هل تتبنى تايوان "نموذج النمسا" في شرق آسيا؟

الأحد 21 أغسطس 2022 08:51 ص

ناشونال إنتريست: هل تتبنى تايوان "نموذج النمسا" بشرق آسيا؟

في استعداد نادر للتوصل لحل وسط، اتفق الاتحاد السوفيتي والدول الغربية على استعادة وحدة النمسا مقابل الحياد بين الشرق والغرب.

هناك حل يمنع حدوث كارثة عسكرية مع الحفاظ على المصالح الأكثر أهمية لأمريكا والصين هو تبني نموذج النمسا (الحياد) بالنسبة لتايوان.

أكدت الصين أن زيارة بيلوسي تشجع الانفصاليين في تايوان وتلحق ضررا بالغا بالعلاقات بين الصين وأمريكا وحذرت أمريكا من "اللعب بالنار".

المناورات الحربية لم تكن فقط الأكبر والأقرب لتايوان لكن بدا أنها كانت تهدف إلى إظهار أن الصين قادرة الآن على محاصرة الجزيرة أو حتى غزوها.

ما لم تحدث تغيرات كبرى في سياسات الصين وأمريكا ستكون الحرب حتمية في وقت ما وقد زاد احتمال حدوث ذلك ولم ينحسر طوال ذلك الوقت.

سيتعين على القادة الصينيين التخلي صراحة عن الهدف الذي يلتزمون به منذ وقت طويل وهو إرغام تايوان على إعادة التوحيد السياسي مع البر الرئيسي.

قيام وحدات صينية بتدريبات واسعة بالذخيرة الحية أحاطت بتايوان ينذر بعواقب أوخم وتم إطلاق صاروخ مباشرة فوق الجزيرة وسقط على الأرض بالجانب المقابل.

* * *

يشهد مضيق تايوان توترات تتزايد بسرعة وفي طريقها لأن تصل إلى مستويات مفزعة. وكان رد فعل جمهورية الصين الشعبية الشديد إزاء زيارة بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي لتايوان مفاجأة للكثيرين من قدامى مراقبي الصين.

فلم يقتصر الأمر على أن احتجاجات بكين الموجهة لإدارة بايدن أكثر حدة من أي وقت مضى، إنما صدرت بعض التحذيرات من أعلى المستويات. فقد أكد الرئيس الصيني شي جِنبِنغ للرئيس جو بايدن أن الزيارة من شأنها أن تشجع الانفصاليين في تايوان وأن تلحق ضررا بالغا بالعلاقات بين الصين والولايات المتحدة. وحذر الولايات المتحدة من "اللعب بالنار".

ويقول تيد جالين كاربنتر، الخبير والباحث في مجال دراسات الدفاع والسياسة الخارجية بمعهد كاتو في واشنطن في تحليل نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية إنه مما ينذر بعواقب أوخم، قيام وحدات صينية بتدريبات واسعة النطاق بالذخيرة الحية أحاطت بتايوان.

وهناك دلائل على أنه في حالة واحدة على الأقل تم إطلاق صاروخ بصورة مباشرة فوق الجزيرة، وسقط على الأرض في الجانب المقابل. وعبرت نحو 68 طائرة حربية و13 سفينة حربية "خط الوسط" غير الرسمي في مضيق تايوان، والذي كان يحظى بالاحترام من الجانبين، والذي يمنع الحوادث التي يمكن أن تؤدي إلى اشتباك مسلح.

وأضاف كاربنتر أن المناورات الحربية لم تكن فقط أكبر وأقرب بالنسبة لتايوان من أي وقت مضى، لكن بدا أنها كانت تهدف إلى إظهار أن الصين قادرة الآن على محاصرة الجزيرة أو حتى غزوها.

وتعني المسارات الحالية للسياسات الأمريكية والصينية أن قضية تايوان تنطوي على احتمال كبير بأن تؤدي إلى حرب كارثية. ويقول كاربنتر إنه كما حذر في كتاب له في عام 2005 بعنوان "حرب أمريكا القادمة مع الصين: مسار صدام بسبب تايوان" فإنه ما لم تحدث تغيرات كبرى في السياسات في بكين، وواشنطن ستكون الحرب حتمية في وقت ما. وقد زاد احتمال حدوث ذلك ولم ينحسر طوال ذلك الوقت.

ويرى كاربنتر أن هناك حلا يمكن أن يمنع حدوث مثل هذه الكارثة مع الحفاظ على المصالح الأكثر أهمية للولايات المتحدة والصين.

وأوضح كاربنتر أن السبيل الأفضل – وربما الوحيد – لتجنب حدوث كارثة عسكرية تلوح في الأفق بين الولايات المتحدة والصين هو تبني نموذج النمسا بالنسبة لتايوان. ففي استعداد نادر للتوصل لحل وسط، اتفق الاتحاد السوفيتي والدول الغربية على استعادة نمسا موحدة (والتي كانت مقسمة إلى عدة مناطق، يحكم كل واحدة منها إحدى الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية ولكنهم الآن حلفاء منفصلون).

وقال إن بوسع واشنطن وبكين التوصل لنتيجة مماثلة بالنسبة لتايوان- تتمثل في الامتناع عن أي محاولات لجعل الجزيرة مخلبا اقتصاديا واستراتيجيا بالنسبة لأي من الجانبين، وعلى أي حال فإن هذا سيتطلب تنازلا كبيرا من جانب الصين.

إذ سوف يتعين على القادة الصينيين التخلي صراحة عن الهدف الذي يلتزمون به منذ وقت طويل وهو إرغام التايوانيين على إعادة التوحيد السياسي مع البر الرئيسي. وعلى أي حال، أصبح ذلك الهدف غير واقعي بصورة متزايدة.

المصدر | (د ب أ)

  كلمات مفتاحية

الصين أمريكا تايوان نموذج النمسا مضيق تايوان زيارة بيلوسي الحرب كارثة عسكرية الحياد

في تحدٍ آخر للصين.. مسؤول أمريكي جديد يزور تايوان