تايم: محاولة إسكات عمران خان سترتد سلبا على جنرالات باكستان

الثلاثاء 23 أغسطس 2022 01:58 م

اعتبرت مجلة "تايم" أن الاتجاه لتكميم صوت "عمران خان" سيرتد سلبا على جنرالات باكستان، مشيرة إلى أن أنصار رئيس الوزراء السابق لن يقفوا مكتوفي الأيدي.

وذكرت المجلة، في تقرير لها، أن القضية المتهم بها "خان" تدور حول "شهباز غيل"، الوزير السابق والمساعد الخاص لرئيس الوزراء السابق، والذي دعا في خطاب تلفزيوني الجنود لعصيان "الأوامر غير القانونية" من قادتهم العسكريين.

واتُهم "غيل" بالدعوة للفتنة والتي تحمل حكما بالإعدام، وزعم أنه تعرض للتعذيب أثناء التحقيق، فيما أشارت المجلة إلى أنها حصلت على صور تظهر الكدمات التي تعرض لها "غيل" أثناء اعتقاله.

ودافع "خان" عن صديقه، منتقدا المفتش العام للشرطة الباكستانية والقاضية التي أصدرت أمر اعتقال "غيل".

وقال "خان": "جهزوا أنفسكم وسنتحرك ضدكم. يجب أن تخجلوا من أنفسكم"، وهو التصريح الذي اعتبره القضاء الباكستاني تهديدا واضحا وقدّم دعوى ضد رئيس الوزاء السابق.

لكن محكمة في باكستان أصدرت حكما بمنحه "كفالة حماية" حتى يوم الخميس تمنع اعتقاله، فيما احتشد أنصاره أمام منزله.

وعلى أية حال، فخطابات "خان" ممنوعة من القنوات الفضائية داخل باكستان، بعدما اتهمت هيئة تنظيم البث الوطني خان بـ "إطلاق اتهامات لا أساس لها ضد الدولة، ونشر خطاب الكراهية".

ولا يعرف الطريقة التي سيترك فيها تأثير المنع على "خان"، الذي يتمتع بـ17 مليون متابع على "تويتر"، وهو أكبر من متابعي أشهر البرامج الإخبارية الحوارية في باكستان.

ونقلت المجلة الأمريكية عن "مايكل كوغلمان"، نائب مدير برنامج آسيا في "مركزوودرو ويلسون"، أن اعتقال "خان" غير مأمون العواقب، وربما يؤدي إلى مخاطر عنف في المدن الكبرى لباكستان، مضيفا: "يتمتع خان بدعم قاعدة مسعورة" على حد وصفه.

وفوق الاستقطاب المفرط  في المناخ السياسي، يعاني سكان باكستان، البالغ عددهم 230 مليون نسمة، من تضخم وصل إلى 24.9% في يوليو/تموز، ولم تكن الحكومة قادرة على تحسين الاقتصاد، وتمارس القمع مع المعارضة.

وسيقابل وفد من صندوق النقد الدولي في 29 أغسطس/آب مسؤولين باكستانيين للتفاوض حول حزمة إنقاذ. لكن منظور الاضطرابات السياسية والوضع الاقتصادي  يعني أن باكستان تمر في لحظة حرجة، حسبما يرى "كوغلمان".

ونوهت "تايم" إلى أن "عدم الاستقرار داخل المؤسسة العسكرية والصراع بين المؤيدين لخان والمعارضين له، يقوض عمل المؤسسة المهمة"، مشيرة إلى أن حركة طالبان باكستان أعلنت، في 10 أغسطس/آب، أنها أعادت السيطرة على أجزاء من وادي سوات في شمال البلاد، و"هي لحظة محفوفة بالمخاطر لكي ينقسم الجيش الباكستاني على نفسه".

وفي الأسابيع القليلة الماضية، خفف "خان" من حدة لهجته تجاه الولايات المتحدة، تاركا الباب مفتوحا لإصلاح العلاقات لو عاد بأعجوبة للحكم مرة ثانية. ولكنه ركز هجماته ضد الجيش الذي وصفه ساخرا بـ "المحايدين"، في رد واضح على بيان من قادة الجيش أنهم لا يتدخلون في السياسة.

وحتى الرموز في حزب الرابطة الإسلامية الحاكم حاليا تبنوا النكتة، مشيرين إلى أن الجنرالات الذين حكموا باكستان طوال 75 عاما، لا يزالون هم من يصنعون الحكام.

وزادت الاتهامات الموجهة لخان من غضب أنصاره ضد الجيش، خاصة قائده "قمر جافيد باجاوا"، والذي يعتقد أنه كان المحرك الرئيس للإطاحة بـ "خان".

ويعلق "كوغلمان" على ذلك بقوله: "تحول باجاوا من شخص محترم إلى بغيض في عيون أنصار خان، هو أهم ملمح من هذه الملحمة".

وهنا تشير المجلة الأمريكية إلى أن "الواقع هو أن طريق خان للسلطة لم يكن متاحا لو لم يدعمه الجيش، وخسر الحكم عندما تخلى عنه الجيش"، مؤكدة أن سمعة الجنرالات تأثرت في المنظور السياسي الباكستاني بأكمله.

فعندما مات 6 ضباط بمن فيهم جنرال كبير بعد تحطم مروحيتهم في بداية أغسطس/آب، لم يكن هناك تعاطف كبير معهم على منصات التواصل الاجتماعي، و"كتب الكثيرون تعازٍ للطائرة التي تحطمت بدلا من الأرواح التي فُقدت"، بحسب المجلة.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

عمران خان باكستان حزب الرابطة الإسلامية

باكستان.. إطلاق سراح عمران خان بكفالة

بعد قطر.. العاهل السعودي يوجه باستثمار مليار دولار في باكستان

باكستان.. محكمة تطالب "عمران خان" بإيضاح لتصريحاته بحق قاضية