الجارديان: مانشستر العظيمة باعت نفسها لنخبة أبوظبي

الجمعة 22 يوليو 2022 06:03 ص

اتهم كبير المعلقين الاقتصاديين في صحيفة "الجارديان" البريطانية، مجلس مدينة "مانشستر" ببيع المدينة لأحد رموز أبوظبي، بثمن "ليس جيدا"، مبديا أسفه لذلك.

وفي مقال نشرته الصحيفة بعنوان "كيف باعت مدينة إنجليزية عظيمة نفسها لنخبة أبوظبي وبثمن ليس جيدا"، تحدث "أديتيا تشاكرابورتي" عن الدور الذي تلعبه السلطة والمال في مدينة مانشستر، في سياق تناوله للتطورات السياسية الساخنة في البلاد، واهتمام الناس بمن سيخلف "بوريس جونسون" في زعامة حزب المحافظين ورئاسة الحكومة البريطانية.

وأشار إلى التاريخ العظيم للمدينة "التي علمت العالم الكثير عن الرأسمالية الصناعية قبل 200 عام، (بينما) تقدم الآن درسًا قاسيًا آخر حول نسختها المالية للقرن الحادي والعشرين".

وسلط "تشاكرابورتي" الضوء على "مجموعة من المباني السكنية وسط مدينة مانشستر، وهي عبارة عن شقق ومنازل يمكن استئجارها أو شراؤها على الفور لكن بمبالغ كبيرة، مشيرا إلى أن "ما يقرب من 1500 من هذه المنازل تأتي من مطور واحد فقط".

وتابع موضحا: "تم إطلاق مشروع مانشستر لايف في عام 2014، باعتباره صفقة بقيمة مليار جنيه إسترليني بين مجلس مدينة مانشستر ومالك نادي مانشستر سيتي لكرة القدم، الشيخ منصور بن زايد، المصنف من بين أغنى الرجال على هذا الكوكب".

ووفقا لما أعلن حينذاك سيكون نتيجة هذه الشراكة منازل للأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها وعوائد كبيرة من المال. ووعد رئيس مجلس المدينة آنذاك، "ريتشارد ليز"، بـ"نموذج عالمي المستوى للتجديد".

وأشار الكاتب إلى انتقادات جماعات حقوق الإنسان للشريك التجاري الجديد القوي، الشيخ "منصور بن زايد"، لافتا إلى أنه بالرغم من أن مجموعة أبوظبي المتحدة للاستثمار التي يملكها الشيخ "منصور" منفصلة رسمياً عن دولة الإمارات، فإنه نائب رئيس وزراء الإمارات وشقيق ولي عهد أبوظبي آنذاك.

وكتب: "على أقل تقدير، يرتبط صندوق الاستثمار (مجموعة أبوظبي المتحدة) ارتباطًا وثيقًا بما وصفته منظمة العفو الدولية بأنه إحدى أكثر الدول البوليسية وحشية في الشرق الأوسط. فالمعارضون في الإمارات العربية المتحدة ربما يعانون التعفن في السجن، في نظام به عدد أكبر من السجناء السياسيين نسبيًا مقارنة بأي مكان آخر في العالم".

وتقول "هيومن رايتس ووتش" إن المربيات أو عمال البناء المهاجرين ذوي الأجور المنخفضة يعتبرون "عمالة قسرية". ومع ذلك، فإن مثل هذه الحقائق لم تمنع رئيس مجلس المدينة الذي ينتمي لحزب العمال من المضي قدمًا في الصفقة".

واعتبر الكاتب أن الصفقة كانت تقدمًا كبيرًا للشيخ "منصور" الذي اشترى، قبل نحو 5 سنوات فقط من ذلك التاريخ أي في عام 2008، نادي مانشستر سيتي لكرة القدم. 

وبهذه الصفقة "دخل صندوقه الاستثماري في مشروع مشترك مع الدولة البريطانية (وإن كان ذلك على المستوى المحلي)، ووضع يده على العقارات الرئيسية ويشكل جغرافية المدينة ذاتها".

وأضاف: "كواحد من حكام مملكة استبدادية لها سمعة مروعة في القمع وتعتمد على عائدات النفط، استطاع الشيخ منصور أن يكسب الكثير من هذه الشراكة".

ويقول الكاتب إنه تم بيع 9 مواقع للشيخ "منصور" بجزء بسيط من قيمتها، وأقل بكثير مما جلبته قطع الأراضي الأخرى القريبة (يقول المجلس إنه استخدم خبراء مستقلين استندوا إلى تقييمات قياسية، على الرغم من أنه لم يقدم أي تفاصيل أخرى).

"لقد تم تأجيرهم لمدة 999 عامًا، وهو ما يتجاوز بكثير المعتاد. وقام الصندوق بتحويل الأصول العامة إلى شركات مسجلة في جيرسي".

ويقول الكاتب: "من يسير إلى جوار ضفة المياه من حي نيو إيسلنجتون إلى حي أنكوتس (في مدينة مانشستر) سيمر بمجموعات من الأراضي المخصخصة المملوكة في ملاذ ضريبي خارجي، والتي تدر الملايين والملايين لعضو رئيسي من النخبة الثرية، التي تدير دولة مراقبة تقع في وسط العالم".

وختم "تشاكرابورتي" مقاله بقوله: "لقد باعت واحدة من أعظم المدن في العالم نفسها لشخصية بارزة ضمن نظام حكم استبدادي وحشي، وليس حتى مقابل ثمن جيد".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

مانشستر أديتيا تشاكرابورتي مشروع مانشستر لايف ريتشارد ليز الشيخ "منصور بن زايد"

منصور بن زايد يستحوذ على ناد أوروبي جديد.. ما هو؟

التايمز: الخليجيون ينفقون أموالا طائلة في مدينة مانشستر «وجهتهم السياحية المفضلة»