رغم قصف أوديسا.. أوكرانيا: مستعدون لاستئناف صادرات الحبوب

الأحد 24 يوليو 2022 08:03 ص

واصلت أوكرانيا جهودها، الأحد، لاستئناف تصدير الحبوب من أوديسا وموانئ أخرى على البحر الأسود بعد هجوم صاروخي أثار شكوكا بشأن ما إذا كانت روسيا ستلتزم باتفاق يهدف إلى تخفيف نقص الغذاء العالمي الناجم عن الحرب.

وندد الرئيس الأوكرني "فولوديمير زيلينسكي" بالهجمات على أوديسا ووصفها بأنها "همجية" صارخة تثبت أنه لا يمكن الثقة في موسكو لتنفيذ اتفاق الجمعة الذي توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة.

ولكن وزيرا في الحكومة قال إن الاستعدادات لاستئناف شحنات الحبوب جارية ونقلت قناة سوسبيلن التلفزيونية الأوكرانية الرسمية عن الجيش الأوكراني قوله إن الصواريخ لم تلحق أضرارا كبيرة بالميناء.

ولاقى الاتفاق الذي وقعته موسكو وكييف ترحيبا باعتباره انفراجة دبلوماسية ستساعد في الحد من ارتفاع أسعار الغذاء العالمية، ولكن مع دخول الحرب شهرها السادس يوم الأحد لم يظهر ما يشير إلى تراجع حدة القتال.

وعلى الرغم من أن ساحة القتال الرئيسية هي منطقة دونباس الشرقية، قال زيلينسكي في شريط مصور بُث في ساعة متأخرة من مساء السبت إن القوات الأوكرانية تدخل "خطوة بخطوة" منطقة خيرسون المحتلة بشرق البحر الأسود.

وأفاد الجيش الأوكراني يوم الأحد بوقوع قصف روسي في مواقع عديدة في الشمال والجنوب والشرق، وأشار مجددا إلى أن العمليات الروسية تمهد الطريق لهجوم في باخموت ودونباس.

واستنكرت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا بقوة قصف أوديسا.

وكان مسؤولو الأمم المتحدة قد قالوا يوم الجمعة إنهم يأملون في أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ في غضون أسابيع قليلة.

وفي مقطع مصور بثه الجيش الأوكراني، يظهر رجال الإطفاء وهم يكافحون حريقا في زورق مجهول. ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من صحة المقطع أو تاريخ تصويره.

وقال وزير الدفاع التركي إن المسؤولين الروس أبلغوا أنقرة بأن موسكو "لا علاقة لها" بالهجمات التي تعرض لها ميناء أوديسا الأوكراني. ولم يتضمن بيان وزارة الدفاع الروسية أو الإفادة العسكرية المسائية عن تطورات الحرب أي إشارة إلى قصف أوديسا. ولم ترد وزارة الدفاع الروسية حتى الآن على طلب من رويترز للتعليق.

وذكرت قيادة العمليات الجنوبية الأوكرانية أن صاروخين روسيين من طراز كاليبر أصابا منطقة بها محطة ضخ في ميناء أوديسا وأن قوات الدفاع الجوي أسقطت صاروخين آخرين. وقال يوري إجنات المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية إن صواريخ كروز أُطلقت من سفن حربية في البحر الأسود بالقرب من شبه جزيرة القرم.

ونقل تلفزيون سوسبيلن في وقت لاحق عن ناتاليا هومينيوك المتحدثة باسم القيادة العسكرية الجنوبية لأوكرانيا قولها إن منطقة تخزين الحبوب بالميناء لم تتعرض للقصف.

وقال ماكسيم مارتشينكو حاكم منطقة أوديسا "للأسف هناك جرحى. تضررت البنية التحتية للميناء".

لكن "أولكسندر كوبراكوف"، وزير البنية التحتية، قال على فيسبوك: "نواصل الاستعدادات الفنية لاستئناف صادرات المنتجات الزراعية من موانئنا".

ومثل قصف أوديسا على ما يبدو خرقا لشروط اتفاق يوم الجمعة والذي من شأنه أن يسمح بمرور آمن من وإلى الموانئ الأوكرانية.

وتعهد "زيلينسكي" ببذل كل ما في وسعه للحصول على أنظمة دفاع جوي قادرة على إسقاط صواريخ مثل تلك التي قصفت أوديسا.

وأدى الحصار الروسي للموانئ الأوكرانية في البحر الأسود، منذ غزو موسكو جارتها في 24 فبراير شباط، إلى بقاء عشرات الملايين من الأطنان من الحبوب في الصوامع وتقطع السبل بالكثير من السفن.

كما زاد ذلك من اختناقات سلاسل الإمداد العالمية. ومع العقوبات الغربية الكاسحة، تصاعدت وتيرة التضخم في أسعار المواد الغذائية والطاقة حول العالم.

وتُعتبر روسيا وأوكرانيا موردي قمح عالميين رئيسيين، وأدت الحرب إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية. ووفقا لبرنامج الأغذية العالمي دفعت أزمة الغذاء العالمية بحوالي 47 مليون شخص إلى منطقة "الجوع الحاد".

وتنفي موسكو مسؤوليتها عن أزمة الغذاء وتنحي باللوم على العقوبات الغربية في تباطؤ صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة وعلى أوكرانيا بسبب تلغيم الطرق المؤدية إلى موانئها.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في بيان "هذا الهجوم يلقي بظلال من الشك على مصداقية التزام روسيا باتفاق الأمس".

وأضاف "روسيا تتحمل مسؤولية تعميق أزمة الغذاء العالمية وعليها أن توقف عدوانها".

وقال فرحان حق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن الأمين العام "يستنكر بشكل قاطع" الهجمات مضيفا أنه لا بد من تنفيذ الاتفاق بشكل كامل.

وقال وزير الدفاع التركي "خلوصي أكار"، في بيان: "خلال اتصالاتنا مع روسيا، أخبرنا الروس بأنه لا علاقة لهم على الإطلاق بهذا الهجوم".

وأضاف: "حقيقة أن مثل هذا الحادث وقع مباشرة بعد الاتفاق الذي أبرمناه أمس هو أمر يثير قلقنا فعلا".

ولغَّمت أوكرانيا المياه بالقرب من موانئها كجزء من دفاعاتها الحربية، لكن بموجب الاتفاق، سيوجه مرشدون السفن على امتداد الممرات الآمنة في مياهها الإقليمية.

وسيراقب مركز تنسيق مشترك، يضم أعضاء من أطراف الاتفاق الأربعة، السفن العابرة من البحر الأسود إلى مضيق البوسفور في تركيا ومنه إلى الأسواق العالمية.

ويصف بوتين الحرب بأنها "عملية عسكرية خاصة"، ويقول إنها تهدف إلى نزع السلاح من أوكرانيا واجتثاث القوميين الخطرين. لكن كييف والغرب يقولان إن ذلك ذريعة لا أساس لها من الصحة وإن الهدف من الحرب هو الاستيلاء على الأراضي.

والتقى وفد من الكونجرس الأمريكي مع زيلينسكي في كييف ووعد بمواصلة الدعم.

ونُقل عن آدم سميث رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب قوله لإذاعة أوروبا الحرة/راديو ليبرتي إن واشنطن وحلفاءها يهدفون إلى توفير المزيد من أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة لأوكرانيا.

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

أوكرانيا الحبوب روسيا أدويسا

يهدّد تنفيذ اتفاق الحبوب.. روسيا تستهدف ميناء أوديسا الأوكراني

لافروف يقدم تطمينات روسية لمصر بخصوص إمدادات الحبوب

صفقة الحبوب تساهم في إنشاء بورصة دولية بإسطنبول

مكتب تصدير الحبوب الأوكرانية يبدأ أعماله في إسطنبول

موسكو تشن هجوما كبيرا على أوديسا وكييف تعلن مقتل جنرال روسي بارز