جددت حركة "طالبان" في أفغانستان، التزامها بـ"اتفاق الدوحة" الموقع مع الولايات المتحدة، رغم تأكيدها واستنكارها لاختراقه من قبل واشنطن.

جاء ذلك في تعليق لنائب رئيس الوزراء الأفغاني وزير الداخلية بالإنابة والقيادي في حركة طالبان "عبدالسلام حنفي"، في تصريحات إعلامية الأربعاء، تعليقا على اغتيال زعيم تنظيم القاعدة "أيمن الظواهري"، في غارة أمريكية على العاصمة كابل.

وقال "حنفي" إن "الغارة الأمريكية في كابل تمثل انتهاكاً للسيادة الوطنية واتفاق الدوحة".

وأضاف: "مع ذلك، ملتزمون باتفاق الدوحة، ونطمئن الجميع بأن أراضينا لن تستخدم ضد الآخرين".

وفي وقت سابق، نددت الحكومة الأفغانية بالهجوم الأمريكي، واعتبرته انتهاكاً صريحاً لسيادة البلاد.

وقال المتحدث باسم الحكومة إن "القوات الأمريكية استهدفت منزلاً في الحي الدبلوماسي، وسط كابل بطائرة مسيّرة".

كما أدانت حركة "طالبان" الهجوم، ووصفته بأنه انتهاك للمبادئ الدولية واتفاق الدوحة.

وأشار الناطق باسم الحركة "ذبيح الله مجاهد"، إلى أن "هذه الأعمال تكرار للتجارب الفاشلة خلال العقدين الماضيين وستضر بالفرص المتاحة"، وفق تعبيره.

من جانبها، دعت الخارجية القطرية في بيان لها، الثلاثاء، الأطراف كافة إلى "الحفاظ على مكتسبات اتفاق الدوحة وألا تكون أفغانستان ملاذاً للإرهابيين".

وأبرم "اتفاق الدوحة"، بين "طالبان" وواشنطن في 2020، وأنهى الحرب في أفغانستان، التي استمرت 19 عاماً، قبل أن يمهد لانسحاب أمريكي من عموم البلاد.

وقُتل "الظواهري"، وهو ثاني زعيم لتنظيم "القاعدة" وخليفة "أسامة بن لادن"، وسط العاصمة الأفغانية كابل في غارة جوية، نفذتها المخابرات الأمريكية، تعد الأولى من نوعها بعد انسحاب واشنطن من أفغانستان.

واستطاع "الظواهري"، المطلوب رقم 1 في واشنطن، أن يتوارى عن أنظار القوات الأمريكية طوال 11 عاما، رغم وجود هذه القوات على الشريط الحدودي بين أفغانستان وباكستان.

ويقع المنزل الذي استهدفته الغارة الأمريكية، في الحي الدبلوماسي، ويبعد قليلا عن القصر الرئاسي والسفارة البريطانية في العاصمة كابل.

وعاش فيه اثنان من كبار مساعدي الرئيس الأفغاني المنصرف "أشرف غني".

وبعد هروب "غني" من البلاد، اختار زعيم تنظيم القاعدة هذا البيت مأوى له، قبل أن تقصفه واشنطن، في عملية قالت إنها تحضر لها منذ شهور.