسة الفلسطينية إن إسرائيل "تستهتر بالمجتمع الدولي ولا يمكننا قبول تدنيس المقدسات".

وقال المتحدث باسم الرئاسة "نبيل أبوردينة"، إن كافة إجراءات الاحتلال في القدس المحتلة تتناقض مع قرارات مجلس الأمن التي تعتبر القدس ضمن الأراضي المحتلة عام 67.

وشدد "أبوردينة"، على أن طريق الأمن والسلام في المنطقة يمر من خلال تلبية حقوق الشعب الفلسطيني، وأن المقدسات الإسلامية والمسيحية خط أحمر، لا يمكن أبدا قبول تدنيسها.

من جانبها، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إن اقتحام المستوطنين المتطرفين المسجد الأقصى تجاوز خطير سيدفع الاحتلال الإسرائيلي ثمنه مهما بلغت التضحيات.

وأكدت الجبهة جهوزيتها للدفاع عن المقدسات والشعب الفلسطيني بكل الطرق والوسائل.

وأشادت ببسالة المحتشدين في شوارع مدينة القدس والمسجد الأقصى الذين يتصدون لاستفزازات المستوطنين، كما دعت إلى تصعيد المواجهة الشاملة مع الاحتلال بتفجير الغضب الفلسطيني والعربي في وجه الاحتلال.

وسنويًّا، ينظم يهود ومستوطنون "مسيرة الأعلام" بالقدس، في 29 مايو/أيار، لإحياء ما يسمونه يوم "توحيد القدس"، وهو ذكرى ضمّ الاحتلال الجزء الشرقي من المدينة في يونيو/حزيران 1967.

وقبل عام، اندلعت مواجهة عسكرية هي الأعنف بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في قطاع غزة، على أثر توتر أعقب اقتحام يهود، بينهم مستوطنون، لباحات المسجد الأقصى تتمّ عادة في أوقات محدّدة وضمن شروط.

وفي 11 يومًا، استشهد 260 فلسطينيًا، بينهم 66 طفلًا، في القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي على قطاع غزة، وقتل 14 إسرائيليًا.

المصدر | الخليج االجديد

  كلمات مفتاحية

حكومة بينيت ترفض قرار محكمة إسرائيلية يسمح بصلاة اليهود في الأقصى

علماء المسلمين يندد باقتحامات الأقصى ويطالب الأمة بالدفاع عنه

غضب فلسطيني بعد عقد الحكومة الإسرائيلية اجتماعا تحت حائط البراق