رويترز: بايدن يلقي الرصاصة الأخيرة على فكرة تهميش بن سلمان

الثلاثاء 12 يوليو 2022 03:50 م

بعد أربع سنوات على مقتل الصحفي، "جمال خاشقجي"، في قنصلية بلاده بإسطنبول، خرج ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" من هذه الفضيحة دون خوف من الغضب الدولي، بل أصبح القادة الغربيون الذين حاولوا عزله سابقا يسعون إلى دعمه حاليا. 

ومن المقرر أن يزور الرئيس الأمريكي، "جو بايدن"، الذي اتهم الأمير بإصدار أمر بقتل "خاشقجي" المملكة المنتجة للنفط، يوم الجمعة، أملا في تخفيض أسعار النفط العالمية.

وسيجتمع "بايدن"، الذي سبق أن قال إن السعودية يجب أن تكون منبوذة؛ بسبب اغتيال "خاشقجي"، مع ولي العهد السعودي، الذي تعتقد المخابرات الأمريكية أنه كان وراء عملية القتل.

ووفقا لتقرير لوكالة "رويترز"، فإن بايدن بهذا النهج، يسير على خطى القادة الأوروبيين الذين دانوا مقتل "خاشقجي" على يد فرقة اغتيال سعودية في إسطنبول عام 2018، لكنهم وافقوا على أنهم لا يستطيعون تجاهل عملاق الطاقة العالمي وحاكمها الفعلي، والذي سيحكم المملكة لسنوات مقبلة، خاصة أنه يبلغ من العمر 36 عاما فقط

وينتظر الأمير "محمد" أن يرث السلطة من والده المسن الملك "سلمان"، وقد نجح الأمير بالفعل بوضع بصمته على المملكة والشرق الأوسط.

وحسب معارضين، فقد نجح في سحق المعارضة وتهميش خصومه لإحكام سيطرته في داخل المملكة، بينما ينتهج سياسة خارجية أكثر قوة في المنطقة، واتخذ خطوات أسعدت المعجبين، وصدمت المدافعين عن حقوق الإنسان.

صعد "بن سلمان" في ظروف شبه غامضة، بعد أن تولى والده العرش عام 2015، ثم قام بتهميش كبار أعضاء العائلة المالكة بعد الإطاحة بابن عمه الأكبر سنا، "محمد بن نايف"، كولي للعهد في انقلاب داخل القصر عام 2017، ثم اعتقاله لاحقا في مارس/آذار 2020، وعزز سيطرته على أجهزة الأمن والاستخبارات السعودية.

في وقت لاحق من ذلك العام، اعتقل العديد من أفراد العائلة المالكة وغيرهم من السعوديين البارزين، واحتجزهم لأشهر في فندق "ريتز كارلتون" بالرياض في "حملة لمكافحة الفساد".

وفيما يتعلق بالاقتصاد، أعلن "بن سلمان" تغييرات شاملة تهدف إلى تطوير صناعات جديدة لخلق فرص عمل للسعوديين وإدخال إصلاحات مالية.

تضمنت الإصلاحات الاجتماعية البارزة السماح بدور السينما والترفيه العام وإنهاء الحظر المفروض على قيادة المرأة للسيارة.

في حين أنه يحظى بشعبية بين الشباب السعودي ولديه أنصار بين العديد من أفراد العائلة المالكة، فإن بعض أفراد الأسرة الحاكمة مستاؤون من قبضته على السلطة وشككوا في قيادته، بحسب ما نقلت "رويترز".

كان مقتل "خاشقجي"، الرجل المطلع الذي تحول إلى ناقد من الداخل، بمثابة ضربة قوية لهيبة الأمير، حيث ردعت الجريمة بعض المستثمرين وقوضت بشكل كبير تقديم "بن سلمان" لنفسه كمصلح يسعى للحصول على حريات جديدة في المملكة المحافظة وموطن أقدس المواقع الإسلامية.

ولكن في مواجهة حقيقة أن ولي العهد الشاب، يمكن أن يدير أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط لعدة عقود مقبلة، فيبدو أن منتقديه في الخارج قد تراجعوا عن موقفهم.

وقال "أيهم كامل" من مجموعة أوراسيا الاستشارية، إن "المحاولة الكاملة التي قام بها الغرب بعد خاشقجي للحد من التعاطي الفعال مع محمد بن سلمان تآكلت بشكل تدريجي، وزيارة بايدن ستضع رصاصة في هذه الفكرة".

ويرى "كامل" أن "بايدن" يزور السعودية من أجل إحياء العلاقات السعودية الأمريكية، في بيئة جيوسياسية مضطربة؛ بسبب الحرب في أوكرانيا والمنافسة مع الصين، "وبسبب قضايا الطاقة والنفوذ الإقليمي للمملكة، فإن هذه العلاقات بحاجة إلى الإصلاح". 

وتحت إشراف ولي العهد، ترافقت إصلاحات بعيدة المدى، بما في ذلك إدراج شركة النفط الحكومية العملاقة "أرامكو" في البورصة، بقمع المعارضة، واحتجاز ناشطات في مجال حقوق المرأة، وتطهير سري لكبار أفراد العائلة المالكة ورجال الأعمال بتهم الفساد.

وفي الوقت نفسه، تعهد بموقف أكثر صرامة ضد النفوذ الإقليمي للعدو اللدود إيران، وأخذ المملكة إلى حرب مكلفة وغير شعبية في اليمن.

حصل الأمير الشاب على دعم من الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب"، ولكن بعد أن تعهد "بايدن" باتخاذ موقف أكثر تشددا تجاه السعودية، قدم "بن سلمان" مبادرات يراها دبلوماسيون على أنها تُظهر أنه شريك مهم للاستقرار الإقليمي.

شملت هذه التحركات اتفاقا لإنهاء خلاف مرير مع قطر، بعد مقاطعة استمرت لسنوات، وبدء محادثات مباشرة مع إيران لاحتواء التوترات، والتوصل إلى هدنة في اليمن.

لكن العلاقات السعودية الأمريكية لا تزال متوترة بسبب قيود واشنطن على مبيعات الأسلحة للمملكة، والمحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 دون مشاركة خليجية، كما رفض "بايدن" التعامل مباشرة مع "بن سلمان" باعتباره الحاكم الفعلي.

إلا أن "بايدن" كتب في مقال رأي بصحيفة "واشنطن بوست"، السبت، يقول: "أعلم أن هناك الكثيرين الذين يعارضون قراري السفر إلى السعودية. آرائي بشأن حقوق الإنسان واضحة وثابتة منذ زمن بعيد والحريات الأساسية دائما ما تكون على جدول الأعمال عندما أسافر للخارج".

وكتب يقول إنه كرئيس مهمته هي الإبقاء على الولايات المتحدة قوية وآمنة، ووضع البلاد في أفضل مكان يجعلها تتفوق في المنافسة مع الصين ومواجهة العدوان الروسي والعمل على تحقيق أكبر استقرار في منطقة مؤثرة على العالم.

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

محمد بن سلمان جو بايدن جولة بايدن زيارة بايدن معاقبة بن سلمان

قبل زيارته للمملكة.. عدم وضوح بايدن يثير مخاوف داعمي محمد بن سلمان

معارضون سعوديون في الخارج يطالبون بايدن بالإنصات إليهم.. لماذا؟