الاندبندنت: دراسة سعودية تخاطر بإحداث انشقاقات بين المسلمين وتهيء لنقل قبر الرسول

الثلاثاء 2 سبتمبر 2014 06:09 ص

نشرت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية، في عددها الصادر أمس الإثنين، تحقيقاً حصرياً لـ«أندرو جونسون» بعنوان «السعودية تخاطر بإحداث انشقاقات بين المسلمين وتهيء لنقل قبر الرسول»، وذلك في ظل مخططات توسعة وتجديد الأماكن المقدسة بالمدينة المنورة.

وقال «جونسون» إن قبر النبي محمد «صلى الله عليه وسلم» قد يتم هدمه ونقل رفاته إلى مكان غير معلوم بعد، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى إحداث فتنة في العالم الإسلامي، بحسب تعبيره.

وأضاف الكاتب أن هذا الاقتراح الجدلي يعتبر جزءاً من دراسة لملف أعده أكاديمي سعودي، وتم توزيعها على المسؤولين في المسجد النبوي بالمدينة المنورة الذي يضم قبر النبي محمد عليه السلام تحت القبة الخضراء، المعروفة بالروضة الشريفة، ثاني أقدس الأماكن الإسلامية في العالم بعد الكعبة الشريفة، ويقصدها الملايين من المسلمين طوال العام.

ووضح «جونسون» أن الدعوة إلى تدمير الحجرات المحيطة بقبر الرسول من شأنها أن تثير بلبلة في العالم الاسلامي، فضلاً عن أن نقل قبر النبي قد يؤدي إلى فتنة لا مفر منها بين المسلمين وبعضهم، والمسؤولين عن ذلك المخطط.

ولفت التقرير الذي جاء بحسب «الإندبندنت» في 61 صفحة، على نقل قبر الرسول إلى البقيع حيث سيدفن فيها من دون أي تحديد لقبره. فيما أوضح «جونسون» أنه ما من أي دليل حتى الآن يثبت أنه تم اتخاذ قرار حول هذا الموضوع.

وكانت دراسة سعودية قد طالبت بنقل وإخراج وعزل قبر النبي محمد عليه الصلاة والسلام وحجراته من حرم المسجد النبوي الشريف، معتبرة أنها اتخذت «ذريعة عند المخالفين لبناء المساجد على القبور والأضرحة، وفصلها بجدار يصل ما بين شرقي الحجرة مع شمالها إلى ما يسمى (دكة أهل الصفة) حتى تكون الحجرة خارج المسجد الذي يصلى فيه».

وتناولت الدراسة التي أعدها عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام «محمد بن سعود» الإسلامية في الرياض، الدكتور «على بن عبدالعزيز الشبل»، وذلك تحت عنوان «عمارة مسجد النبي عليه السلام ودخول الحجرات فيه .. دراسة عقدية»، تاريخ عمارة المسجد النبوي بدءًا من عمارة «الوليد بن عبدالملك الخليفة الأموي» في آخر المئة الأولى الهجرية وما بعدها .

وأوصى «الشبل» في الدراسة بهدم الجدار القبلي «العثماني المجيدي» وتوسيع مقدمة المسجد إلى الجنوب، طمس الأبيات الشعرية من قصائد المدح المكتوبة في محيط الحجرة وعلى الاسطوانات وعدم تجديدها بالرخام الحديث حماية للتوحيد، ودرءًا للشرك والتوسل والاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم في مقبرة، بجانب طمس أسماء الصحابة والأئمة الإثنى عشر من الحصوتين دفعا للمفاسد المترتبة على وجودها، وعدم تجديد طلاء القبة الخضراء وإزالة النحاس الذي عليها كحد أدنى.

كما أوضح أن الدراسة جاءت  لهذه العمارة وما بعدها من العمارات على مدى التاريخ، مُشددًا على المآخذ العقدية التي قامت بإدخال حجرات أمهات المؤمنين إلى المسجد ومنها حجرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، المشتملة على قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وكذا المبالغة في تشييد بناء المسجد وزخرفته مشابهة لأهل الكتاب، مؤكدا أن موقف التابعين من عمارة الوليد كان النكارة وعدم الرضا بهذا الصنيع .

واختتم الباحث توصياته بالمطالبة بتشكيل لجنة متخصصة من أهل العلم المعروفين بسلامة المعتقد وصدق التوحيد، لدراسة حاجة المسجد النبوي الشريف وتتبع ما فيه من البدع المحدثات ذات الخطر على الدين والعقيدة، ومتابعة منفذ مشروع توسعة خادم الحرمين في تجديداته داخل المسجد المجيدي وفي التوسعة الجديدة.

وبحسب صحيفة «مكة» السعودية، التي نشرت الدراسة أيضًا، فقد رفض المهندس «عبدالحق العتيبي»، الباحث في تاريخ المدينة المنورة والخبير في العمارة الإسلامية، ما انتهت إليه الدراسة، معتبرًا أن توصيات الباحث «مطالبة غير منطقية».

المصدر | الاندبندنت + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية المسجد النبوي توسعة الحرم

علماء من الأزهر يحذرون: نقل قبر الرسول فتنة

السعودية: نقل قبر الرسول دراسة باحث وليس قرارا حكوميا

أكثر من 13 مليون ريال لتسوير وصيانة مقابر مكة المكرمة