استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

المذعور وخطاب الفشل المتهافت

الجمعة 25 ديسمبر 2015 02:12 ص

كعادته، وعادة المستبدين، استخدم المنقلب خطاب التبرير والتمرير والتغرير والتزوير، لكنه، هذه المرة، لف خطابه لهجة الفشل الواضح والذعر الفاضح. واستخدم كل ميكانزمات الدفاع عن ذاته، وعن فعله، وكأنه المحاصر المطارد بأسئلة الناس، فهو تارة يحيل فشله على فترة المخلوع، مؤكداً أنه هو اللي خرب البلد، وتارة يتحدث عن الدين منتقداً، وأخرى يتحدث عن الداعين إلى ثورة عليه بأنهم سيخربون البلد التي، حسب رأيه، خرّبها مبارك المخلوع، وأتت الثورة لتكمل خرابها، وهو كذلك لا يمكن أن ينسى «الإخوان» من نفحاته الاتهامية، فقد أجهزوا على البقية، ليفاقموا خرابها. 

ونسي غراب البين أنه أول علامات خرابها، وأنه الراعي الحصري لتخريبها، وأنه هدم بنيان الإنسان، قبل أن ينقض مادة العمران، وادعى أنه أتى لإنقاذ الوطن وأهله، فقتل من قتل واعتقل من اعتقل واختطف من أراد، وعذب وقتل تحت التعذيب، وطارد، ومن قبل قتل وحرق وخنق، ومارس كل أنواع بطشه وقمعه، من غير اكتراث. مات من مات، وسجن في سجونه من سجن.

يتباهى، على الرغم من أزمة اقتصادية طاحنة، بأنه بنى سجوناً جديدة، ليقوّض بقايا الإنسان وكل قدرات العمران، وموّل من خزينة الدولة فاتورة ظلمه وطغيانه، فجعل، في الحقيقة، ظلمه على نفقة الدولة. 

ومع ذلك، فإنه يتبجح بخطابه التافه والمتهافت، يمارس الكذب الممنهج ويتحرّاه، يمارس تبرير كل ما ارتكبه من قبائح وفظائع، ويقلب الأوصاف، فيزين سوء عمله، ويجعل من ظلمه وقتله واعتقاله عشرات الآلاف إنقاذاً، واستباحة الأرواح، إبقاء على الآخرين، ويحول تمرير كل مؤشرات فشله الفادح والفاضح، والتغرير على طريقة خطاب نور عنينا، والتزوير العلني للحقائق الواضحة القاطعة، اعتقادا منه أنه، بهذه الممارسات، يمكنه أن يبقى على كرسي سلطانه الفاشل الفاسد الفاشي. 

في إحالةٍ مريبة من المنقلب إلى فشله الذريع المريع في كل الملفات، وفي حديث للمثقفين والأدباء المجموعين بأمره، السامعين لكلامه، بتحميل المخلوع حسني مبارك، وزر ما وصلت إليه البلاد، وليس أهل الشر كما اعتاد أن يفعل، أو حروب الجيل الرابع، أو حتى سلم الديمقراطية بيد المعزول محمد مرسي و«الإخوان»واستباقاً لذكرى 25 يناير، و«محاولة أخرى للضحك على الذقون»، حسب قول أحدهم، بأنه، أي السيسي، ليس إلا امتداداً لحكم مبارك الذي ثار عليه المصريون. 

قال المنقلب متهماً: «منه لله مبارك، خرّب البلد وكل المجالات، ترك لنا فيها مشاكل كثيرة»«الرئيس الأسبق حسني مبارك خرّب مصر على مدى 30 سنة، والنتيجة أننا نحتاج 30 سنة أخرى، لإصلاح ما خرّبه مبارك». أحال إلى خراب سابقه، وتناسى تخريبه المتعمد المفضوح والمكثف الذي طاول كل الملفات التي تهم عموم الناس، إنها محاولة لتمرير فشله، وتبرئة ذاته من المسؤولية والمساءلة. 

وادعى تغريراً وتزويراً استعداده لترك الحكم، لكن «خوفه على البلد والمنطقة التي ستقع، وتدخل في حروب خمسين سنة، يجعله يتمسك بالحكم»، حسب زعمه. وعلق أحد الناشطين: «السيسي نسي الأربعين سنة، التي طالب المصريين أن ينسوا مصر فيها، لو نزل الجيش الشارع، وذلك، حسب تصريحاته، إبان فترة حكم الرئيس المنقلب عليه محمد مرسي».

ادّعاء يقوم على عملية التغرير بالناس، فما هذا الخوف على البلد والمنطقة، وهو يقتل ويعتقل ويطارد. وماذا عن تصريحاته المتناقضة. إن أول من يهدم منطق السيسي المنقلب هو نفسه ومن كلامه، الذي يتغافل عنه أو يتناساه. ارحل يا هذا، فأنت أهم أسباب تراجع هذا البلد، ومصدر لنكباته ونكساته، فلم تحترف إلا الغدر، ومتوالية من الفشل. 

لجأ المنقلب إلى إثارة المخاوف واستثارتها حول المخاطر التي قد تواجهها مصر، في حال غيابه أو الثورة عليه، ضمن ميكانيزمات تبرير الفشل، وسياساته المفضوحة، في ابتزازٍ معهودٍ بين السياسيين، لجلب التأييد والدعم، خصوصاً في أوساط الدعاة والمؤسسة الدينية التي شاركها الاحتفال بذكرى المولد النبوي، فحذّر من انهيار الدولة المصرية، وكان لسياساته أبلغ الأثر في حالة الانهيار التي تعيشها البلاد، وسوء حال المواطنين والعباد.

حذّر من ذلك الانهيار، في حال قامت ثورة شعبية، موجهاً رسائل في احتفال وزارة الأوقاف بالمولد النبوي، في قاعة مؤتمرات الأزهر، قائلاً «لماذا تطالب مجموعة بثورة جديدة في 25 يناير؟، هل تريدون أن تضيّعوا هذا البلد، وتدمروا الناس والعباد، وأنتم لستم بحاجة لأن تنزلوا؟»

الثورة، كما يراها عمليه تدمير وتضييع، ومقلوب الكلام ديدنه، ولم لا، وهو المنقلب على كل شيء، ويأتي حديثه عن الثورات ودورها في تخريب المجتمعات، وسط دعواتٍ إلى إسقاط الانقلاب العسكري في ذكرى ثورة «25 يناير»، ليعيد سيناريو المخلوع مبارك الذي لجأ إلى الاستراتيجية نفسها في تخويف المصريين من إسقاطه، في مقولته المشهورة «أنا أو الفوضى»، فهو يستخدم أساليب نظام مبارك، ثم يلعنه، بل هو أدنى من هذا النظام، وأكثر انحطاطاً في سياساته، بل هو في الممارسات تحت خط الانحطاط. 

كلام المنقلب تهوين وإغفال ما فعل في انقلابه «لو عايزيني أمشي همشي، من غير ما تنزلوا، بشرط إنكم تكونوا كلكم عايزين كدا، مش تيجي مجموعة توجه الدعوات نفسها في مناسبة الأعياد التي نحتفل بها». أقولها لك بملء الفيه، ارحل. الثورة ستستمر، ولن تقف عندك، أو من أجلك. لقد قمت بكل عملٍ يستدعي ثورة عليك، وعلى سياساتك. وتابع: «انظروا حولكم إلى دول قريبة منّا لا أحب أن أذكر اسمها، إنها تعاني منذ 30 عاماً، ولا تستطيع أن ترجع، والدول التي تدمر لا تعود»، التهديد بالخطر وصناعة المخاوف لتسويق الفشل، «خطاب يدل على وجود أزمة .. خطاب أزمة وعجزه عن حلها»، قالها أحد خُدامه في جوقة إعلامه. 

«مبارك خرب البلد»، «مصر زي العربية السيات»، «أنا ربنا اختارني لمصر»، «لو الشعب كله عاوزني أمشي همشي، من غير ما تنزلوا في ذكرى الثورة»، «عاملت الإخوان بما يرضي الله»، «مصر تحتاج إلى ثلاثين سنة أخرى، لإصلاح أحوالها». تصريحات أدلى بها المنقلب، لا تعدو عن كونها مضحكة، لا أصل لها من رجلٍ اعتدنا على أكاذيبه وغدراته ومساخره القولية والفعلية!

تصريحات المذعور في تبرير الفشل، وتمرير القمع وتزوير الحقائق وقلبها والتغرير بالناس ومحاولة التلاعب بهم، لو أحسنت، وليس لك بقبح فعلك نصيب من الإحسان أن تصمت، وتحزم أمرك وترحل.

  كلمات مفتاحية

مصر السيسي الانقلاب حكم العسكر القمع الظلم الإرهاب الاستبداد الإخوان

على «السيسي» أن يرحل قبل فوات الأوان

فشل «السيسي» وحديث المؤامرة

مصر في عهد السيسي .. قمع بلا حدود

نظام السيسي في حالة إنكار

رغم انحسار شعبيته .. «السيسي» يتمدد!

”قارب السيسي“ .. إلى أين ؟!