معضلة بايدن: ماذا لو التُقطت له صورة مع ولي العهد السعودي؟

الاثنين 11 يوليو 2022 01:38 م

تمثل زيارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" للسعودية هذا الأسبوع تحديا دبلوماسيا يأتي بسؤال لوجيستي شائك: هل تُلتقط له صورة وهو مجتمع مع، أو حتى وهو يصافح، ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"؟

وعادة ما تكون زيارات الرئاسة الأمريكية، حتى لأقرب الحلفاء، مصممة بعناية، وتستوجب تحضيرات تستغرق أسابيع تتعلق بترتيبات الجلوس وأماكن الكاميرات، وكيف يخطط المسؤولون لدخول القاعات وترتيب أو تجنب المصافحة.

وسيجتمع "بايدن"، الذي وصف الحكومة السعودية بأنها "منبوذة" بسبب دورها عام 2018 في اغتيال "جمال خاشقجي" الصحفي بصحيفة "واشنطن بوست"، على مضض مع ولي العهد السعودي الذي تعتقد المخابرات الأمريكية أنه كان وراء عملية القتل.

لكن الخبراء السياسيين يقولون إن البيت الأبيض يتفهم أن الصورة، وربما للزعيمين وهما يتصافحان، قد تكون حتمية وضرورية؛ إذ تسعى واشنطن لإعادة تشكيل علاقاتها مع المملكة الغنية بالنفط ومع ولي العهد الشاب، الذي سيحكم المملكة لسنوات قادمة.

وقال المسؤول السابق بوزارة الخارجية ونائب رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "جون بي. ألترمان": "أعتقد أن توقعات البيت الأبيض هي أنهما سيكونان في نفس القاعة. لن يكونا بعيدين عن بعضهما. وفي لحظة معينة من المرجح أن يتقدم ولي العهد ويمد يده للمصافحة وستُلتقط صورة".

وعندما يحدث ذلك من المؤكد أن يتعرض "بايدن" لانتقادات من الجمهوريين، الذين يقولون إن الرئيس يخطب ود حليف مشكوك فيه لزيادة إنتاج النفط على حساب المنتجين المحليين، وحتى من داخل حزبه الديمقراطي الذي حثه على تأجيل أي لقاء مع ولي العهد بسبب سجل حقوق الإنسان.

ولم يكشف المسؤولون السعوديون عما إذا كان الأمير "بن سلمان" أو العاهل السعودي الملك "سلمان بن عبدالعزيز" سيكون في استقبال "بايدن" عندما يصل إلى جدة. ولم تتضح تفاصيل أخرى مثل هل ستكون هناك مأدبة عشاء.

حقوق الإنسان حاضرة

لم يرد البيت الأبيض على سؤال عن تفاصيل التصميمات البصرية للرحلة.

لكن "بايدن" كتب في مقال رأي بصحيفة "واشنطن بوست"، السبت، يقول: "أعلم أن هناك الكثيرين الذين يعارضون قراري السفر إلى السعودية. آرائي بشأن حقوق الإنسان واضحة وثابتة منذ زمن بعيد والحريات الأساسية دائما ما تكون على جدول الأعمال عندما أسافر للخارج".

وأضاف أنه كرئيس مهمته هي الإبقاء على الولايات المتحدة قوية وآمنة، ووضع البلاد في أفضل مكان يجعلها تتفوق في المنافسة مع الصين، ومواجهة العدوان الروسي، والعمل على تحقيق أكبر استقرار في منطقة مؤثرة على العالم.

وتابع "بايدن": "للقيام بذلك يتعين علينا التعامل بشكل مباشر مع دول يمكنها التأثير على هذه النتائج. والسعودية واحدة من هذه الدول، وعندما أجتمع مع القادة السعوديين يوم الجمعة سيكون هدفي تعزيز تقدم الشراكة الاستراتيجية القائمة على المصالح والمسؤوليات المشتركة إلى جانب التمسك بالقيم الأمريكية الأساسية".

وقال مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض إن "بايدن" سيشارك في اجتماع ثنائي مع الملك وولي العهد، لكن الرئيس الأمريكي سعى للتأكيد على الاجتماع مع مجموعة أوسع من زعماء دول الخليج. وعادة ما يخرج الزعماء من اجتماع ثنائي لعقد مؤتمر صحفي مشترك، لكن لم يتضح ما إذا كان هذا هو المخطط له أن يحدث.

بوش وأوباما وترامب

السعودية شريك استراتيجي للولايات المتحدة بفضل نفطها وسياساتها الإقليمية. ومنذ الحرب العالمية الثانية اجتمع الرؤساء الأمريكيون مع الملوك السعوديين في عدة مناسبات. وشملت الاجتماعات العديد من الإنجازات البارزة لكنها أسفرت كذلك عن لحظات محرجة.

فمثلا أثارت صورة للرئيس "جورج دبليو. بوش"، وهو ممسك بيد الملك "عبدالله"، وهما يسيران في مزرعة الرئيس بتكساس في عام 2005 دهشة الأمريكيين غير المعتادين على أن يشبك الرجال أياديهم.

وفي 2009، حيا الرئيس "باراك أوباما" العاهل السعودي بما بدا أنها انحناءة، وانتقد المحافظون والجمهوريون ذلك. وقال البيت الأبيض إن الرئيس "يميل إلى الأمام" لينظر للملك العجوز في عينيه وهو يصافحه.

وفي 2017، حيا "دونالد ترامب"، الذي وبخ "أوباما" على الانحناءة، ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" بمصافحة قوية، ثم اجتذب انتقاد الديمقراطيين بانحنائه للأمير عندما قبل أن يقلده وساما مدنيا.

وكتب "بايدن" أنه سيصبح يوم الجمعة أول رئيس أمريكي يسافر من إسرائيل إلى جدة في السعودية. ووصف ذلك بأنه خطوة رمزية "للعلاقات الناشئة والخطوات نحو التطبيع" بين إسرائيل والعالم العربي.

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

جاريت رينشو/رويترز

ملك الأردن: زيارة بايدن للمنطقة قد تسهم بتسريع المشاريع الإقليمية

واشنطن بوست: مسح يظهر عدم حماسة أمريكيين لزيارة بايدن إلى الشرق الأوسط