أعلنت منظمة الصحة العالمية رسميا، السبت، حالة طوارئ صحية عالمية؛ في محاولة لاحتواء تفشي "جدري القردة" الذي أصاب حتى الآن حوالي 17 ألف شخص في 74 بلدا، وذلك بعد انتقادات لتأخرها للقيام بتلك الخطوة.

جاء، خلال مؤتمر صحفي السبت للمدير العام للمنظمة "تيدروس أدهانوم جيبرييسوس".

وقال " جيبرييسوس": "قررت إعلان حالة طوارئ صحية عالمية بمواجهة جدري القردة"، موضحا أن الخطر في العالم معتدل نسبيا، باستثناء أوروبا حيث يعتبر مرتفعا.

وأوضح أن المنظمة لديها حاليا "كل الإمكانيات اللازمة للسيطرة على انتشار الوباء".

وجاء إعلان "جيبرييسوس" بعد انتقادات للمنظمة بالتأخر في إعلان حالة الطوارئ، رغم ارتفاع حالات الإصابات وسط تلميحات بأن السبب في هذا التأخير هو ارتباط المرض بالشذوذ الجنسي.

وفي هذا الصدد كتب أستاذ قانون الصحّة الأمريكي ومدير مركز منظّمة الصحّة العالميّة لقانون الصحّة "لورنس جوستن"، الجمعة، على "تويتر": "جدري القردة خرج عن السيطرة ولا يوجد سبب قانوني أو علمي أو صحّي لعدم إعلان حالة طوارئ صحّية عامّة دولية".

واعتبر "جوستن" أنه إذا كان السبب في عدم إعلان حالة طوارئ صحية عامة دولية "مردّه أنها مقتصرة على مجتمع الرجال الذي يقيمون علاقات جنسية مع رجال، فهذا الأمر ينطوي على خطأ وفضيحة".

وأكّدت دراسة نُشرت الخميس في مجلّة "نيو إنجلند جورنال أوف ميديسين"، تستند إلى بيانات من 16 دولة مختلفة، أنّ "الغالبيّة العظمى (95%) من الحالات الحديثة تمّ نقلها أثناء اتّصال جنسي وأنّ 98% من الحالات سُجّلت لدى رجال شواذ وثنائيّي الجنس".

يشار إلى أنه في 7 يوليو/تموز الجاري، أعلنت منظمة الصحة العالمية، تسجيلها أكثر من 6 آلاف إصابة مؤكدة بجدري القرود و3 وفيات مرتبطة به منذ بداية العام في جميع أنحاء العالم.

وتظهر أعراض المرض على هيئة حمى وتضخم الغدد الليمفاوية وآلام في العضلات والتهاب حلق، إضافة إلى الإرهاق والقشعريرة وطفح جلدي يشبه جدري الماء على اليدين والوجه وباطن القدمين والأعضاء التناسلية وغيرها من أجزاء الجسم.

واكتشف جدري القرود أول مرة عام 1958 عندما ظهر مرض يشبه الجدري في قرود أحد المختبرات، ومن هنا أُخذت هذه التسمية.