واشنطن بوست: مسح يظهر عدم حماسة أمريكيين لزيارة بايدن إلى الشرق الأوسط

الجمعة 8 يوليو 2022 07:02 ص

أظهر مسح أجراه البروفيسور في جامعة ميريلاند الباحث في معهد "بروكينجز"، "شيبلي تلهامي"، حماسة قليلة لدى أمريكيين من رحلة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" للشرق الأوسط.

وذكر تحليل نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن "بايدن" "يخاطر بإثارة غضب العديد من الأمريكيين" بالمضي في رحلته رفيعة المستوى، التي يعتزم إجراءها إلى إسرائيل والضفة الغربية والسعودية منتصف يوليو/تموز الجاري.

كما أشار التحليل الذي أجراه "تلهامي"، إلى أن زيارة "بايدن" المخططة لإسرائيل والضفة الغربية "قد تصب في صالح المنتقدين" أيضا "الذين اتهموا الولايات المتحدة بعدم الضغط بما يكفي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ عقود لأراض فلسطينية، وفي الوقت نفسه حشد جهود كبيرة من أجل مواجهة الاحتلال الروسي لأجزاء من أوكرانيا".

وتأتي زيارة "بايدن" إلى السعودية الغنية بالنفط في الوقت الذي أدت الحرب الروسية في أوكرانيا إلى اضطراب أسعار الطاقة، ما أدى إلى تكهنات بأن النفط هو السبب الحقيقي لزيارته.

لكن "بايدن" رفض ذلك قائلا إن الهدف الحقيقي هو القمة الأوسع للزعماء العرب في السعودية، وهو اجتماع يرى أنه يعزز مصالح الأمن القومي لإسرائيل. 

وفي الأسبوع الماضي، أشار "بايدن" إلى أن القادة الإسرائيليين ضغطوا عليه للحضور، ورجحت الصحفية أنهم ربما يريدون مساعدته في تحقيق السلام مع الرياض. 

وذكر التحليل أنه من الممكن أن الرئيس الأمريكي يحاول كبح الآمال بأن زيارته قد تفضي إلى خفض أسعار الوقود في الولايات المتحدة، إلا أن تركيز "بايدن" على أن إسرائيل تعد محور رحلته "يدعو للفضول، وربما على توقع متفائل بأن تساعد هذه الرحلة في حصوله على دعم شعبي".

 

ما رأي الأمريكيين برحلة "بايدن"؟ 

وذكر "تلهامي" في تحليله بـ"واشنطن بوست" أنه أجرى مسح رأي "للقضايا الحساسة" بجامعة ميريلاند بمساعدة البروفيسورة "ستيلا راوس"، في الفترة ما بين 22 إلى 28 يونيو/حزيران الماضي، ضمت مجموعة من 2208 بالغين في الولايات المتحدة، وبهامش خطأ يبلغ 2.09%. 

وذكر أنهم قسموا المجموعة إلى 3 عينات وسألوا المشاركين فيما لو كانوا يؤيدون أو يعارضون رحلة "بايدن" أو لم تكن لديهم آراء بما يخصها، إلا أن الفرق بين المجموعات الثلاث تمثل بتوفير مقدمة مختلفة سبقت الأسئلة المطروحة. 

وفي المجموعة الأولى قدم الباحثون مقدمة مقتضبة عن الزيارة: "كما سمعت، يخطط الرئيس بايدن لزيارة رفيعة المستوى إلى منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك إسرائيل والمملكة العربية السعودية".

وفي الثانية، سلط الباحثون الضوء على رسالة "بايدن" حول مساعدة إسرائيل: "كما سمعت، يخطط الرئيس بايدن لزيارة رفيعة المستوى إلى منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك إسرائيل والمملكة العربية السعودية. في شرح زيارته للسعودية، قال الرئيس بايدن: إنه اجتماع أكبر يحدث في المملكة العربية السعودية. هذا هو سبب ذهابي. ويتعلق الأمر بالأمن القومي لهم، أي للإسرائيليين".

أما في الثالثة أبرز الباحثون ما قاله "بايدن" عن السعودية: "كما سمعت، يخطط الرئيس بايدن لزيارة رفيعة المستوى إلى منطقة الشرق الأوسط  بما في ذلك إلى إسرائيل وكذلك إلى المملكة العربية السعودية ، وهي دولة مهمة سوق الطاقة العالمي، لكنها أيضا التي تعهد بايدن بجعلهم، في الواقع، منبوذين كما هم عليه".

وقال "تلهامي" إنه، وفي الروايات جميعها، لم يكن هناك أي ذكر للفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي، أو لمقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي".

نتيجة المسح؟ 

ويشير "تلهامي" إلى أنه وبصرف النظر عن الطرق التي قدمت بها الأسئلة، أظهر المستجوبون حماسة قليلة من رحلة "بايدن" للشرق الأوسط، إذ وافق أقل من ربعهم على الرحلة بشكل عام، وبالنسبة للعينة التي تلقت المقدمة المحايدة، وافق حوالي 24% منهم على الرحلة بينما رفضها 25%.

وفي المجموعة الثانية التي تتضمن ذكر إسرائيل، وافق حوالي 25% على الرحلة، وعارضها 31%، أما المجموعة الثالثة التي تشمل التركيز على السعودية والنفط، أيد حوالي 23% منهم الرحلة، فيما عارضها 33%. 

ونوه "تلهامي" إلى أن ذكر إسرائيل زاد من رفض المستجوبين للرحلة من حوالي 25%، بالنسبة للمقدمة المحايدة، إلى 31% المجموعة التي ذكرت فيها. 

ويضيف "تلهامي": "كما كان متوقعا، فإن الجمهوريين من المستجوبين كانوا أكثر رفضا للرحلة من الديمقراطيين، إلا أن الرفض الجمهوري للرحلة كان أعلى في المقدمة التي ركزت على السعودية، ليبلغ قرابة 54%، مقارنة برفض المقدمة المحايدة بين الجمهوريين والتي بلغ حوالي 41%". 

وأتى الرفض الديمقراطيين في أعلى مستوى لدى ذكر إسرائيل ويصل إلى 17%، مقارنة بـ10% في العينة المحايدة. 

وقال "تلهامي" إنه وعلى الرغم من قلق الرأي العام الأمريكي بشأن ارتفاع أسعار النفط، يبدو أن الأمريكيين قلقون أيضا بشأن سجل حقوق الإنسان في السعودية، مرجحا أن هذا هو السبب في أن ذكر المملكة أدى إلى ارتفاع نسبة الرافضين، حيث تضمن هذا الخيار إشارة إلى تصريح "النبذ" الخاص بـ"بايدن"، ولكن دون تفصيل. 

وذكر أنه "مهما كانت نية بايدن في الإعلان عن أن رحلته تهدف إلى تعزيز الأمن الإسرائيلي، فلا يبدو أن ذلك يساعده على الترويج لرحلته. بل في الواقع، قد يضره في دائرته الانتخابية الديمقراطية"، حسب الصحيفة الأمريكية.

المصدر | الخليج الجديد + الحرة

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة جو بايدن إسرائيل السعودية الشرق الأوسط واشنطن بوست

هل تشهد زيارة بايدن إعلانا عن تطبيع السعودية مع إسرائيل؟

معضلة بايدن: ماذا لو التُقطت له صورة مع ولي العهد السعودي؟

فورين بوليسي: واشنطن زرعت جذور الحرب الأخيرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين قبل 3 عقود