اضطر مواطنون لبنانيون للاصطفاف في طوابير طويلة أمام الأفران، في ظل اشتداد أزمة الخبز الناجمة عن نقص كميات القمح في البلاد.

وأظهرت مقاطع فيديو نشرت عبر وسائل للتواصل الاجتماعي، تهافتا لأعداد كبيرة على الأفران للحصول على أكياس الخبز التي تدعم الحكومة أسعارها.

وتقنّن الأفران الكميات التي توزعها، وسط تبادل الاتهامات بين وزارة الاقتصاد وأصحاب الأفران حيال المسؤولية عن الأزمة التي تأتي في خضم انهيار اقتصادي غير مسبوق مستمر منذ أكثر من عامين.

ويتهم أصحاب المطاحن السلطات المعنية بعدم توفير الكميات اللازمة من الطحين التي تدعم الحكومة سعره، نتيجة تأخر مصرف لبنان في فتح الاعتمادات المالية وصعوبة الاستيراد، الأمر الذي تنفيه وزارة الاقتصاد.

بدوره، توقّع وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، "أمين سلام"، أن تنتهي الأزمة نهاية هذا الأسبوع، بعد دخول 49 ألف طن من القمح إلى البلد، ملوّحاً "بملاحقة من يريد أن يختلق أزمة".

والثلاثاء، أقرّ البرلمان اللبناني، اتفاقية قرض مقدم من البنك الدولي بقيمة 150 مليون دولار أمريكي لتنفيذ مشروع الاستجابة الطارئة لتأمين إمدادات القمح، لتعويض الشح الحاصل.

وتأتي أزمة الخبر في ظل أزمة محروقات يعانيها اللبنانيون جراء شح كميات الوقود، الأمر الذي يؤدي بالمواطنين للاصطفاف بطوابير بين فترة وأخرى.

وإذا كانت الطوابير انتفت أمام محطات المحروقات موخرا، إلا أن أزمة الكهرباء ما زالت تصيب جميع اللبنانيين نتيجة ارتفاع أسعار الفيول (زيت الوقود) واعتماد معظم السكان على المولدات الكهربائية وفواتيرها الباهظة بسبب ارتفاع سعر المازوت.

وبعدما سلك طلب رئيس التيار الوطني الحر النائب "جبران باسيل" من أمين عام حزب الله "حسن نصرالله" استيراد الفيول من إيران، وقبول "نصرالله" بذلك شرط موافقة الحكومة، أبدى وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال، "وليد فياض"، انفتاحه على عروضات الأسرة الدولية كافة بملف الكهرباء.

ورحب "فياض" في تصريحات صحفية بأي طرح يشكل حلاً لأزمة الكهرباء، بما فيه عرض هبة الفيول الإيراني.

وقال: "نحن جاهزون لتلقي المزيد من التفاصيل حوله من الجهات المعنية ومن ثم عرضه على مجلس الوزراء ضمن الأصول والقوانين المرعية”، معتبراً أن "عرض الفيول الإيراني هو من ضمن الحلول لأزمة الكهرباء، على أن يستكمل بالتزامن معه الحل الذي بدأنا به وهو تنفيذ الاتفاقيات التي وقّعت مع مصر والأردن".

في غضون ذلك، غرّد رئيس حزب القوات اللبنانية "سمير جعجع" عبر حسابه على "تويتر"، قائلا إنه يعتقد أن على الحكومة اللبنانية الموافقة على عرض "نصرالله" باستقدام فيول إيراني.

ومنذ عامين، يعاني اللبنانيون أزمة اقتصادية غير مسبوقة أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، فضلا عن شح في الوقود والأدوية، وانهيار قدرتهم الشرائية.

وتفاقمت الأزمة بشكل كبير بفعل تداعيات الحرب في أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط الماضي.