فايننشال تايمز: الدولار يقترب من مستويات تاريخية وتنتظره أيام عجاف

الاثنين 29 أغسطس 2022 11:59 ص

"لا يوجد بديل للتنبؤ بمزيد من المكاسب للعملة القوية".. هكذا تناولت صحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية، مستقبل الدولار في ظل التحديات التي يواجهها الاقتصاد العالمي خلال الفترة الحالية والمقبلة.

وذكرت الصحيفة في مقال للكاتب "روتشير شارما" أنه "مع ارتفاع الدولار إلى مستويات قياسية هذا الشهر، فإننا لم نشهد مثيلا لذلك منذ ما يقرب من 20 عامًا".

وتحدث شارما عما وصفه بـ"عالم ما بعد الدولار"، قائلا إن "قيمة الدولار مقابل العملات الرئيسية الأخرى تزيد الآن بنسبة 20% عن اتجاهها طويل الأجل، وتتجاوز الذروة التي وصلت إليها عام 2001".

واستدرك بأن "الاختلالات الأساسية لا تبشر بالخير لمستقبل الدولار، ومن ذلك فإن عجز الحساب الجاري للولايات المتحدة يقترب من عتبة الـ5% من الناتج المحلي الإجمالي، وأن الولايات المتحدة تدين للعالم حاليًا بمبلغ صاف قدره 18 تريليون دولار، أو 73% من ناتجها المحلي الإجمالي، وهو ما يتجاوز بكثير عتبة الـ50%، التي تنبأت غالبًا بأزمات العملة السابقة".

وأضاف أن "الدولار تعزز بسبب ضعف العملات المنافسة، ومع ذلك فإن منافسيه يكسبون قوة الآن".

وتابع: "إلى جانب العملات الأربع الكبرى (الولايات المتحدة وأوروبا واليابان وبريطانيا) تكمن فئة العملات الأخرى، التي تشمل الدولار الكندي والأسترالي والفرنك السويسري".

وأشار "شارما" إلى أن العملات هذه كانت تمثل 2% فقط من الاحتياطيات العالمية في 2001، بينما تمثل اليوم نحو 10%.

وجاءت مكاسب تلك العملات، التي تسارعت خلال الوباء، بشكل أساسي على حساب الدولار الأمريكي.

وتبلغ حصة الدولار من احتياطيات النقد الأجنبي حالياً 59%، وهي أدنى مستوى له منذ عام 1995، وقد تبدو العملات الرقمية متضررة الآن، لكنها تظل أيضاً بديلاً طويل المدى.

وتابع تحليل الصحيفة، أن العقوبات الأمريكية على روسيا، أظهرت دور الولايات المتحدة في عالم يحركه الدولار، ما يلهم العديد من البلدان للإسراع في البحث عن خيارات.

وأضاف أنه "على سبيل المثال، تعمل أكبر اقتصادات جنوب شرق آسيا على تسوية المدفوعات لبعضها البعض بشكل مباشر، متجنبة الدولار.

وتعد ماليزيا وسنغافورة من بين الدول التي تقوم بترتيبات مماثلة مع الصين.

واختتم تحليل "فايننشال تايمز" بالقول: "يبدو أن الدولار يستفيد من وضعه كملاذ آمن، مع بيع معظم أسواق العالم.. لكن المستثمرين لا يسارعون إلى شراء الأصول الأمريكية، حيث يقللون من مخاطرهم في كل مكان ويحتفظون بالنقد الناتج بالدولار.

وأكد أنه "يحب ألّا ننخدع بالدولار القوي، فعالم ما بعد الدولار قادم".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الدولار اليورو التضخم أزمة عالمية

اليورو ينخفض لما دون مستوى التعادل مع الدولار

أمريكا والصين والدولار

مع تأهب الأسواق لارتفاع أسعار الفائدة.. الدولار بأعلى مستوياته منذ 20 عاما