كشف "جاريد كوشنر"، صهر ومستشار الرئيس الأمريكي السابق، "دونالد ترامب"، كواليس متعلقة بما سمي بـ "حرب أسعار النفط" بين السعودية وروسيا خلال عام 2020، في مذكراته التي نشرها مؤخرا بعنوان "breaking History".

وأوضح "كوشنر" أن ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، كان يعتقد أن روسيا تحاول إجبار بلاده على خفض الإنتاج، وعبّر عن إحباطه من ذلك.

ولفت إلى أنه تواصل في هذه الأثناء، مع "كيريل ديميترييف"، الممول الروسي القوي والمقرب من الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، وتوافقا على أن هذه "اللحظة المناسبة لعمل بلديهما معًا بشأن مسألة ذات أهمية عالمية".

وعبر تواصل متتابع من قبله بـ "بن سلمان" و"ديميترييف"، لمدة استمرت نحو 36 ساعة، كانت الأطراف على وشك الانتهاء من اتفاقية لخفض الإنتاج بنحو 10 ملايين برميل يوميًا، وهو ما سيكون أكبر خفض في التاريخ. 

يضيف "كوشنر" بأنه أخبر "ترامب"، الذي وافق حينها على التحدث مع العاهل السعودي الملك "سلمان بن عبدالعزيز" و"بوتين" لإبرام الصفقة، وبالفعل تحدث القادة الثلاثة يوم الأحد الموافق 12 أبريل/نيسان 2020.

وأضاف: "عندما هنأهم ترامب على التوصل إلى اتفاق، قاطع الملك سلمان الحديث وقال: حسنًا، ليس لدينا اتفاق بعد.. نحن بحاجة إلى أن تخفض المكسيك إنتاجها بمقدار 400 ألف برميل يوميًا".

وكانت المكسيك جزءًا من اتفاقية نفطية ممتدة تسمى (أوبك +) تضمنت 13 دولة من "أوبك" و10 دول من خارجها، بما في ذلك روسيا. 

وبرر الملك "سلمان" حينها تحفظه بأنه في حال رفضت المكسيك خفض الإنتاج، فإن أي اتفاقية ستفشل؛ لأن دول (أوبك +) الأخرى سوف تستاء من حرية الوصول إلى المكسيك.

واستطرد: "أرسل لي ترامب ملاحظة: اتصل بالمكسيك في أسرع وقت ممكن، وعندما تحدثت إلى ألفونسو رومو، رئيس موظفي الرئيس المكسيكي لوبيز أوبرادور، قال إنهم كانوا يحاولون خفض الإنتاج لكنهم لم يتوصلوا إلى قرار".

بعد ساعات قليلة، عاد "رومو" وقال إنه "على سبيل الامتياز لترامب، ستخفض المكسيك الإنتاج بـ 100 ألف برميل يوميًا". 

وتابع: "هذا لم يكن كافيًا. لكن عندما قمت يإطلاع ترامب، كان الرئيس متفائلًا بشكل مفاجئ.. قال هذا رائع، أخبر السعوديين أننا سنعوض فرق الـ 300 ألف أف برميل".

وأردف "كوشنر": "بدلاً من التركيز على العقبات، حدد ترامب فرصة.. لقد أدرك أن إنتاج النفط الأمريكي بدأ بالفعل في العمل. لا يمكن للمنتجين الأمريكيين تحقيق ربح ما لم يكن سعر البرميل أكثر من 40 دولارًا، لذلك مع انخفاض الأسعار إلى 38 دولارًا وحتى أقل من ذلك، فقد خفضوا الإنتاج بشكل طبيعي، تجاوز هذا التخفيض بكثير 300 ألف برميل في اليوم". 

ومضى قائلا: "أدرك الرئيس أنه يمكننا إضافة المبلغ إلى المكسيك وإبرام صفقة، طرحت فكرته على محمد بن سلمان، الذي وافق على النظر فيها. كانت المفاوضات دون توقف، والجميع مرهقون، لكنها تضمنت لحظات من سياسة حافة الهاوية والمبارزة".