عبر بوابة الاقتصاد.. خطوات إسرائيلية جديدة للتطبيع مع إندونيسيا

الأربعاء 17 أغسطس 2022 12:18 م

زارت بعثة إسرائيلية تضم مستثمرين وخبراء تكنولوجيين ومسؤولين تجاريين، الشهر الماضي إندونيسيا، أكبر دولة إسلامية، والتي لا يوجد بينها وبين إسرائيل علاقات ديبلوماسية.

تأتي هذه الخطوة، بهدف التعرف على فرص التواصل من خلال الاستثمارات والمشاريع والشركات الناشئة ومبادرات التأثير الاجتماعي، استكمالا لتوجهات إسرائيلية بالتطبيع مع عدد من الدول الإسلامية.

وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، أن هدف الزيارة كان التعرف على إمكانات هذه الدولة للعلاقات مع إسرائيل.

وقالت مؤسسة ومديرة مركز "إسرائيل-آسيا"، إنه "توجد إمكانيات هائلة غير مستغلة بمجالات التعليم، والتكنولوجيا المالية، وأمن السايبر، والذكاء الاصطناعي، والتنقل، والصحة، والتكنولوجيا الزراعية، وتكنولوجيا المياه".

ونظمت الرحلة إلى هذا البلد في أعقاب برنامج عبر الإنترنت، مدته 3 أشهر، ويديره مركز "إسرائيل-آسيا"، الذي يجمع قادة من كلا البلدين للتعلم على الثقافات، واقتصادات والتحديات في كلا البلدين.

كما عمل المشاركون سويا، في إطار طواقم "ثنائية القومية"، لحل تحديات ملحة وضرورية في مجالات مختلفة، مثل الصحة، والتعليم وتطوير الأنظمة البيئية.

من جانبه، قال نائب رئيس غرفة التجارة الإسرائيلية الإندونيسية "عمانوئيل شاحف"، إن "هذه الزيارة كانت مختلفة عن زيارات بعثات سابقة إلى إندونيسيا، لأنها تأتي بعد أشهر من عملية بناء الثقة والتعاون عن طريق تطبيق زووم".

ولم يصدر تعليق من السلطات الإندونيسية، على ما ورد في الصحافة العبرية، حول هذه التطورات بالتأكيد أو النفي أو التوضيح.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن تل أبيب وواشنطن، تحاولان إقناع جاكرتا، بالانضمام إلى مسار التطبيع مع إسرائيل.

وحينها، زار وفد إندونيسي، إسرائيل للاطلاع على تجربتها في مواجهة تفشي فيروس "كورونا"، لافتة إلى أن الزيارة تمت بالتنسيق مع مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية في إسرائيل.

ونقلت الإذاعة العبرية عن مصادر في مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية في تل أبيب، قولها، إنه تم إبلاغ أعضاء الوفد الإندونيسي بأن إسرائيل "سعيدة لتقاسم الخبرة في مواجهة كورونا" مع بلادهم، لافتة إلى أنه تقرر أن يتم الحفاظ على سرية الزيارة.

وفي أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، كشف موقع "واللاه" العبري، النقاب عن أن وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن"، حاول في زيارته الأخيرة لجاكرتا دفع الحكومة الإندونيسية إلى الموافقة على التطبيع مع إسرائيل.

ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين تقديرهم بأنه من غير المرجح أن يحدث اختراق على صعيد الجهود الهادفة لإقناع إندونيسيا بالتطبيع.

وأشار إلى أن إسرائيل تبذل جهوداً لإقناعها بالتطبيع على اعتبار أنها الدولة الإسلامية الأكبر في العالم من حيث عدد السكان، ما يمكن أن يدفع دولاً إسلامية أخرى لتحذو حذوها.

ولفت الموقع إلى أنه في حال تم التوصل لاتفاق التطبيع؛ فإن هذا التطور ستترتب عليه عوائد اقتصادية كبيرة على اعتبار أن السوق الإندونيسية ستفتح أمام الشركات الإسرائيلية.

وانطلقت العلاقات بين إندونيسيا وإسرائيل، بعد وقت قصير على إنشاء دولة الاحتلال، لكن ظلَّت هذه العلاقات محدودة للغاية حتى وصول نظام الرئيس "محمد سوهارتو" إلى السلطة (1968-1998) حيث بدأت جهود جاكرتا للاقتراب من تل أبيب تأخذ منحى أهم، رغم اقتصار التعاون آنذاك على المجال العسكري عبر مجموعة اتفاقيات سرية.

واشترت إندونيسيا في السبعينات والثمانينات أسلحة من إسرائيل، وتلقَّى الجنود الإندونيسيون التدريب داخل الدولة العبرية.

كما انخرطت الحكومتان في تعاون أمني غير معلن، وهو تعاون شهد طفرة بعد توقيع اتفاق أوسلو مع الفلسطينيين عام 1993.

أما في المجال الاقتصادي، فقد ارتكزت العلاقات التجارية بين البلدين في بدايتها على تصدير إندونيسيا للكثير من المنتجات الزراعية كزيت النخيل والورق والأخشاب إلى إسرائيل، مستفيدة بالمقابل من التكنولوجيا والبرامج الإلكترونية الإسرائيلية المُتقدِّمة.

بيد أن التوسُّع الأهم في العلاقات بين البلدين، بدأ مع حقبة الرئيس "عبدالرحمن وحيد" (1999-2001) الذي يُعَدُّ أول مَن بدأ السعي إلى فكرة التطبيع.

ورغم أن المعارضة الداخلية القوية في إندونيسيا وَأَدت فكرة "وحيد" في مهدها، فإن تلك الحقبة شهدت سلسلة من اللقاءات رفيعة المستوى بين جاكرتا وتل أبيب، خاصة تلك التي عُقدت على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وقد كان ليهود إندونيسيا دور مهم في تعزيز تلك العلاقات، فعلى سبيل المثال، ساعد "بنيامين كنتانج"، وهو يهودي إندونيسي كان يدرس في إسرائيل عبر منحة من الرئيس "وحيد"، في إنشاء لجنة الشؤون العامة الإندونيسية الإسرائيلية (IIPAC) عام 2002، وهي مؤسسة تضم نحو 4450 عضوا.

وفي 2005، عقد وزير الخارجية الإسرائيلي "سيلفان شالوم"، أول لقاء سري مع نظيره الإندونيسي "حسن ويراجودا"، خلال قمة الأمم المتحدة في نيويورك، لكن الرئيس الإندونيسي السابق "سوسيلو بامبانج يودويونو" استبعد إقامة علاقات دبلوماسية رسمية.

وفي 2008 نشرت صحيفة "جاكرتا بوست"، رسالة من نائب وزير الخارجية الإسرائيلي "مجلي وهبي"، تحث إندونيسيا على القيام بدور في الدعوة للسلام في الشرق الأوسط.

ورغم القيود الإندونيسية الكبيرة على التجارة المباشرة مع إسرائيل، إذ تُمنع الشركات الإسرائيلية من الحصول على شهادة ممارسة الأعمال التجارية في إندونيسيا كون دولة الاحتلال غير معترف بها رسميا، أُنشئت غرفة التجارة الإسرائيلية الإندونيسية في تل أبيب عام 2009 بهدف تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين، بعدما بلغ حجم التبادل التجاري بينهما عام 2008 نحو 100 مليون دولار.

وفي 2016، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "بنيامين نتنياهو"، إلى تطبيع العلاقات مع إندونيسيا، بزعم وجود العديد من فرص التعاون الثنائي، لكن إندونيسيا أعلنت أنها لن تفكر في التطبيع إلا إذا تحقق الاستقلال الفلسطيني.

وعلى الرغم من إعلان إندونيسيا في 2018، منع حاملي جوازات السفر الإسرائيلية من دخولها، يسعى المسؤولون الإسرائيليون لإقناع جاكرتا بتخفيض قيمة التأشيرة السياحية التي تبلغ 800 دولار، حتى يتمكَّن سياحها من تكثيف زياراتهم لهذه الوجهة التي تستأثر باهتمامهم.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

التطبيع إسرائيل تعاون اقتصادي إندونسيا تعاون سياسي

إندونيسيا.. تطبيع إسرائيلي مع دولة إسلامية خامسة قبل انتهاء ولاية ترامب

مقابل التطبيع مع إسرائيل.. ترامب مستعد لإقرار مليار دولار لإندونيسيا

إعلام عبري: شخصيات مرموقة من إندونيسيا وباكستان في زيارة سرية لتل أبيب

صحيفة عبرية: إندونيسيا تخفف قيود دخول الإسرائيليين إليها

يديعوت: اتصالات سرية لضم إندونيسيا لقطار التطبيع مع إسرائيل