استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

في الضفة الغربية نهب تحميه قوة إسرائيل العسكرية

الأربعاء 3 سبتمبر 2014 07:09 ص

المفاجيء هو أنه ما زال يوجد من تصدر عنهم أصوات مفاجأة وتعجب من سطو مسلح ناجح آخر اسمه البيروقراطي هو إعلان أراضي دولة؛ ومن تفضيل جهاز الأمن على المخصصات المدنية ومن أن أكبر تقليص مالي هو من ميزانية التربية.

إن لنظام حكمنا ثلاث دعائم وهي: الاستيلاء على الأرض وطرد ساكنيها؛ ورعاية جهاز الحراس الشخصيين (الجيش بلغة هذا المكان) الذي يحمي النهب والاستمرار على السطو؛ وتحطيم مجتمع الرفاه ومحو مبدأ المسؤولية المدنية المشتركة. 

ولو لم تكن له هذه الدعائم الثلاث لما كان نظام حكمنا. لكن الاشتغال بالتفاصيل والتعجب المحدد والمفاجأة لمرة واحدة تُنسي الغابة وتُنسي أن هذا نظام حكم. 

لولا أن قُتل الفتيان الثلاثة في غوش عصيون لوجد ناهبونا المسلحون ذريعة أخرى لبناء مستوطنة ضخمة أخرى ولانشاء محابس لأبناء الشعب الآخر بواسطتها.

ولولا الحرب في غزة لأقنع الحراس الشخصيون الحكومة بطرق أخرى بأنه ينبغي ملء خزانتهم. والحكومة برئاسة ممثل الحزب الجمهوري الأمريكي حتى دونما حاجة الى ملء الخزانة الأمنية بعد عملية عسكرية، تفر دائما من مباديء المساواة الاجتماعية والاقتصادية. 

لو كنا في عالم مثالي منطقي لاتحد كل من أضر بهم النظام وطلبوا التغيير معا. ولو كان عالما أكثر مثالية ومنطقا لأحدثوا تغييرا أيضا، لكن العبء والمسؤولية ومصلحة التغيير في العالم الحقيقي ملقاة على الفلسطينيين.  

يجب علينا أن ننسى الآن اليهود مواطني اسرائيل (ما عدا قلة قليلة من نشطاء اليسار). فنحن اليهود نربح من النظام حتى حينما يكون دينه غنى القلة وغرق الأكثرين في مشكلات الوجود.

إن دولة رفاه اليهود فقط موجودة زاهرة رافسة في يهودا والسامرة، وهي تجسد إمكان تحقيق حلم التطوير الاقتصادي الاجتماعي الشخصي لكل اليهود في إسرائيل الذين تضر بهم بصفتهم مجموعا السياسة اللااجتماعية.

إن إحدى الدعائم تبطل التأثيرات القاسية للدعامة الأخرى في نظامنا، وما إن نحزم أمتعتنا ونتحول بضع كيلومترات إلى مستوطنات أو مراقب في الجليل حتى ينقلب توجه تقليص الخدمات الاجتماعية.  

إن مجرد العلم بوجود رد شخصي سريع على الطموح المشروع الى تحسين ظروف العيش يُلاشي قوة احتجاج المجموع اليهودي، وهكذا بالضبط نشأ حلف الأخوة بين يوجد مستقبل الذي انشأه احتجاج جبن الكوتج والبيت اليهودي الذي يروج لحلم المباني ذات العليات في الضفة.

واذا أضفنا الدعامة الثالثة رأينا كيف أن كل ذلك قد صب معا بالأسمنت المسلح، فالحراس الشخصيون اليوم هم مديرو شركات دولية في الغد وصناع ومصدرو سلاح ومرشدون في جيوش مستبدين أصحاب مليارات. والمهمة الجماعية المؤقتة وهي حماية النهب المنهوب (الأمن باللغة المحلية) تضمن المستقبل الشخصي لكل واحد من أعضاء هذه النقابة المؤثرة. والطموح وإمكان الانضمام إليها أيضا يحبطان عيوب فلسفة نظامنا اللااجتماعية. 

إن الفلسطينيين هم المجموعة الوحيدة في البلاد (من البحر الى النهر) التي تضر بها دعائم النظام والطرق الثلاث وتحاول أن تناضل لتغييرها (حتى لأجل مصلحة اليهود البعيدة المدى). ونحن على نحو عام نقسم هذا النضال أعضاءا ثم نندد بهم ونضطهدهم بسبب الحجارة والارهاب والمظاهرات وأعمال الشغب والتحريض وصواريخ القسام والأنفاق والأمم المتحدة والصواريخ والعصيان المدني والمتسللين والمقاطعة الدولية والبناء غير المرخص.

ويصبح كل شيء خطيرا بقدر متساو وبحق بسبب النقابة الامنية. ولا يجوز أن ينسينا الجدل في التفاصيل – جدوى الخطوات المستعملة في النضال ومردودها واخلاقيتها – أن تُنسينا الغابة.

إن الفلسطينيين يدفعون عن أنفسهم دولة السطو المسلح.

 

المصدر | عميرة هاس، هآرتس

  كلمات مفتاحية

اتفاقية سعودية لتقديم مساعدات غذائية لـ 122 ألف فلسطينيا بالضفة الغربية