أسوشيتد برس: القبض على سعودي هدد معارضين مقيمين بأمريكا وكندا

الثلاثاء 19 يوليو 2022 03:03 م

كشفت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، الثلاثاء، عن إيقاف السلطات الأمريكية، سعوديا، لاتهامه بالوقوف وراء تهديد ومضايقات عبر الهاتف والشبكة العنكبوتية، لمعارضين للنظام السعودي، مقيمين في الولايات المتحدة وكندا.

وتحدث تقرير نشرته الوكالة، عن واقعة حصلت مع المعارضة السعودية "دانة المعيوف"، حيث وصلتها رسالة على هاتفها من حساب مجهول على "إنستجرام"، وعد بمساعدتها على إسقاط دعوى قضائية بقيمة 5 ملايين دولار أقامتها عارضة أزياء مؤيدة للحكومة السعودية ضدها.

الحادثة التي تعود إلى ديسمبر/كانون أول 2019، بعد نحو عام من مقتل الصحفي السعودي البارز "جمال خاشقجي"، طلب فيها الشخص  الغامض من "المعيوف" أن يكون اللقاء وجها لوجه؛ وهو ما أثار مخاوفها من احتمال تعرضها للخطف وإعادتها إلى السعودية مثل آخرين.

فكتبت له: "لا أستطيع مقابلة شخص لا أعرفه. خاصة مع كل عمليات الخطف والقتل الجارية".

تشعر "دانة" الآن بالسعادة كونها لم تحضر ذلك اللقاء، حيث ألقت النيابة الفيدرالية الأمريكية القبض على الرجل، "إبراهيم الحسين" (42 عاما)، بتهمة الكذب على المسؤولين الفيدراليين بشأن استخدام حساب مزيف لمضايقة وترهيب وتهديد المعارضين السعوديين - ومعظمهم من النساء - المقيمين في الولايات المتحدة وكندا، بحسب الوكالة.

ورفض متحدث باسم مكتب التحقيقات الفيدرالي التعليق على الاتهامات، كما لم يرد محامي "الحسين" على طلبات متعددة للتعليق، ولا السفارة السعودية في واشنطن.

وتشير الشكوى التي تم الكشف عنها الشهر الماضي بمحكمة اتحادية في بروكلين، إلى تحقيق أوسع في حملات المضايقة عبر الإنترنت التي تستهدف المعارضين السعوديين في الولايات المتحدة وأقاربهم، وهي جزء من مسعى القمع العابر للحدود الذي أثار قلق السلطات الأمريكية في السنوات الأخيرة، والذي تلجأ إليه العديد من الحكومات لمعاقبة منتقديها في الخارج.

وكان الرئيس الأمريكي "جو بايدن" قد ذكر أنه ناقش جريمة قتل "خاشقجي" مع ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" في جدة، وأنه كان "مباشرا وصريحا" بشأن قضايا حقوق الإنسان، دون الخوض في التفاصيل.

وقال "بايدن" عن جهود الحكومة السعودية لاستهداف المعارضين في الخارج: "إذا حدث أي شيء من هذا القبيل مرة أخرى، فسيكون هناك رد فعل وأكثر من ذلك بكثير".

ورغم اتهام البعض لـ "بايدن" بالتخلي عن وعده بوضع حقوق الإنسان في صميم سياسته الخارجية خلال رحلته إلى السعودية، إلا أن اعتقال "الحسين" في نيويورك يؤكد سعي المسؤولين الفيدراليين المتصاعد لمنع حدوث مثل هذه الانتهاكات الحقوقية على الأراضي الأمريكية، بحسب "أسوشيتد برس".

وفي عام 2019، زعم ممثلو ادعاء أمريكيون أن المملكة جندت 2 من موظفي شركة "تويتر" للتجسس على آلاف الحسابات الخاصة بمواطنين أمريكيين ومعارضين سعوديين.

ويقول "عبدالله العودة"، مدير أبحاث الخليج لدى منظمة "الديمقراطية الآن للعالم العربي"، وهي منظمة حقوقية مقرها واشنطن: "هذا الرجل غيض من فيض".

ويؤكد "العودة" أنه تعرض لمضايقات من "الحسين" رغم عدم ذكر اسمه في الشكوى.

وأضاف: "هذا الأمر ضمن حملة أكبر بكثير للحكومة السعودية من أجل الوصول إلى المعارضين في الخارج".

كان "الحسين" طالب دراسات عليا في جامعتين بولاية ميسيسيبي، لكن على الإنترنت، يقول مكتب التحقيقات الفيدرالي إنه استخدم حسابا باسم (سمر 16490)، وهو حساب أهان شابات بلا رحمة على موقع إنستجرام، وهددهن، وكان هدفه واضح وهو مساعدة الحكومة السعودية.

حافظ "الحسين"، بين يناير/كانون الثاني 2019 وأغسطس/آب 2020، على اتصال منتظم مع موظف حكومي سعودي كان يقدم تقاريره إلى مسؤول بالديوان الملكي.

اتهم "الحسين" بالكذب على السلطات الفيدرالية خلال 3 مقابلات بين يونيو/حزيران 2021 ويناير/كانون الثاني 2022.

ويقول "أف بي آي" إنه أخبر المحققين بأنه لم يستخدم أي حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي بخلاف تلك التي تحمل اسمه.

وقد تم فحص هواتف ضحايا "الحسين" المحمولة بشكل روتيني لاكتشاف موجات جديدة من الهجمات اللاذعة.

وباعتبارهن نساء ينتقدن الحكومة السعودية، قلن إن تحذيرات "الحسين" كانت جزءا من حملة قوية يطلقها جيش من المتصيدين على مواقع التواصل بشكل يومي.

وورد أن "الحسين" قال للناشطة "المعيوف"، مشيرا إلى ولي العهد بالأحرف الأولى من اسمه بالانكليزية "أم بي أس": "سيمحوك من على وجه الأرض، وسترين".

وزعم أنه هدد "دانة" أيضا بمصير سعوديات شهيرات سجينات في المملكة، وكانت رسائله تتضمن الكثير من السباب.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية الولايات المتحدة الأمريكية معارضين سعوديين أمريكا كندا

مصادر حقوقية: اختطاف معارضين سعوديين اثنين في جنيف