لتعاونهم مع الأمريكان.. طالبان تشن حملة لملاحقة القوات الأفغانية السابقة

السبت 27 أغسطس 2022 05:27 م

شنت حركة "طالبان"، حملة تعقب للقوات الأفغانية السابقة، الذين عملوا مع الجيش الأمريكي خلال سنوات الحرب السابقة، في وقت بات هناك تخوف من تسرب معلومات حول الولايات المتحدة عبر المتعاونين معها في أفغانستان إلى إيران عقب هروبهم إليها.

ووفق صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، فقد تزايد إلقاء القبض على القوات الأفغانية السابقة أو اختفائها أو قتلها، منذ استيلاء "طالبان" على السلطة في أغسطس/آب من العام الماضي، بهدف منع هذه القوات من الانضمام لجماعات المعارضة.

ولفتت الصحيفة، إلى تصعيد حركة "طالبان" لحملة استهداف وقتل أفراد سابقين في الجيش الأفغاني خلال الأشهر الأخيرة، أثناء قتال جيوب المقاومة ضد حكمها في أجزاء من المحافظات الشرقية والجنوبية من البلاد.

وقال "بهزاد بهنام"، القائد السابق لوحدة استطلاع أفغانستان، التي عملت مع حراس الجيش الأمريكي في عمليات سرية وعالية الخطورة، إنه يعرف 9 من جنوده السابقين اختفوا.

وتمكن "بهنام" من الهرب منذ ذلك الحين، إلى المملكة المتحدة، وتلقى مكالمات من جنود يطرحون عليه أسئلة حول جماعة معارضة، والتي قال إنه لا علاقة لها بها.

ويعتقد أن "طالبان" أجبرت الرجال على الاتصال به تحت الضغط.

وقال إنهم "ما زالوا يفكرون في أن النشطاء في جميع أنحاء أفغانستان يعملون لحساب الحكومة الأمريكية".

في المقابل، نفت حركة "طالبان"، التي عرضت العفو على خصومها السابقين بعد استعادة السيطرة على البلاد العام الماضي، مرارا وتكرارا أي جهود منهجية لاستهداف جنود سابقين وأفراد وكالة المخابرات وغيرهم.

وقالت الجماعة إن أي قتل أو اختفاء متجذر في النزاعات المحلية وتصفية الحسابات بعد عقدين من الصراع المرير.

وتشير الصحيفة الأمريكية، إلى أن العضوات في العمليات الخاصة من الإناث معرضن للخطر بشكل أكبر، بعد أن تبرأت كثير من أسرهم منهن.

وتعلمت امرأة تبلغ من العمر 24 عامًا وهي عضوة سابقة في وحدة "كتاح خاص"، كيف تقفز من طائرات الهليكوبتر في عملها، بحثا عن النساء أثناء مداهمات قوات العمليات الخاصة.

والآن تتواجد في منزل آمن مع والديها، على أمل أن تنقذها الولايات المتحدة من القوات الأفغانية السابقة المعرض للخطر.

ونقلت الصحيفة، عن مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية، أن الولايات المتحدة تلقت عددًا متزايدًا من التقارير عن عمليات توقيف وقتل واختفاء مقاتلين سابقين في أفغانستان، على الرغم من أنه قال إنه من غير الواضح ما إذا كانت عمليات القتل موجهة من كبار المسؤولين.

وقال المسؤول إن الممثل الخاص لوزارة الخارجية في أفغانستان "توم ويست"، يلتقي بممثلي "طالبان" كل 6 أسابيع تقريبًا، ويثير القضية في كل اجتماع.

يأتي ذلك في وقت كشف تحقيق أجراه مشرّع جمهوري أمريكي، أنّ آلاف الجنود في أفغانستان بينهم عدد من عناصر النخبة في القوات الخاصة الذين درّبتهم الولايات المتحدة، اضطروا إلى الفرار إلى إيران، محذراً من أن بإمكانهم "إفشاء أسرار" بشأن تدريبات عسكرية أمريكية ومعلومات استخباراتية حساسة لطهران.

وقالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إنّ مصير عناصر القوات الخاصة الذين اضطروا للهرب إلى إيران، واحد من مسائل عدة أوردها تقرير يتضمن نتائج تحقيق النائب "مايكل ماكول"، كبير الجمهوريين في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، بشأن الأيام الأخيرة من الحرب في أفغانستان، والانسحاب الفوضوي منها بعد سيطرة حركة "طالبان" على البلاد منذ عام.

وخلص التقرير إلى أنه خلال الجهود الأمريكية لتوفير إجلاء آمن للأفغان الذين ساعدوا الحكومة الأمريكية "لم يُمنح حتى الآن أي وضع أولوية خاص، لأي عسكري أفغاني سابق على الرغم من المخاطر الأمنية التي أبرزتها وزارة الخارجية التابعة لإدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن".

وحذّر التقرير من أن "العسكريين الأفغان المهمين يمتلكون معرفة فريدة بتكتيكات وتقنيات الجيش الأمريكي وإجراءاته، وبالتالي يمكن أن يشكلوا خطراً أمنياً على أميركا إذا أمكن حملهم على إفشاء معلوماتهم إلى عدو للولايات المتحدة".

وقال مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون، إن أفراد القوات الخاصة الأفغانية السابقين معرضون بشكل خاص لعمليات مطاردة وقتل تنفذها "طالبان"، وهو ما دفع البعض إلى الفرار إلى إيران.

ووفقاً للمجلة، فإن إيران، التي تشترك في حدود بطول 600 ميل (965 كيلومتراً) مع أفغانستان، لديها تاريخ في تجنيد واستخدام وكلاء أفغان في القتال.

وطهران دعمت فيما مضى قوات "التحالف الشمالي" (بقيادة أحمد شاه مسعود) ضد حركة "طالبان" في التسعينيات، ودربت وحدة "فيلق القدس" التابعة لـ"الحرس الثوري" الإيراني وجندت ما يسمى "لواء فاطميون"، وهو فصيل أفغاني، لقتال فصائل المعارضة السورية بداية من عام 2013.

ويحرص الديمقراطيون والبيت الأبيض على تصوير الانسحاب كخطوة ضرورية حافظت على سلامة القوات الأمريكية، وأنهت الحرب التي استمرت 20 عاماً.

فيما يأمل الجمهوريون إعادة فحص الأخطاء التي ارتكبتها الإدارة في الفترة التي سبقت الإجلاء وبعده، ويخططون لجعل أفغانستان محوراً رئيساً للتحقيقات في حال استعادوا السلطة في الكونجرس.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

طالبان: ملتزمون بعدم مهاجمة القوات الأمريكية بشرط.. والنساء لن يرتدين البرقع